السبت: 20/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

برعاية الرئيس وبمشاركة فياض نابلس تحتفل بذكرى المولد النبوي الشريف

نشر بتاريخ: 04/02/2012 ( آخر تحديث: 04/02/2012 الساعة: 23:37 )
نابلس- معا- إستضافت جامعة النجاح الوطنية الإحتفال المركزي بذكرى المولد النبوي الشريف، وذلك بالتعاون مع وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، وقد نُظم الإحتفال تحت رعاية الرئيس محمود عباس " أبو مازن"، وبحضور الدكتور سلام فياض، رئيس الوزراء، والدكتور محمود الهابش، وزير الأوقاف والشؤون الدينية، والأستاذ الدكتور رامي حمد الله، رئيس جامعة النجاح الوطنية، وفضيلة الشيخ محمد حسين، مفتي القدس والديار الفلسطينية المقدسة، وعدد من رجال الدين المسلمين والعلماء وخطباء المساجد، والوعاظ والمرشدين، وعدد كبير من المواطنين.

ونظم الإحتفال في مسرح سمو الأمير تركي بن عبد العزيز في الحرم الجامعي الجديد، حيث أدى رئيس الوزراء ووزير الأوقاف، ورئيس الجامعة، ومفتي القدس والديار الفلسطينية وعدد من المدعوين صلاة الظهر في مسجد الجامعة.

وشارك في الإحتفال فرقة دار الأيتام الإسلامية التي عزفت السلام الوطني الفلسطيني مباشرة أمام الجمهور، كما شاركت فرقة أحباب المصطفى بإنشودة مدائحية في الذكرى العطرة.

وشدد رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض، على أن استمرار اعتداءات قوات الاحتلال وإرهاب مستوطنيه ضد شعبنا وأرضنا، يجعل من أي حديث عن العملية السياسية غير ذي مغزى، لا بل وخارج النص.

وجدد رئيس الوزراء دعوته إلى المجتمع الدولي للتدخل الفاعل من أجل إلزام إسرائيل بصورة واضحة بقرارات الشرعية الدولية وقواعد القانون الدولي، كمرجعية للعملية السياسية، الأمر الذي يتطلب إلزامها بوقف جميع هذه الانتهاكات، وفي مقدمتها الإفراج الفوري عن جميع الأسرى من سجون الاحتلال، وخاصة الأسرى القدامى المعتقلين منذ ما قبل عام 1993، والأسرى المرضى، وأعضاء المجلس التشريعي، وغيرها من الانتهاكات، وقال "أجدد تضامن شعبنا الكامل مع الأسير خضر عدنان، وأدعو كافة المؤسسات الحقوقية إلى التدخل الفوري لإنقاذ حياته وإلزام إسرائيل بالإفراج عنه، وإلغاء سياسة الاعتقال الإداري، ووقف الانتهاكات بحق الأسرى، كما أحمل حكومة إسرائيل المسؤولية الكاملة عن حياته".

جاء ذلك خلال كلمة رئيس الوزراء في ذكرى المولد النبوي الشريف، في جامعة النجاح الوطنية في محافظة نابلس، وذلك بحضور وزير الأوقاف والشؤون الدينية د. محمود الهباش، ومحافظ نابلس جبرين البكري، وسماحة الشيخ محمد حسين مفتي القدس والديار المقدسة، ود. رامي الحمد الله رئيس جامعة النجاح الوطنية، وعدد من رجال الدين الإسلامي والمسيحي والشخصيات الرسمية والاعتبارية، وممثلي المؤسسات الرسمية والأهلية.

وشدد رئيس الوزراء على ذكر المولد النبوي الشريف تأتي في وقت يتعرض فيه شعبنا الفلسطيني لأوسع هجمة استيطانية تستهدف تقويض حقوقه الوطنية المشروعة، وخاصة حقه في إقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967. وقال "مع ذلك فهو مصمم على مواصلة مواجهة هذه السياسة التوسعية الاستيطانية، وانتزاع حقوقه كافة كما عرفتها الشرعية الدولية، وفي مقدمتها حقه في تقرير المصير، وحقه في إقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967، وكذلك حق اللاجئين في العودة".

وأضاف فياض "أنه ومن اجل تحقيق هذه الأهداف فإن السلطة الوطنية عاقدة العزم، وبكل إصرار، على مواصلة تعميق جاهزيتها لإقامة دولة فلسطين المستقلة، الأمر الذي يتطلب، وفي أُولى الأولويات، إنهاء الانقسام وإعادة الوحدة للوطن ومؤسساته"

وشدد رئيس الوزراء على أن إصرار قوات الاحتلال على استمرار الاجتياحات العسكرية لمناطقنا، ليس له أي مبرر سوى المس بمنجزات السلطة الوطنية ومؤسستها الأمنية. هذا بالإضافة إلى استمرار هدم وإخلاء المنازل، وما يخلفه من معاناة لآلاف العائلات، بالإضافة إلى فرض المزيد من القيود على الجهود التنموية للسلطة الوطنية، وتضييق الخناق على أبناء شعبنا خاصة في القدس الشرقية، وفي الأغوار، ومناطق خلف الجدار، ومجمل المناطق المسماة (ج). وأضاف أن ذلك كله يأتي بالتزامن مع تصاعد اعتداءات المستوطنين الإرهابية على حياة أبناء شعبنا وممتلكاتهم ومصادر رزقهم ومقدساتهم. وأخرها محاولات المستوطنين الإرهابية الاعتداء على قرية النبي صالح، ومحاولة حرق مسجد القرية، الأمر الذي يتطلب من العالم التدخل بشكل حازم واكثر فاعلية لضمان توفير الحماية شعبنا من هذا الإرهاب المتواصل.

وأكد فياض على أنه في هذه المناسبة الجليلة، نستلهم روح الإسلام الحنيف ورسالته، ومبادئ العدل والإنصاف التي دعا لترسيخها من خلال رص الصفوف والوحدة والتكافل وتقاسم الأعباء. وقال "ما أحوج شعبنا في هذه المرحلة إلى استخلاص مثل هذه العبر والدروس. وهنا، فأنني أؤكد لكم مرة أخرى، ومن خلالكم لكل أبناء شعبنا، أن مضمون توجهات السلطة الوطنية التي وضعتها أمام طاولة الحوار الهادف إلى التغلب على المحنة والأزمة المالية التي نواجهها، ارتكز في الأساس على هذه القيم المتمثلة بالحرص على تحقيق العدالة الاجتماعية والتقاسم العادل للأعباء الناجمة عن سياسة الاحتلال وظلمه وممارساته ومخططاته، وبما يعزز من وحدة شعبنا وتلاحمه وقدرته على الصمود في وجه هذه الممارسات والمخططات، ويحصن في نفس الوقت منعة واستقلالية القرار الوطني الفلسطيني من أي ابتزاز"، وأضاف "بالتأكيد، دون أن نعفي العالم من مسؤولياته، ليس فقط في الوفاء بالتزاماته المالية لدعم السلطة الوطنية وتمكينها من الوفاء باحتياجات شعبنا، بل، وهذا هو الأهم، دون أن نعفي المجتمع الدولي من مسؤولياته للتدخل الفاعل لإنهاء الاحتلال، والذي يشكل السبب الأساسي لكل هذه المعاناة، وما يواجه اقتصادنا الوطني من العراقيل التي تحد من قدرته على النمو والتطور".

كما شدد على أنه وفي إطار تعزيز قدراتنا الذاتية وحماية مواردنا وتطويرها، تأتي مهمة حماية وتطوير الأوقاف الإسلامية واستثمار عائداتها في تعزيز صمود شعبنا وقدرته على حماية أرضه ومقدساته في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس.

وشدد رئيس الوزراء على أن مولد سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- كان حدثاً فريداً في تاريخ الإنسانية جمعاء، حيث غَيرَ مُجريات التاريخ، وكان بداية نقل الناس من الظلمات إلى النور. وقال "علينَا أنْ نُحافِظَ عَلَى هذَا النورِ بإتباع مَا أَمرنا به العلي القدير، واجتنَابِ مَا نَهَى عنهُ، قالَ تعالَى:{وَمَن يُطِعْ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً }. وأضاف "إن هذه الذكرى ليست كباقي المناسبات. فهي توقد فينا شعلة الأمل والعمل والمثابرة، ونعم، وكما علمنا الرسول الكريم، الأخذ بالأسباب على درب الحرية والاستقلال." وتابع "إن ميراث الأنبياء، هو أمانة بين يدي الشعب الفلسطيني الذي يحملها دون الالتفات إلى أي ما من شأنه حرفنا عن أهدافنا الوطنية. وإنني على يقين أنه بجهودكم، وبصمود أهلنا، سنتمكن من حماية هذه الأرض وبناء مستقبلها في كنف دولة فلسطين كاملة السيادة على كامل أرضنا المحتلة منذ عام 1967 في قطاع غزة والضفة الغربية، وفي القلب منها القدس الشريف، العاصمة الأبدية لهذه الدولة"

وكان رئيس الوزراء ولدى وصوله مدينة نابلس قد تجول في سوق المدينة، واطلّع على أحوال المواطنين، ورافقه في هذه الجولة محافظ نابلس الأخ جبرين البكري، وحشد كبير من المواطنين. كما افتتح رئيس الوزراء مشروع عمارة الوقف (آل النمر الذري) في مركز المدينة نابلس.

وكان أ.د.حمد الله قد ابتدأ الحفل بكلمة رحب خلالها رئيس الوزراء ووزير الأوقاف والشؤون الدينية، والحضور، وبعث بالتحية للرئيس محمود عباس أبو مازن الذي يحمل هموم وطنه وشعبه الى جميع المحافل الإقليمية والدولية، ودعا رئيس الجامعة ان يوفق الله القيادة الفلسطينية في سعيها المتواصل للحصول على الحقوق الكاملة للشعب الفلسطيني.

كما تحدث الأستاذ الدكتور حمد الله، عن "الأمة الإسلامية التي أنقذها الله بنور الاسلام الذي جاء به صاحب الذكرى محمد صلى الله عليه وسلم، فعز جانبها وتوحدت كلمتها وعلت مكانتها، وعظمت هيبتها بين الناس".

وأضاف رئيس الجامعة أن "هذا التحول في وضعية الأمة وتبوأها مكان الصدارة بين أمم الأرض بجدارة وإقتدار، ما كان ليكون، لولا ثبات القائد محمد عليه السلام وجنوده الأوفياء من من صحابته على مبادئ الحق والعدل، ولرفض الظلم والإستداد والإستعباد والعدوان، حتى تحملوا في سبيل الله كل ألوان المعاناة والعذاب".

وبين أ.د. حمد الله أن الإحتكام الى شرع الله وتطبيق كتابه الكريم وسنة صاحب الذكرى العطرة عليه السلام هو المخرج الوحيد لكل ما تعانية الأمة من ويلات التمزق والإنقسام والفرقة.

وفي ختام كلمته دعا أ.د. رئيس الجامعة، العلي القدير ان يعيد ذكرى المولد النبوي الشريف وقد توحدت الأمة العربية والإسلامية، وأن ينتهي الإنقسام وتعود الوحدة الوطنية الى جناحي الوطن.

وهنأ الشيخ محمد حسين الأمة العربية والإسلامية بهذه الذكرى العطرة وتمنى ان تعود الذكرى في العام القادم وقد تحققت أماني شعبنا الفلسطيني بالوحدة وتقرير المصير.

وألقى الدكتور الهباش كلمة وزارة الأوقاف والشؤون الدينية تحدث فيها عن نبي الهدى سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم، وأضاف أن الإحتفال بالمولد النبوي الشريف يشكل مناسبة لإحياء وإستذكار الأخلاق النبوية في حياتنا من خلال ذكرى المولد النبوي والهجرة النبوية وذكرى وفاة النبي وتاتي أهمية الإحتفاء بهذه الذكرى العطرة في ظل الهجمات على الكنائس للتأكيد على نشر رسالة الرحمة والمحبة التي تكرست بمولد الرسول وإرساله للناس وبناء عليه تم إختيار شعار الإحتفال الأية القرئانية " وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين".

وأشار الهباش أن الإحتفال بالمولد النبوي يجب ألا يكون فقط في اليوم الثاني عشر من ربيع الأول من كل عام هجري، بل يجب أن يقام في كل يوم من كل شهر وفي كل مسجد، لكي يشعر الناس بنور الإسلام ونور الشريعة تدخل في قلوبهم. كما تحدث الهباش عن دور وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في خدمة الدين وخدمة الأماكن المقدسة الإسلامية وغير الإسلامية.