السبت: 20/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

وقف تميم الداري حافظ الخليل من التهويد

نشر بتاريخ: 28/06/2015 ( آخر تحديث: 03/04/2020 الساعة: 05:09 )
وقف تميم الداري حافظ الخليل من التهويد
الخليل- معا- يُشكل وقف الصحابي الجليل، تميم الداري 60% من مساحة مدينة الخليل، سهلها وجبلها ومائها وحرثها، بمساحة تُقدر بنحو 85 ألف دونم، ويقوم على رعاية هذا الوقف متولي وقف تميم الداري، ويعاونه نظار في إدارة شؤون الوقف، ولو قُدر للقائمين على هذا الوقف، من إدارته بشكل كامل لأصبح يُشكل قوة اقتصادية كبيرة في الخليل، لكن اوقاف تميم فقيرة في مالها، كون الأحكار لا تدفع.

يقول متولي وقف تميم الداري، أحمد سعيد بيوض التميمي:"منذ السنة التاسعة للهجرة، حيث أنطى رسول الله صلى الله عليه وسلم، تيم الداري وقفه، أولى الخلفاء والسلاطين والملوك اهتماماً خاصاً بوقف تميم الداري، مروراً بخليفة رسول الله ابو بكر الصديق و عمر بن الخطاب، وحتى المملكة الأردنية الهاشمية، لكن هذا الوقف كان محل أطماع الدول الاحتلالية كالصليبيين والتتار والانتداب البريطاني والاحتلال الإسرائيلي للخليل عام 1967، حيث قام الاحتلال الإسرائيلي بمصادرة الكثير من أراضي وقف آل تميم، وقامت بإقامة المستوطنات عليها كمستوطنة "بيت حجاي" و "كريات أربع".

وأضاف:" منذ أن فتحت هذه الديار وحتى تاريخه، يتفاعل أهل مدينة الخليل، مع هذا الانطاء وهو وقف صحيح، رغم محاولات الانتداب البريطاني والاحتلال الاسرائيلي إبعاد الصفة الاسلامية عن هذا الوقف، ولولا أننا نملك الوثائق لاستولى الاحتلال عليه بالكامل".

وزاد متولي وقف تميم الداري في حديثه مع مراسلنا في الخليل:" حاولت اسرائيل استبدال وقف تميم الداري في مراسلاتها وخاصة لجنة تسجيل الاراضي في حينه، بمصطلح ميري موقوف بدلاً من وقف تميم الداري، لكننا نجحنا في شطب هذا المصطلح واعادة التسمية لما كانت عليه وقف تميم الداري، ولا زالت السلطة الوطنية الفلسطينية تتعامل مع هذا الوقف على انه وقف تميم الداري".

وحول كيفية التعامل مع هذا الوقف، أوضح التميمي، بأن متولي الوقف يتم تعيينه من قبل القاضي الشرعي حسب الاصول، ويعاون المتولي نظار يمثلون أفرع عائلة التميمي البالغ عددها 33 عائلة ويبلغ عدد النظار حالياً 23 ناظراً يمثلون فروع عائلة التميمي.

يقول التميمي:" كون هذا الوقف معترف به لدى الجهات الرسمية في السلطة الوطنية الفلسطينية، وخاصة سطة الأراضي،وحينما يتقدم أي مواطن لتسجيل أرضىه أو تبادل المنفعة بينه وبين شخص آخر، لا بد أن يأتي الى إدارة الوقف بناء على كتاب يُصدر عن مدير سلطة الاراضي في الخليل لتسوية أمره مع الوقف ودفع الاستحقاقات الحكر -الاجارة السنوية- وبدل المثل، كجزء من التقدير الذي يرد في الكتاب الموجه لهذا الوقف، ويحصل هذا الشخص على وثيقة بمثابة طابو يستطيع الحفاظ بها على حقوقه، وحقوق الناس وحقوق وقف تميم الداري".

رقبة الأرض للوقف
وأوضح بأن رقبة الوقف تبقى كما هي وهذا البيع بيع المنفعة هو نوع من الإجارة يكون بترتيب مع جهة الوقف فتنتقل الإجارة من واضع اليد المنتفع بالأرض أو العقار إلى من يشتري هذه المنفعة بشرط أن تنتقل المنفعة بدل الحكر من واضع اليد البائع إلى المشتري.

ولدى سؤال متولي وقف تميم الداري، عن امكانية استعادة الأراضي والعقارات في حدود منطقة الانطاء، من ملاكها الحاليين الى ذرية تميم الداري، قال المتولي أحمد سعيد بيوض التميمي:" من الممكن استعادة أي قطعة أرض أو منشأة داخل حدود الانطاء الى ذرية تميم الداري، على ان يكون اعادة هذه الارض تحقق المصلحة العامة، بعد دفع النقود بدل المثل لصاحب الارض أو المنفعة".

ولفت التميمي، الا أن ايرادات الوقف تنفق على ابن السبيل، وكان الوقف ينفق على تكية سيدنا ابراهيم الخليل لمدة طويلة من الزمن، حتى قامت وزارة الاوقاف والتي كانت المتولي على الوقف، باقتطاع جزء من أراضي وقف تميم الداري لمنفعة التكية الابراهيمية وسمي الوقف في حينه بوقف خليل الرحمن للانفاق على التكية وخدمة المسجد الابراهيمي الشريف.

نطية أو عطية الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) لتميم الداري

كان وقف تميم الداري أول وقف حقيقي يتم اعطاؤه خارج الجزيرة العربية، ويمكن اعتبار ذلك إعلاناً مبكراً لسلطة النبي صلى الله عليه وسلم على فلسطين وبيت المقدس وبشارةً على فتح فلسطين أيضاً، هناك الكثير من الروايات، التي تحدثت عن نطية -عطية- الرسول عليه السلام، الى الصحابي الجليل تميم الداري، والتي تمت في السنة التاسعة للهجرة.
ونذكر منها ما جاء في رواية كتاب "الأنس الجليل بتاريخ القدس والخليل" لمؤلفة مجير الدين الحلبي العليمي، وما ورد في رواية "كتاب الخراج" والذي كتبه الإمام القاضي أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم بن حبيب الأنصاري: قال تميم بن أوس الداري، للرسول محمد صلى الله عليه وسلم:" يا رسول الله إن لي جيرة من الروم بفلسطين لهم قرية يقال لها حبرون وأخرى يقال لها عينون، فإن فتح الله عليك الشام فهبهما لي، فقال هما لك، قال فاكتب لي بذلك كتاباً، فكتب له: بسم الله الرحمن الرحيم ، هذا كتاب من محمد رسول الله لتميم بن أوس الداري أن له قرية حبرون وبيت عينون قريتهما كلها وسهلها وجبلها وماءها وحرثها وأنباطها وبقرها ولعقبه من بعده ولا يُحاقُّه فيها أحد ولا يَلِجُها عليهم أحد بظلم ، فمن ظلم واحداً منهم شيئاً فأن عليه لعنة الله).

ولما ولي أبو بكر رضي الله عنه كتب لهم كتاباً نسخته ( بسم الله الرحمن الرحيم، هذا كتاب من أبي بكر أمين رسول الله الذي استخلف في الأرض بعده، كتب للداريين أن لا يفسد عليهم سندهم ولبدهم من قرية حبرون وعينون ، فمن كان يسمع ويطيع الله فلا يفسد منهما شيئاً، وليقم عمرو بن العاص عليهما وليمنعها من المفسدين).

من هو تميم الداري!
هو الصحابي الجليل، تميم بن أوس بن حارثة وقيل خارجه بن الدار أي الجد الأول وسمي الداريون للجد الأول ابن هانئ ابن حبيب ابن نمارة ابن مالك ابن عدي وهو لخم ابن الحارث ابن مرة ابن أدد ابن زيد ابن يشجب ابن عريب ابن زيد بن كهلان ابن سبأ، ويكنا أبو رقية، ورقية ابنته لم ينجب غيرها، ونسبته الداري إلى الدار وهو أحد أجداده ويقال لقومه نمارة ويوصلهم بلخم وهو أيضاً من قبيلة لخم، ولخم هو لقب وليس اسم وقبيلة لخم من العرب القحطانية ذات شعوب وقبائل كثيرة سكنت بلاد الشام.

تقرير : محمد العويوي