الجمعة: 29/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

قصة السكني: اتهم بقتل 5 قسام و9 قتلى لاعتقاله وحماس تفرج عنه ؟!

نشر بتاريخ: 02/11/2016 ( آخر تحديث: 03/04/2020 الساعة: 05:10 )
قصة السكني: اتهم بقتل 5 قسام و9 قتلى لاعتقاله وحماس تفرج عنه ؟!

بيت لحم - تقرير خاص لمعا - اثار خبر الافراج عن المعتقل الفتحاوي في سجون حركة حماس بقطاع غزة زكي السكني جدل واسع خاصة بعد ان امضى حوالي 8 سنوات في سجونها بقطاع غزة كصاحب اطول مدة سجن امضاها معتقل منذ سيطرة حماس على قطاع غزة في العام 2007 ضمن حالة الصراع والخلاف بين حركتي فتح وحماس .

الافراج عنه بشكل مفاجئ اثار العديد من ردود الفعل والأسئلة التي قفزت للسطح عن السبب وراء ذلك خاصة ان مناشدات عديدة للسماح له لمشاهدة والده قبل موته فشلت وهو المعتقل على خلفية مقتل 5 من قيادات القسام وطفلة ، وقامت حماس بقتل 9 اشخاص حتى القبض عليه ..فما الذي جرى ؟
في هذا التقرير سنحاول استعراض الموقف وفق تداعيات الاحداث في سياق تطورها التاريخي وصولا للافراج عنه .

من هو زكي السكني


زكي رشاد السكني قائد فتحاوي تسكن عائلته حي الزيتون بمدينة غزة ، من مواليد عام 1965، عاش لسنوات مطاردا من قبل الاحتلال الاسرائيلي بتهمة تصنيع واطلاق الصواريخ .

وتفيد المواقع الاخبارية والفتحاوية منها الى سيرة الرجل الذي كان يعمل ضابطاً في جهاز الشرطة الفلسطينية بغزة وقائدا لكتائب شهداء الأقصى في القطاع وهو أب لــ 4 أطفال أكبرهم رشاد وثلاثة بنات .

عرف وتميز بعلاقة طيبة مع العديد من قادة المقاومة وعلى رأسهم القائد والمؤسس لكتائب شهداء الأقصى جهاد العمارين الذي أعُجب بشجاعته وحبه للجهاد والمقاومة.

بين القذائف والصواريخ :

ومع دخول الإنتفاضة في عامها الثاني تمكن السكني بالإشتراك مع الشهيد اللواء عبد المعطي السبعاوي من صناعة أول قذيفة هاون ومن ثم أنتج مئات القذائف التي أصبحت تشكل رعباً لمستوطني قطاع غزة الذين كانوا يقيمون داخل البؤر الإستيطانية الجاثمة على أراضي القطاع في حينه مما جعل من استهدافه اولوية لدى الإحتلال ، حيث نفذ الإحتلال بحقه عدة محاولات إغتيال أصيب خلال أحداها بالقرب من مقبرة الشهداء شرق مدينة غزة أثناء قيامه بإطلاق عدد من قذائف الهاون على مستوطنة "كفار عزه"."اللواء السبعاوي استشهد وهو يصنع صاروخا".

مطاردة اخرى :

بعد سيطرة حركة حماس على قطاع غزة وبتاريخ 12/7/2008 حاول امن الحكومة المقالة اعتقاله حينما قامت قوات مسلحة بإقتحام منزله الكائن في منطقة الزيتون الواقعة في محافظة غزة الا انها فشلت حين قام بالفرار من المنزل الذي تعرض للتفتيش ومصادرة قاذف هاون ومسدسه الشخصي وصاروخ من نوع أقصى 103 وبعض المواد المتفجرة التي تستخدم بتصنيع صواريخ المقاومة وجهاز الكمبيوتر الخاص بأولاده الصغار كما تفيد عائلته .

الجمعة الموافق 25/7/2008 وقع انفجار في مركبة على شاطئ بحر غزة وراح ضحيته خمسة من قيادات الجناح العسكري لحماس والتي وصفتهم المصادر الحمساوية بأنهم من خيرة قيادات الحركة الميدانيين كما أصيب 40 مواطن ممن كانو يتواجدون على شاطئ البحر .


حماس تتهمه بعميلة الشاطئ :

حماس في بياناتها واخبارها قالت ان ضحايا التفجير هم من قيادات القسام " القائد الميداني حســن محمـد الحلـو "أبو شرف" أحد قادة وحدة التدريب في كتيبة شمال الشجاعية والقائد عمار مصبح (أبو مسلمة إياد عبد الحميد الحية (أبو عبيدة) القائد أسامة الحلو القائد نضــال المبيــض". وطفلة توفيت جراء التفجير كانت بالمكان واصيب حوالي العشرين ممن تواجدوا في المكان .

بداية اب 2008 كتبت "فلسطين أليوم : وكالات علمت الحياة اللندنية أن حكومة حماس توصلت إلى كشف أسماء مدبري تفجير شاطىء مدينة غزة الشهر الماضي الذي قُتل فيه 5 من قيادات الجناح العسكري للحركة، بينهم زكي السكني وهو خبير متفجرات ينتمي إلى حركة فتح.

وفي يوم السبت 2/8/2008 قامت مجموعة مسلحة بإطلاق النار على السكني وتم نقله إلي المستشفى وتم إجراء عملية جراحية له ونقل الى الاعتقال في سجون الحكومة المقالة منذ ذلك الحين.

ومن جانبها كانت حركة فتح قد طالبت بالافراج عن السكني متهمة اطراف داخلية في حركة حماس بتفجير السيارة على الشاطئ ضمن ما وصفته بتصفية حسابات داخلية ومشيرة ان اعتقال السكني ما هو الا حالة من التمويه والتحايل على حقيقة الامر .


مقتل 9 للوصول للسكني !

بتاريخ 8/8/2008 كان لنا مقابلة مع القيادي الحمساوي إسماعيل رضوان عن أحداث الشجاعية وقد وصف ما حدث بأقل الخسائر وبالنتائج الجيدة نسبياً حيث كانت تلك الأحداث قد أوقعت 9 ضحايا وأصابت العشرات واعتقال حوالي 150 ، وكان الإقتحام لحي الشجاعية قد جاء على خلفية إتهام عائلة حلس التي تسكن المكان بإيواء بعض المشبوهين بإنفجار الشاطيء.


رضوان :"أن حماس والحكومة في القطاع كان لابد لها من المحافظة على الأمن والأمان والتوجه للمربع الأخير في الشجاعية ، ولم يكن هناك أي خيار سوى إقتحام المكان دون أي نية لإراقة الدماء، ورغم ما حصل فان النتائج كانت جيدة وتم القبض على المشتبهين والعثور على أسلحة وأنفاق ".


ورداً على سؤالنا حول إسراع حماس لإتهام فتح منذ اللحظة الأولى وتغيب أي إتهام لإسرائيل أو أطراف أخرى قال رضوان :"أن ذلك يعود لمعلومات مسبقة لدى الأجهزة الأمنية حول نية فتح القيام بإعتداءات تعزز الفلتان، وكذلك مسارعة فتح لإتهام أطراف داخلية في حماس بإرتكاب العمل كتغطية على فعلتها، وقد أثبتت التحقيقات تورط فتح في هذا الحادث، وأستطيع التأكيد أن الاعترافات الأولية تشير إلى أن من يقف وراء العملية أشخاص ينتمون لحركة فتح .

وفيما إذا كانت فتح بريئة من حادث الشاطيء كما واقعة 23/9/2005 في مخيم جباليا الحادث الذي راح ضحيته حوالي 20 شخص ووجهت الاتهامات لفتح وبعد ذلك اعترفت حماس بأنه حادث داخلي (خلل)، قال رضوان:" أننا لا نخشى مصارحة شعبنا في قول الحقيقة ولن تكون النتائج طي الكتمان مهما كانت .


105 محكمة للسكني ب15 عام سجن
في بداية تموز 2013 حكمت محكمة في غزة على السكني بالسجن 15 عاما وجاء على لسان المتحدث باسم وزارة الداخلية في غزة إسلام شهوان " الحكم على زكي رشاد السكني خمسة عشرا عاماً، من قبل محكمة عسكرية تابعة للحكومة في قطاع غزة".

فيما أكدت عائلة السكني أن ابنهم زكي تم الحكم عليه بالسجن لمدة خمسة عشر عاماً، ووجهت له لائحة اتهام "بحيازة مواد متفجرة وأسلحة غير مرخصة وتشكيل مجموعات تخريبية بالإضافة إلى تهمة الإرهاب". دون توجيه تهمة قتل ضحايا سيارة الشاطئ .

وشكلت للسكني أحد أعضاء حركة فتح نحو 105 محكمة قبل ذلك إلى أن أعلن عن إصدار الحكم اليوم بعد أعوام من التوقيف.
الافراج عن القاتل ؟!
بتاريخ 20/10/2016 انتشر خبر "أفرجت وزارة الداخلية في قطاع غزة عن القائد الفتحاوي زكي السكني الذي اتهمته الحكومة المقالة السابقة بتفجير "الشاطئ" .
وقال إياد البزم الناطق باسم وزارة الداخلية في غزة لمراسل "معا" :" إن الإفراج عن السكني جاء بعد قضاء ما يزيد عن ثلثي مدة محكوميته والتي شارفت على الانتهاء".


وأضاف "وبناء على رغبة السكني سيسافر لتلقي العلاج خارج القطاع.


رائحة صفقة
العديد من المواقع الاخبارية ووفق متابعات صحفية تؤكد ان الافراج جاء ضمن صفقة مع القيادي المفصول من حركة فتح محمد دحلان تم بموجبها الإفراج عن السكني مقابل إطلاق سراح الحجاج السبعة الذين احتجزوا بمطار القاهرة فور عودتهم من مناسك الحج قبل أكثر من شهر بحجة الانتماء لحركة حماس؛ بالإضافة إلى بذل جهود والتدخل لدى السلطات المصرية للإفراج عن ما يعرف بالمختطفين الأربعة الذين تتهم حماس السلطات المصرية بالتحفظ عليهم داخل الأراضي المصرية بعد مغادرتهم معبر رفح وهم في طريقهم بمرافقة أمنية مصرية إلى مطار القاهرة قبل نحو سنة.

وكانت مواقع اخبارية محسوبة على النائب دحلان قالت " كشف مصدر أن اتصالات اجراها القيادي في فتح سمير المشهراوي مع قيادات في حركة حماس أفضت إلى الافراج عن السكني وأن المشهراوي خاض مفاوضات منذ ما يزيد عن ستة أشهر مع قيادات من حماس مقيمة خارج قطاع غزة أبرزهم د. موسي أبو مرزوق عضو المكتب السياسي للحركة من أجل الإفراج عن السكني.

وأوضح أنه جرى الاتفاق على آلية من أجل تأمين خروجه من قطاع غزة بهدف إجراء عدة عمليات جراحية في جمهورية مصر العربية، حيث جرى كذلك استقباله بعد التنسيق مع الجانب المصري (دون جواز سفر شخصي).
من جهة أخرى أكد النائب في حركة فتح ماجد أبو شمالة أن الإفراج عن زكي السكني "جرى بعد جهود مضنية بذلها القيادي محمد دحلان وسمير المشهراوي وماجد أبو شمالة".
وأشار في تصريح نشره على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" إلى أن المباحثات مع الحكومة بغزة بدأت منذ عدة أشهر للإفراج عن السكني، حيث زاره في محبسه في وقت سابق كل من "النائب ماجد أبو شمالة والنائب أشرف جمعة للترتيب لهذا الإفراج الذي جرى الخميس".

مصادر مطلعة اكدت لمعا ان الصفقة اشترطت ان يغادر السكني القطاع ولا يقيم فيه لتعتبر سابقة من نوعها في الابعاد .

النائب دحلان كان على موعد مع الاشارة لدوره في الصفقة من خلال حرصه على استضافة السكني في مقر سكنه بالقاهرة والتقاط الصور معه بصحبة سمير مشهراوي .

من جانبه تمنى الرئيس عباس للسكني السلامة والشفاء في رحلة العلاج المنتظرة وذلك عبر اتصال هاتفي جرى بينهما ابدى الرئيس خلاله الاستعداد لتوفير كافة سبل العلاج والراحة له بالقاهرة من خلال تواصل السفير الفلسطيني بالقاهرة جمال الشوبكي الذي التقى السكني ويتابع شؤون حياته وعلاجه بالقاهرة .

حماس تنفي الصفقة !

من جانبه أكد القيادي في حركة حماس الدكتور صلاح البردويل أن الافراج عن المختطفين الأربعة مقابل اطلاق الاجهزة الأمنية في قطاع غزة سراح زكي السكني أحد عناصر فتح باتفاق مع محمد دحلان القيادي السابق في الحركة، مجرد اشاعات لا يوجد لها أي دليل من الصحة.

وقال البردويل في مقابلة تلفزيونية مع (فضائية الأقصى): "إن هذه الاشاعات أثيرت من قِبل أنصار القيادي السابق في حركة فتح محمد دحلان، للتغطية على نتائج مؤتمر عين السخنة الذي لم يرتقي للمستوى المطلوب للانشقاق عن أبو مازن" .

وأضاف البردويل أن الافراج عن المختطفين الأربعة شأن مصري خالص وأن هؤلاء المختطفين هم في عهدة مصر، موضحاً أن السكني أفرج عنه بشكل قانوني بعد قضائه أكثر من ثلثي المدة المحكومة عليه.

وأشار القيادي في حماس أن السكني سافر الى مصر للعلاج بناء على طلب ورغبة شخصية لديه دون أي صفقة تذكر.

تصريحات القيادي البردويل تعود بنا للسؤال : هل حماس افرجت عن قاتل 5 من قياداتها القسامية وهي التي قتلت 9 في سبيل اعتقاله دون أي صفقة؟ واذا لم يكن السكني من فجر سيارة قيادات حماس على الشاطئ فمن الذي فجرها ؟

خاصة وان السكني لم يحاكم بتهمة قتل 5 قيادات قسامية وطفلة ! ..فهل كان السكني ضحية مرحلة وكبش فداء ام ان هذه القضية لا زالت تحتفظ بأسرارها ؟
تقرير : محمد اللحام