الجمعة: 29/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

استشهاد مطارد في اشتباك مسلح مع الاحتلال برام الله

نشر بتاريخ: 06/03/2017 ( آخر تحديث: 06/03/2017 الساعة: 15:09 )
استشهاد مطارد في اشتباك مسلح مع الاحتلال برام الله

رام الله- معا- أعدمت قوات الاحتلال الاسرائيلي، فجر يوم الاثنين شابا بعد ان اقتحمت منزلا في البيرة برام الله، وقامت باحتجاز جثمانه ونقله الى جهة مجهولة.

وقالت مصادر عبرية إن الشهيد هو باسل الاعرج (28 عاما) من قرية الولجة قرب بيت لحم، ويعمل صيدلاني وهو مطارد لجيش الاحتلال منذ قرابة العام تقريبا.

وأكد شهود عيان أن الشهيد خاض اشتباكا مسلحا لمدة ساعتين، حتى نفدت الذخيرة من سلاح الشاب، قبل أن يتمكن الجنود من اقتحام المنزل الواقع في محيط مخيم قدورة، وإطلاق النار عليه من مسافة قريبة لاعدامه.
واقتحمت قوات كبيرة المنزل الذي تحصن فيه المطلوب، وأعدمته بإطلاق وابل من الرصاص عليه، وهو ما يتضح من بقايا الرصاص التي خلفها الجنود وراءهم.

واستخدمت قوات الاحتلال صواريخ من نوع "انيرجا" لقصف المنزل، الذي تحصن فيه الشاب، ما أدى إلى تهدم أجزاء من المنزل.

وحمل جنود الاحتلال الشاب من قدميه ورجليه وهو مضرج في دمائه، وأخرجوه من المنزل، بينما كان جسده يرتطم بالأرض.

وكان الأعرج برفقة 5 من رفاقه قد اختفت آثارهم بعد أن ألقوا بطاقات هويتهم في الشارع، قبل ان تعثر عليهم المخابرات العامة والشرطة في قرية مزارع النوباني قرب رام الله.
واوقف الخمسة في سجون الامن الفلسطيني ثم أعلنوا الاضراب المفتوح عن الطعام، حتى تم الافراج عنهم لاحقا، واعتقل جيش الاحتلال أربعة منهم، فيما اختفت اثار الاعرج.
وكانت قوات الاحتلال تداهم منزل عائلة الأعرج في قرية الولجة عدة مرات في الأسبوع بحثا عنه لاعتقاله.

ولم تعلن أية جهة فلسطينية رسمية عن اسم الشهيد أو عمره، فيما أكدت وزارة الصحة أن لا معلومات لديها حول الشهيد، وأنها تقوم بالتواصل مع الجهات الرسمية للتعرف على هويته.


وأضافت المصادر أن شابين آخرين أصيبا برصاص الاحتلال خلال مواجهات عنيفة اندلعت في محيط المنزل.
من جهته قال موقع 0404 العبري ان جنود الاحتلال اطلقوا النار على شاب فلسطيني فتح النار على افراد قوة خلال تنفيذهم عملية في رام الله ما ادى الى استشهاده، دون ان يصاب اي من الجنود بالرصاص.

من هو باسل الأعرج؟
يشار إلى أن الشاب باسل الأعرج هو خريج تخصص الصيدلة من جامعة مصرية، وعمل في مجاله قرب القدس، وكان ناشطا جماهيريا تصدر المظاهرات الشعبية الداعمة لمقاطعة إسرائيل، ومن أبرزها الاحتجاجات على زيارة وزير دفاع جيش الاحتلال السابق "شاؤول موفاز" عام 2012، حيث تعرض للضرب من الأمن الفلسطيني وأصيب على إثرها بجراح.
واشتهر الأعرج بمقالاته العميقة الداعمة للمقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي والداعية لمقاطعة جميع أشكال الحياة معه في فلسطين وخارجها.
وعمل في مشروع لتوثيق أهم مراحل الثورة الفلسطينية منذ ثلاثينيات القرن الماضي ضد الاحتلال البريطاني، وصولا للاحتلال الإسرائيلي وذلك من خلال تنظيم رحلات ميدانية لمجموعات شبابية متنوعة للتعريف بها على أرض الواقع.
ومن أهم التدوينات المسجلة للأعرج حديثه عن حرب العصابات بوصفها "قاطع طرق بمشروع سياسي، إضافة للمراحل التي مرت بها ثورة 1936، وفي كتيبة الجيش العراقي التي قاتلت في فلسطين عام 1948، ونموذج ريف مدينة جنين في المقاومة قديما وحديثا، وأهم عمليات المقاومة الحديثة عام 2002 في واد النصارى بمدينة الخليل.
ويعتبر أقرباؤه أن الثقافة الواسعة التي يتمتع بها الأعرج صقلت شخصيته في مخاطبة الشبان والحديث معهم في القضايا الوطنية الفلسطينية.
ماذا يقول الأصدقاء
أوضح مراسل معا أن الأصدقاء يصفون الأعرج بأنه من الأشخاص المثقفين بالجغرافيا والتاريخ، فهو مثقف بتاريخ الأرض والمقاومة، وكان في كل رحلة تجوال لديه العديد من التاريخ السردي للمنطقة، عن المعارك والفدائيين الذين استشهدوا فيها.
ويحمل باسل ثقافة جمعها من الكتب والرواية الشفهية وكثير من القصص التي كان يرويها موثقة في كتب التاريخ المحلي، كما كان صديقا لجميع الصحفيين، وكان يوجه الكثير منهم لمقابلة فلسطينيين لديهم تاريخ شفوي مهم في مقاومة الاحتلال البريطاني ومعارك النكبة، ومن المهم تسليط الضوء على مثل هذه الشخصيات.