الجمعة: 26/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

بذكرى اعتقاله الـ16- البرغوثي يوجه كلمة

نشر بتاريخ: 15/04/2018 ( آخر تحديث: 15/04/2018 الساعة: 21:20 )
بذكرى اعتقاله الـ16- البرغوثي يوجه كلمة
رام الله- معا- خاطب القائد مروان البرغوثي عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، الشعب الفلسطيني، في ذكرى دخوله عامه الـ17 فى سجون الاحتلال الإسرائيلي، والذي اختطف بتاريخ 15 أبريل 2002 وحكم عليه بالسجن 5 مؤبدات وأربعين عامًا، موجهاً التحية للشهداء والاسرى الفلسطينيين.
وقال البرغوثي ان من حق الشعب في تقرير مصيره على ترابه الوطني، بما في ذلك حقه في إقامة دولة فلسطينية مستقلة كاملة السيادة على حدود 1967 وعاصمتها القدس، وحق اللاجئين الفلسطينيين في العودة الى ديارهم، تنفيذاً للقرار 194، والإفراج الشامل عن الأسرى والمعتقلين، وضمان ما يترتب على ذلك من التمسك بالخطاب السياسي لمرحلة التحرر الوطني، بما يقتضي إحترام قوانين وقواعد هذه المرحلة، وفي مقدمتها تغليب التناقض الرئيسي مع الإستعمار على كل التناقضات الثانوية مهما كانت، واعتبار الوحدة الوطنية قانون الانتصار للشعوب المقهورة، ولحركات التحرر الوطني، وفي إطار وطني موحد تمثيلي، تشارك فيه كافة القوى السياسية والإجتماعية والإقتصادية.
وطالب التمسك بحق شعبنا في مقاومة الاحتلال، بكافة الأشكال والوسائل التي كفلتها الشرائع السماوية والمواثيق الدولية، طبقاً لمبدأ المقاومة الشاملة، وتركيزها في الأراضي المحتلة عام 1967، وإخضاع الأساليب والوسائل في كل مرحلة بما يخدم الأهداف الإستراتيجية والتكتيكية المحددة التي تقرها القيادة السياسية العليا والموحدة للشعب، موضحا أن يقود إلى الجمع المبدع والخلاق بين مختلف أشكال النضال، بما يجعلها حلقات في سلسلة واحدة متكاملة ومتناغمة، وعدم الرهان على شكل وأسلوب بحد ذاته، وذلك في إطار مبدأ المقاومة الشاملة، السياسية والشعبية والدبلوماسية والمقاطعة وفرض العقوبات وتعزيز وتوسيع المقاومة الشعبية السلمية وصولا الى قطيعة شاملة مع الإستعمار وكافة مؤسساته، وبخاصة وقف كافة أشكال التنسيق الأمني والإقتصادي والسياسي.
وطالب البرغوثي بإعطاء أولوية قصوى وفورية لترتيب البيت الفلسطيني الداخلي، وتعزيز الوحدة الوطنية، وإنجاز المصالحة، وإنهاء الإنقسام، وإنجاز وحدة التمثيل الفلسطيني في إطار منظمة التحرير الفلسطينية، التي تشارك فيها كافة القوى السياسية، بما في ذلك حركتي حماس والجهاد الإسلامي، وفق قاعدة التمثيل الديمقراطي، والتسريع في تحديد موعد نهائي وملزم ومتفق عليه، وإجراء إنتخابات تشريعية ورئاسية ولعضوية المجلس الوطني، وهذا ما يجعل الشعب الفلسطيني قادراً على مواجهة مؤامرة العصر لتصفية القضية الفلسطينية والحقوق الوطنية، والوحدة الوطنية شرط أولي وأساسي لإسقاط هذه المؤامرة، بما يقتضيه ذلك من إعادة النظر فوراً في وظائف السلطة الوطنية، بما يؤهلها ان تكون جسر عبور نحو الحرية والعودة والإستقلال.
واكد على دعم ومساندة موقف الرئيس أبو مازن الرافض لمؤامرة العصر والضغوط الدولية والإقليمية والإسرائيلية، داعيا الرئيس الى اتخاذ خطوات حاسمة باتجاه ترتيب البيت الفلسطيني الداخلي، وتوحيد الشعب، وإعادة بناء الحياة الديمقراطية الفلسطينية، بما في ذلك تشكيل حكومة وحدة وطنية بمشاركة الجميع، بالتحضير للإنتخابات، وقيادة الإعمار في قطاع غزة، وتتولى كافة المسؤوليات في الضفة والقطاع، وتعمل وفق القانون الأساسي للسلطة الوطنية، وتعمل على وحدة كافة المؤسسات، والى حين الإتفاق على حكومة وحدة وطنية يتم دعم ومساندة حكومة الوفاق الوطني، وممارسة كافة صلاحياتها ومسؤولياتها في قطاع غزة، وتعمل على حل كافة القضايا وإنهاء الحصار وفتح المعابر وتشغيلها بشكل دائم، وإعادة التيار الكهربائي على مدار الساعة، وحل مشكلة الموظفين الجدد والقدامى، والعمل على خفض نسبة البطالة، وتأمين فرص عمل وخاصة للشباب والخريجين في الضفة والقطاع.
وطالب بعقد مؤتمر وطني للحوار الشامل، بمشاركة كافة فصائل العمل الوطني والإسلامي، وممثلي كافة التجمعات الفلسطينية في كل مكان دون استثناء، وممثلي القطاعات والإتحادات والنقابات والبلديات والمخيمات، والقوى الإقتصادية والإجتماعية وقطاع رجال الأعمال والأكاديميين والمثقفين والكتاب والصحفيين، وتمثيل خاص ومميز للمرأة والشباب والأسرى المحررين، بعيداً عن عقلية الإقصاء والتفرد، ونبذ كل أشكال العنف والتهديد بالقوة، واحترام القوانين والتشريعات وبخاصة القانون الأساسي، واحترام إستقلال القضاء، وتنفيذ قرارات المحاكم، وبخاصة المحكمة الدستورية المشكلة وفق القانون.
ودعا الى إحالة قرار إدارة المقاومة والقرار السياسي والدبلوماسي والتفاوضي لقيادة منظمة التحرير، بعد مشاركة الجميع فيها، وبخاصة حركتي حماس والجهاد، وإحالة إدارة شؤون السلطة للحكومة. وضرورة الإلتزام وإقرار مبدأ عدم إجراء أية مفاوضات مع أية حكومة إسرائيلية، قبل إعلانها والتزامها الرسمي بمبدأ إنهاء الإحتلال والانسحاب لحدود 1967، وحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وإقامة دولة مستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس، وفق جدول زمني محدد، والتمسك بمرجعية قرارات الشرعية الدولية، والآلية الدولية ،برئاسة الأمم المتحدة لأية رعاية دولية.
وأما على المستوى العربي، قال البرغوثي ان لا تزال المطالبة قائمة بتمسك الحكومات العربية بالمبادرة العربية للسلام نصاً وروحاً، ورفض أية تعديلات أو آليات لتشريع التطبيع على حساب الحقوق الوطنية الثابتة، ودعوة الحكومات العربية لإحترام القرار الوطني الفلسطيني، ووحدة التمثيل، ودعوتها لمساندة صمود ومقاومة الشعب الفلسطيني للاستعمار، في كافة المستويات، ورفع صوتها ورفض مؤامرة العصر.
ودعا الى التمسك بالنهج الديمقراطي في الحياة الفلسطينية، وتكريس مبادىء الديمقراطية وممارستها، وبناء الوحدة الوطنية، ومؤسسات النظام السياسي الفلسطيني، من خلال الالتزام بدورية الإنتخابات العامة الرئاسية والتشريعية ولعضوية المجلس الوطني، واحترام سيادة القانون والحريات العامة، واحترام حرية الرأي والتعبير والاعتقاد، وحرية الإحتجاج السلمي، وتنظيم الاعتصامات والمسيرات وفقاً للقانون، وقواعد النظام العام، واحترام مبدأ التعددية السياية والفكر، واحترام حرية الصحافة وحصانتها، واقرار قانون حق المواطن في الحصول على المعلومات، وتكريس إعلام رسمي ديمقراطي يعكس الوان الطيف السياسي والفكري والإجتماعي الفلسطيني، ومراجعة القوانين والإجراءات التي تمس حرية المواطن والحريات الصحفية، وتمثيل المرأة الفلسطينية بنسبة لا تقل عن 30% في مختلف المؤسسات وفي منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الوطنية، ونبذ كل أشكال التمييز ضد المرأة، وإدانة كل أشكال العنف المادي والمعنوي واللفظي ضد المرأة، واحترام حقوقها وإنصافها وحماية مكتسباتها، وتعديل القوانين بما يكفل هذه المبادىء، وتنسجم مع القوانين الدولية الخاصة بالمرأة، والتأكيد على ان حرية المرأة هي التجسيد العملي لحرية الأوطان والشعوب والأمم.
وطالب بإعطاء الأولوية النضالية لثلاثة قضايا ملحَة على الساحة الفلسطينية الأولى، دعم حركة المقاطعة وفرض العقوبات وسحب الإستثمارات (BDS) والإنخراط فيها، ومكاملتها في الخطاب السياسي والإعلامي الرسمي الفلسطيني والفصائلي، وفي مختلف أنشطة هيئات المجتمع المدني، وتنظيم حملة مقاطعة للبضائع الإسرائيلية، واعتبار ذلك واجب وطني، وتفعيل الرقابة الرسمية والشعبية عليها، وإسناد المنتوج الوطني الفلسطيني، ووقف شامل للعمل في المستوطنات، واتخاذ الإجراءات الكفيلة بتنفيذ ذلك على الارض؛ والثانية، وضع مدينة القدس في مقدمة برنامج الصمود، وفي الخطاب السياسي، ومنحها الأولوية في موازنة منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة والفصائل، والدعم العربي والدولي، ودعم صمود المواطنين والمؤسسات التعليمية والصحية والإجتماعية والدينية والحقوقية والإسكان والإعمار والأسرى، تحديداً لأهالي وسكان وتجار البلدة القديمة في المدينة المقدسة؛ والثالثة، إعتبار تحرير الأسرى واجباً وطنياً مقدساً، وضرورة إقرار رؤية وطنية لمواجهة ومقاومة الإعتقال وتحرير الأسرى، بما في ذلك مقاطعة المحاكم الإسرائيلية، ودعم المعتقلين الإداريين في معركة مقاطعة هذه المحاكم، وإنتزاع قرار دولي بإعتبار الأسرى الفلسطينيين أسرى حرب ومقاتلين من أجل الحرية.
وجاءت كلمة القائد البرغوثي كما يلي:
"أيتها الأخوات والإخوة، في الوقت الذي أتوجه فيه بالتحية لشعبنا العظيم، الذي انتفض في يوم الأرض الخالد في فلسطين وخارجها، وللشهداء والجرحى، ولجماهير شعبنا في غزة، التي هدمت سواعدهم سلك غزة الشائك بالأمس القريب، وستهدم سواعد أبناء شعبنا كافة أسلاك العزل وجدرانه … فاني أدعو شعبنا في كل مكان لأوسع مشاركة في مسيرات الحرية والعودة، وصولاً الى ذكرى النكبة، واعتبارالنضال الشعبي أحد أهم ركائز مقاومة الإستعمار الصهيوني، الى جانب كل أشكال النضال، وأدعوه لتحويل مقاومة الإستعمار الى نهج حياة، يمارسه الجميع وفق الإمكانيات المتاحة .
ان من واجب أبناء فلسطين في كل مكان، في هذا العالم، ان يشمروا عن سواعدهم، وان يشحذوا الهمم، وان يتصرفوا وفق اللحظة التاريخية الحرجة والخطيرة، وعلى القوى السياسية والإجتماعية والإقتصادية، وكافة قيادات الشعب الفلسطيني في كل مكان، ان ترتقي الى مستوى اللحظة التاريخية، وان تعلو فوق الجراح، وان تصطف في خندق فلسطين موحّد لمواجهة التحديات. وفي نفس الوقت، يجب ان ندرك ان الغزو الصهيوني لبلادنا، وعلى الرغم مما حققه من إنجازات، فإنه فشل في مشروعه التاريخي، بفلسطين صهيونية خالية من الفلسطينيين، وذلك بفعل صمود شعبنا الأسطوري والعظيم على مدار قرن من الزمن، كما فشل في محو الذاكرة الفلسطينية والهوية الفلسطينية، ويجب ان ندرك ان ترامب زائل بعد سنة أو خمس سنوات، ولكن القدس وفلسطين وشعبها الصابر المرابط باقون، وسيواصلون كفاحهم ومقاومتهم لهذا الإستعمار الصهيوني، وان مصيره الزوال ولن يكون أفضل من مصير كل استعمار وسينتهي الى مقبرة التاريخ.
ونحن على موعد، مع النصر والحرية والعودة والإستقلال، فمزيداً من الوحدة والتلاحم، ومزيداً من إستنهاض الطاقات وحشدها، ومزيداً من الإيمان بحتمية النصر القادم لا محالة.
ولنا لقاء قريب".