الخميس: 28/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

ماذا بحث رئيس الوزراء مع نظيره الاردني ؟

نشر بتاريخ: 07/07/2019 ( آخر تحديث: 07/07/2019 الساعة: 21:44 )
ماذا بحث رئيس الوزراء مع نظيره الاردني ؟
عمان- معا- قال رئيس الوزراء د. محمد اشتية: "الأردن بالنسبة لنا ليست فقط بوابة فلسطين الشرقية بل هي عمقنا وجسرنا للعرب، ولدينا معها علاقة ثنائية فريدة تجمع الجغرافيا والديمغرافيا والتاريخ. وزيارتنا اليوم حلقة في استراتيجيتنا المتعلقة بالانفكاك التدريجي بعلاقتنا الكولونيالية التي احدثها واقع الاحتلال الذي نعيش تحته، وتعزيز عمقنا العربي الذي يؤكد عليه السيد الرئيس محمود عباس وجلالة الملك عبد الله الثاني".
جاء ذلك خلال مباحثات أجراها مع نظيره الأردني عمر الرزاز، اليوم الأحد بمقر رئاسة الوزراء الاردنية في عمان، لتعزيز التعاون المشترك بين البلدين، بحضور عدد من الوزراء الفلسطينيين والاردنيين واللجان الفنية للجنة العليا الاردنية الفلسطينية المشتركة.
وأضاف اشتية: "نحن هنا بتوجيهات الرئيس ابو مازن الذي أكد مع جلالة الملك خلال لقائهما على استكمال حلقات التعاون المشترك ومراكمة ما كان في الماضي، فعلى المنصة السياسية التنسيق بين جلالة الملك والرئيس ابو مازن على اعلى مستوى، وكذلك اجتمع صائب عريقات بالأمس مع وزير الخارجية الاردني واليوم وأمس تشرفت بانني حللت عند أهلنا، واليوم نستكمل باللجان الفنية والتنسيق المشترك".
وأردف اشتية: "نشكر الأردن على الدور الذي تقوم به بحماية وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا"، لما تمثله الوكالة من الذاكرة التراكمية لشعبنا، وما يمثله حق العودة كحق مقدس، وبالتالي حرصكم على "الأونروا" يأتي ليس ردا على الحصار الذي تعيشه فقط، بل ردا سياسيا على ما تمثله "الأونروا" لشعبنا، وبالنسبة لنا هذا شيء يكمن في صلب أولوياتنا".
واستطرد رئيس الوزراء: "تحت الإطار السياسي هناك إطار اقتصادي، اليوم اللجان الوزارية اجتمعت في القضايا المتعلقة بالانفكاك عن الاحتلال، فقد أوقفنا كامل التحويلات الطبية الى اسرائيل، ونشكر وزير الصحة الأردني ومدينة الحسين الطبية اللذين فتحا الابواب لمرضانا لتقلي العلاج الذي يستحقونه وهذا خير نموذج للانفكاك عن الاحتلال".

واستدرك اشتية: "كذلك الحال في الاقتصاد والجمارك والمالية والنقل والمواصلات والزراعة، واهمها الأمر المتعلق بالطاقة، لأنه يعد اعلى فاتورة ندفعها لدولة الاحتلال. نحن وأنتم طرف واحد لذلك نحن نرسم المسار الثنائي معا لمرحلة جديدة، والاردن فتحت أبوابها لنا ولبضائعنا وعندنا طموح ان يكون الميزان التجاري بيننا وبينكم اعلى مما هو عليه الان، ودون ادنى شك الاحتلال هو العائق فلا يعقل أن يكون الميزان التجاري بين دولتين متجاورتين بهذا الحجم البسيط".
وتابع: في العلاقة معكم نريد ان نكسر الامر الواقع الذي تريد دولة الاحتلال ان تبقينا فيه، ونحن نراكم على ما قام به الجميع قبلنا ونترك بصمتنا بإنجاز متميز ونريد للميزان التجاري أن ينهض وهناك الكثير للأردن تستطيع ان تقدمه في هذا المجال، واتمنى ان تصبح الاردن عضوا في اللجنة المؤقتة لمساعدة الشعب الفلسطيني التي ترأسها النرويج لتكون أحد العناوين المهمة لطرح القضايا بيننا وبينكم على الطرف الآخر".
واختتم رئيس الوزراء: "سنقدم كل ما نستطيع لتسهيل الحركة والمستثمرين العرب، ونتمنى التنويع في الإنتاج، وشاكرين اخوانا في الأمن الأردني لجهودهم في تسهيل حركة المسافرين، والذين بلغ عددهم 2.6 مليون مسافر عبر الجسور، وكذلك 1.2 مليون عبر مطار الملكة علياء، والتسهيل على الحجاج، شاكرين لكم ما تقدمونه لنا ولشعبنا وقضيتنا لأننا مصير واحد، فأمن الأردن في صلب المصلحة الفلسطينية، والدولة الفلسطينية في صلب المصلحة الأردنية، فهمنا واحد وتجمعنا المعاناة والألم والنصر سيكون حليفنا".
من جانبه أكد رئيس الوزراء الأردني عمق العلاقات الثنائية بين الاردن وفلسطين، برعاية مباشرة من جلالة الملك عبد الثاني والرئيس الفلسطيني محمود عباس، وموقف الاردن الثابت من القضية الفلسطينية وسعيها لتحقيق السلام العادل للفلسطينيين من خلال اقامة الدولة الفلسطينية على حدود 1967، وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين، معربا عن رفض الأردن لأي مساومة او مشروع او صفقة او حل اقتصادي يكون بديلا عن الحل السياسي.
وشدد الرزاز على تقديم كافة أشكال الدعم للجانب الفلسطيني أمام الاجراءات الاسرائيلية، التي تحد من نسبة البضائع التبادل التجاري بين الأردن وفلسطين.
وجرى خلال المباحثات، توقيع عدد من مذكرات التفاهم بين وزارة الاقتصاد الوطني ممثلة بوزيرها خالد عسيلي ووزير الصناعة والتجارة والتموين الاردني طارق الحموري، شملت مذكرة تفاهم للاعتراف المتبادل بشهادات المطابقة وعلامات الجودة، ومذكرة تفاهم في مجال الملكية الصناعية، ومحضر اجتماع بين الوزارتين، إضافة إلى توقيع مذكرة تفاهم بين مؤسسة الغذاء والدواء الاردنية والمواصفات والمقاييس الفلسطينية وقعتها وزيرة الصحة مي كيلة ونظيرها الأردني سعد جابر.
وكان رئيس الوزراء د. محمد اشتية التقى بنظيره الأردني د. عمر الرزاز في مقر رئاسة الوزراء الاردنية حيث اطلعه على الوضع السياسي والمالي، جراء الاجراءات الاسرائيلية.
وبحث الجانبان سبل تعزيز التعاون المشترك في العديد من القطاعات، مجددا تأكيده على عمق العلاقات الثنائية بين البلدين، مثمنا موقف الاردن الثابت ملكا وحكومة وشعبا مع شعبنا وقضيته.