الجمعة: 29/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

القدس المفتوحة تعقد الملتقى العربي الثاني حول الشباب

نشر بتاريخ: 25/09/2019 ( آخر تحديث: 25/09/2019 الساعة: 17:02 )
القدس المفتوحة تعقد الملتقى العربي الثاني حول الشباب
نابلس- معا- عقدت جامعة القدس المفتوحة الملتقى العربي الثاني حول الشباب والمسؤولية المجتمعية، بمناسبة اليوم العالمي للمسؤولية المجتمعية، وذلك يوم الأربعاء، تحت رعاية رئيس مجلس الأمناء المهندس عدنان سمارة، في رحاب مسرح فرع الجامعة بمدينة نابلس، بدعم من هيئة الأعمال الخيرية الإماراتية.
وأوصى المشاركون بالملتقى، في البيان الختامي الذي قرأه نائب رئيس الجامعة للشؤون الإدارية أ. د. مروان درويش، بالسعي نحو تركيز إسهامات المسؤولية المجتمعية في خدمة التنمية المستدامة ودعم مبادرات ومشاريع الجامعات في هذا المجال.
كما طالب المشاركون بتعميم مبدأ الشراكة بين القطاعات المجتمعية لبناء توجهات رصينة لتحقيق مجتمع المسؤولية المجتمعية، بحيث تكون المسؤولية المجتمعية استراتيجية وطنية عامة فكراً وممارسة.
ودعا المشاركون إلى التنسيق بين الجامعات والنقابات المهنية والعمالية ومنظمات القطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني الأخرى، للتشارك في المسؤولية المجتمعية وتشجيع المعنيين على فكرة التطوع في تنفيذ مشاريع المسؤولية المجتمعية ودعمها مالياً ومعنوياً.
كما دعا المشاركون إلى دعم المشروعات الصغيرة لتشجيع الخريجين والخريجات على المساهمة في بناء الوطن، وإلى أهمية إنشاء برامج لتنمية الشباب وفقاً للفئات العمرية والقطاعات الاقتصادية المختلفة التي يعملون أو يشاركون فيها، للقدرة على زيادة الإنتاجية والتخطيط للمستقبل بشكل واضح.
ودعا المشاركون إلى تعزيز الثقافة المرورية لدى الشباب، ووعيهم بأن الحفاظ على أرواحهم من الهدر هو في الواقع مسؤولية مجتمعية للدولة وللشاب أنفسهم. وشددوا على ضرورة تدريس مقرر المسؤولية المجتمعیة كمقرر إجباري إلزامي لكل طلبة الجامعات الفلسطينية.
ودعا المشاركون إلى تضافر الجهود لتوظيف طاقات الشباب من خلال إتاحة الفرص لهم للمشاركة في أنشطة الجامعة المختلفة والمشاركة بأنفسهم في اتخاذ القرارات الجامعة، وكذلك تشجع الائتلافات والمبادرات الشبابية التطوعية وتوفیر صناديق دعم لها في إطار المسؤولية المجتمعیة للجامعات.
افتتح الملتقى محافظ نابلس اللواء إبراهيم رمضان، وقال: "إن الحال الفلسطيني والمسؤولية الواقعة على الشباب الفلسطيني والأطفال ليست سهلة، بل يقع على عاتقهم كثير، وعلينا دعمهم والمحافظة عليهم".
وأضاف: "كيف يمكن تحقيق سلام مع الاحتلال في ظل عمليات الهدم والقتل الإسرائيلية المتواصلة بحق شعبنا الفلسطيني، فالاحتلال يقتل الأطفال والنساء أمام مرأى العالم".
وتابع: "نحن شعب لم يكن ليباع في سوق النخاسة، إنما نحن شعب تربى على مقاومة الاحتلال".
من جانبه، تحدث رئيس مجلس أمناء جامعة القدس المفتوحة، رئيس المجلس الأعلى للإبداع والتميز المهندس عدنان سمارة، راعي المؤتمر، عن دور المجلس الفلسطيني للإبداع والتميز في ريادة الشباب الفلسطيني، قائلاً إن جامعة القدس المفتوحة تقدم الكثير في مجال الخدمة الاجتماعية.
وأكد المهندس سمارة أهمية هذه الاستراتيجية للنهوض بواقع الإبداع والريادة في فلسطين، بمشاركة القطاعات الوطنية، لتمكين النظام الوطني من تحقيق الإبداع وإحداث تغيرات جذرية لخلق بيئة ممكنة وجاذبة للإبداع والريادة.
وشدد على أن الابداع هو السبيل الأمثل للنهوض في الاقتصاد الوطني والتحول إلى مجتمع المعرفة الذي نصبو إليه بالاعتماد على المصادر البشرية المؤهلة والوفيرة. كما أكد أن العمل تجاه رفع مستوى الإبداع في القطاعات الوطنية كان يجري بشكل فردي، وإن هذه الاستراتيجية ستكون المحور الجامع للجهود المشتركة، حيث تتحمل كل مؤسسة نصيباً من المسؤولية وتؤدي إلى تكامل الأدوار.
وقال إن المجلس يسعى لتوفير أفضل الفرصة أمام الرياديين والمبدعين، فهو يسعى من خلال هذا المنتدى إلى تقييم الوضع ونشر الوعي عن مفهوم الثورة الصناعية الرابعة وأهمية مواكبتها وآليات توظيف تطبيقاتها لدفع عجلة الاقتصاد الفلسطيني، إضافة إلى تبادل الخبرات المحلية والإقليمة والدولية في هذا المجال؛ لإلقاء الضوء على أهم السبل اللازمة لتطوير منظومة الإبداع والريادة الفلسطينية.

من جانبه، أشار أ. د. يونس عمرو، رئيس جامعة القدس المفتوحة، خلال كلمة له بافتتاح الملتقى إلى أهمية الشباب ودورهم المجتمعي بما يتطلب تحديد مشكلاته وتحدياته، مستلهماً بعض القيم والتجارب المتجذرة في مجتمعنا والهادفة إلى تعزيز روح الجماعة وبناء النسيج المجتمعي في مواقف تقاطعت فيها المسؤولية المجتمعية مع المسؤولية الوطنية وتقاسم فيها الناس لقمة العيش جراء اعتقال معيل الأسرة أو استشهاد الآخر أو في هدم بيت أو غير ذلك، وكان الجميع يقفون عند مسؤولياتهم الأخلاقية ويقومون بواجباتهم ضمن المتاح لديهم لتبقى الوحدة معلماً من معالم الصمود الأسطوري الفلسطيني وقد تجلى العمل التطوعي في صورة وطنية صادقة يشار لها بالبنان.

وأضاف "من عمق واجبنا، رأينا في جامعة القدس المفتوحة أن نسعى نحو المسؤولية المجتمعية فكراً وممارسة، فكانت لنا إنجازات بارزة على مستوى العالم، وهي الجامعة التي خططت استراتيجياتها وضمنت المسؤولية المجتمعية العمق الذي يستحق، ويستطيع أي منكم الدخول إلى موقع الجامعة والاطلاع عليها من باب التعلم أو التأكد أو الاعتزاز أو النمذجة".
وتابع قائلاً: "كان لجامعة القدس المفتوحة مؤتمرات ونشاطات وورش عمل ومطبوعات لا مجال لذكرها، ولكن نعلن أن لدينا القدرة والاهتمام بإنشاء أول مركز عربي متخصص بالمسؤولية المجتمعية للجامعات، بالتعاون مع جامعات فلسطينية وعربية أخرى، وأن الأمر يدور الآن في فلك الاتحاد العام للجامعات العربية لإقرار المناسب".
وقال: "تعاني غالبية الشباب اليوم من بطالة محدقة وآمال معلقة في ظل متطلبات غالية التكلفة، الأمر الذي يستحق أن تُوجه البوصلة نحو اهتماماتهم واحتياجاتهم أملاً وعملاً حتى تتحقق العدالة وتتعاظم التنمية وتتجسد المواطنة الصالحة في كل المعاملات والأنشطة".
وختم قائلاً: "أنتهز هذه الفرصة اليوم، وأناشد الجميع بتبني المسؤولية المجتمعية، أفراداً أو مؤسسات، وأينما وجدوا في الداخل أو الشتات، إيماناً منا بالأهمية المتوقعة في تحقيق الانتماء وسد الحاجات وبناء آفاق واسعة في تشخيص المشكلات التي تواجهه الشباب والمساهمة في حلها بحسب المشاركة والفاعلية والتكافل بين القطاعات الثلاثة: الحكومية والخاصة والأهلية".
وقال إن "هذا يتطلب إعادة بناء إطار قيمي مفاهيمي قائم على الاحترام والتقدير بين مكونات المجتمع التي أصبحت التربية الرسمية فيه هامشيه مقارنة مع التربية غير النظامية التي يتشربها الشباب بفعل مؤثرات خارج سيطرة الأسرة والمدرسة معاً".
من جانبه، شكر مفوض عام هيئة الأعمال الخيرية/ مكتب فلسطين أ. إبراهيم راشد، جامعة القدس المفتوحة على عقد الملتقى، وأشار إلى أن الهيئة دعمت فعاليات هذا النشاط لإيمانها المطلق بدور المسؤولية الاجتماعية بالعمل الخيري.
وتحدث عن العمل الخيري الإسلامي، مشيراً إلى أنه "فعل فطري بنيوي لدى كل إنسان خُلق معه، ولا يمكن تعريف الإنسان كاملاً بدونه، لأن تعريف الإنسان من الأُنس والاندماج، وهو عكس الوحشة والأنانية، ومنه فإن مساعدة الآخرين هو التصرف الطبيعي لأي إنسان يرى فقيراً محتاجاً ووطناً سليباً وحتى جاراً جائعاً".
وأشار أ. راشد إلى أن مصطلح المسؤولية الاجتماعية قاصر عن هذا المفهوم البنيوي الشامل؛ لأن الإيثار على الذات هو خلق متأصل، وعدم الاحتكار هو أساس الفهم الإسلامي الاقتصادي، وحب الإصلاح وعدم التحيز واحترام الآخر هي أسس المفهوم السياسي وانصهار الفرد في مصلحة جماعته ومجتمعه، وبالتالي فإن الكل الوطني هو أساس المفهوم الاجتماعي".
وأشار إلى أن "الإسلام لم يترك مساعدة الآخرين وبناء الأوطان عند رغبات الأغنياء والشركات، بل هو فرض لا يكتمل إسلام المرء بدونه، وعندما حاولت بعض القبائل، بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، التفريق بين الزكاة والصلاة، أعلن أبو بكر عليهم حرب الردة".
وذكّر أ. راشد بأن مسيرة الأعمال الخيرية امتدت منذ ثلاثين عاماً، و"كان لنا شرف تمثيلي في ميادين العمل والإغاثة والتنمية في قطاعات الصحة والتعليم والزراعة والطاقة والمياه، انطلاقاً من ذلك الغرض الإسلامي، والواجب أن ينصر المسلم أخاه الفلسطيني المظلوم، فواجب كل مسلم نصرة إخوانه الفلسطينيين لأنهم أصحاب حق وقضية، ويتعرضون لظلم في أرض مباركة مقدسة، وهو أيضاً -بالمفهوم الآخر- رد جميل، فقد كان لليد الفلسطينية سابق فضل في بناء الدول العربية، فقد رفدته بكل خبراتها التي كان لها الفضل في البناء والتنمية".
وفي ورقته بعنوان "المسؤولية المجتمعية والشباب-جدلية العلاقة والتكامل"، قال أ. د. يوسف ذياب عواد: "حرصنا في هذا اليوم العالمي على تضمين المسؤولية المجتمعية صلب ممارسات الجامعة، انطلاقاً من الدور التأثيري الكبير الذي يمكن أن يهيئ الفرصة لبناء اتجاهات ناجزة وتشكيل وعي ناضج تجاه الاهتمام المسؤول مجتمعياً ضمن فضاء واسع يشمل الأفراد والمؤسسات والشركات التي تتجه نحو تبني تطبيقات وممارسات فاعلة".
وقال: "نحن في جامعة القدس المفتوحة، إذ حملنا على عاتقنا منذ بداية البدايات تشكيل اهتمام فلسطيني بل وعربي أيضاً، لنرى أن الطريق لا تزال مفتوحة لإضافات وإنجازات متتالية، وقد أبدى طلبة جامعة القدس المفتوحة انخراطهم الجميل في حيثيات العمل المجتمعي الرشيد، وكانوا ولا يزالون شركاء في المباني والالتزامات الأخرى المجتمعية والوطنية".
وقامت الجامعة من طرفها -بحسب أ. د. ذياب عواد- بتجهيز مختبراتٍ للمكفوفين. وفي تطور لاحق أنشئ مركز تأهيل السمع والنطق كإطار تشخيصي للأطفال بخاصة وللمواطنين بعامة. وفي الوقت نفسه، يقدم المركز خدمات العلاج الكلامي والتدخل مع حالات التوحد باختصاص وتجهيزات كبيرة منها الغرفة الحسية، إضافة إلى افتتاح عيادة صحية تخدم الطلبة والعاملين والمجتمع المحلي.
ورأى أن "انعقاد الملتقى اليوم هو حلقة أخرى من حلقات الاهتمام المسؤول مجتمعياً على أمل إبقاء وتيرة الاهتمام وبوصلتها نحو احتياجات الشباب وأولوياتهم مجتمعياً؛ لتحقيق كرامة مواطن يعتز بهويته الوطنية وانتمائه العظيم، ضمن خطة قائمة على أوليات مجتمعية بارزة، ولعل من المناسب اليوم النظر بإعجاب واحترام لشخصيات فلسطينية مارست باكورة العمل المجتمعي المسؤول، وعلى رأسهم د. حيدر عبد الشافي، والسيدة سميحة خليل، وكثيرون ممن لهم بصمات ملموسة".
وقال: "لأن الجامعات هي صاحبة الحِّل والعقد في الحياة المجتمعية، كان لا بد لها من أن تلعب دوراً ريادياً تستطيع من خلاله بث الخبرة والقدرة في عقول المواطنين، وتشحذ همتهم نحو صياغة أسس سليمة لبناء مجتمع المعرفة الذي يقحم سلوكيات الأفراد بأن يمكنوا أنفسهم طواعية في اختيار أولوياتهم وتقديم مساندتهم لحلول مؤرقة باتت تقلق واقعهم ومستقبلهم على حد سواء، وما هذا الملتقى الذي تعقده جامعة القدس المفتوحة إلا دليل على عمق الاهتمام وإثارته كي تصبح جامعاتنا العربية صاحبة الفضل في قيادة التغيير المجتمعي نحو الشراكة وبناء القدرات في مواجهة التحديات التي لا يستطيع أي قطاع منها منفرداً بأن يتغلب عليها دون تقاطع الاهتمامات الرسمية والأهلية والخاصة على نحو متبادل ومتفاعل".

تخلل المؤتمر جلسة علمية تحدث فيها كل من الأستاذ الدكتور محمود الوادي، نائب رئيس جامعة الشرق الأوسط، عن "جودة الخدمات المقدمة للشباب الجامعي ودورها في بناء الكفاءات المجتمعية". كما تحدث الأستاذ الدكتور نور الدين أبو الرب، رئيس جامعة فلسطين التقنية "خضوري"، عن "مشكلات الشباب الجامعي بعد التخرج ودور الاهتمامات المجتمعية في التغلب عليها".
كما تخلل الملتقى عرض فيلم إنجازات لجنة مبنى جامعة القدس المفتوحة بنابلس بعنوان "الدور والمسؤولية المجتمعية... أنموذج يحتذى به". وتولى عرافة الملتقى أ. د. محمد شاهين، مساعد رئيس الجامعة لشؤون الطلبة، وجرى في ختامه تكريم كل من: م. منيب رشيد المصري، ولجنة مبنى جامعة القدس المفتوحة بنابلس، والهلال الأحمر الفلسطيني، وجمعية اللجنة الأهلية للتكافل المجتمعي بمحافظة نابلس، ومركز الخدمة المجتمعية بجامعة النجاح الوطنية، ومركز بلدية نابلس الثقافي–حمدي منكو، والإغاثة الطبية، ومنظمة شباب الغد، ومجلس الطلبة القطري بجامعة القدس المفتوحة.