الخميس: 28/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

لجنة الانتخابات المركزية تدخل الدوامة

نشر بتاريخ: 10/10/2019 ( آخر تحديث: 10/10/2019 الساعة: 13:59 )

الكاتب: د.نبيل عمرو

بيت لحم- معا- خص عضو المجلس المركزي والقيادي في حركة فتح نبيل وكالة معا مقالة، انتقد فيها الدور الذي تقوم لجنة الانتخابات من اقحام نفسها في ادوار ليست منوطة بها كاستمزاج راي الفصائل"الكثيرة" من موقفها من الانتخابات.

النص الكامل للمقال:


لجنة الانتخابات المركزية المنوط بها الاعداد الفني والإداري للانتخابات العامة، وفق قوانين محددة، هي في كل النظم الديموقراطية مستقلة تماما، ما يمنحها مكانة رفيعة من حيث الشكل والمضمون، وكلما كانت لجنة الانتخابات مستقلة وملتزمة بوظيفتها، تكون الانتخابات التي تضع توقيعها عليها من البداية الى النهاية سليمة وذات مصداقية وشرعية.
ما لاحظته منذ استمرار وجود لجنة الانتخابات دون اجراء انتخابات عامة، والامر هنا لا يعد بالشهور بل بالسنوات ، ان هذه اللجنة محقة في امر وغير محقة في امر آخر.
هي محقة حين تقول ان قرار اجراء الانتخابات هو قرار سياسي، وهي غير محقة حين تتورط في حوارات مع الفصائل تحت عنوان استطلاع رأيها في الانتخابات لتقديمه الى الرئيس، انها بذلك تدخل نفسها في دوامة لا مخرج منها، فستلتقي الفصائل في الضفة وما أكثرها، وما أن تفرغ من جلسات الاستماع الطويلة والمملة حتى تغادر الى غزة لتسمع هناك ما سمعت في الضفة مع بعض التغييرات التي لا تخل بالموقف الأساسي والنهائي لأي فصيل، ولمن لديه ذاكرة فلجنة الانتخابات المركزية فعلت ذلك عدة مرات والنتيجة الوحيدة لحوارات مستفيضة من هذا النوع هي إضاعة الوقت، مع ان جميع الفصائل قالت رأيها بوضوح وصراحة في وسائل الاعلام وهي ليست بعيدة ودون وساطة لجنة الانتخابات عن ارسال موقفها الى المستوى السياسي صاحب القرار النهائي في اجراء الانتخابات.
ان مواقف الفصائل صارت محفوظة عن ظهر قلب ليس المواقف فقط وانما دوافع هذه المواقف وصلتها بمعارك المصالح والنفوذ وليس بمبدأ الانتخابات واهميته.
لجنة الانتخابات المركزية والتي اطلق عليها في بعض المقالات لقب لجنة اللا انتخابات، قد تجد نفسها في موقع المحاور لانجاز المصالحة حيث ان جميع من التقتهم وستلتقيهم يربطون اجراء الانتخابات بإنجاز المصالحة ولأن هذا وذاك على صلة شرطية وعضوية فقد تجد لجنة الانتخابات نفسها متورطة في امر استغرق اثني عشر سنة دون نتيجة تذكر.
هذه اللجنة أدخلت نفسها بكل اسف في الدوامة ومع ثقتي بحسن سمعة القائمين عليها وسلامة نيتهم وصدق حرصهم الوطني الا ان التورط في دوامة الحوار مع الفصائل لابد وان يوضع كنقطة سلبية في سجلها الذي نحب ان يظل ولو قانونيا ملتزما بوظيفتها الأساسية.
ان الحاجة الى قرار سياسي يحدد موعد الانتخابات تزداد كلما كثر الذين يربطون الاجراء بمستحيل جربناه على مدى سنوات طويلة، فيا أيها الصديق الذي يعرف علو مكانته في نفسي، أقول لك إنأى بنفسك وبلجنتك عن وظائف غير محددة لك لا في القانون ولا في الواقع.