الجمعة: 29/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

الانتخابات .... جسرعبور نحو الدولة المستقلة

نشر بتاريخ: 06/11/2019 ( آخر تحديث: 06/11/2019 الساعة: 18:55 )

الكاتب: السفير حكمت عجوري


ما زالت الشكوك تحلق في اجواء الانتخابات وامكانية اجرائها في جغرافيا الدوله الفلسطينيه المحتله وهو ما تشتهيه سفن الكل الفلسطيني وخصوصا عشاق الديمقراطيه منهم ، وذلك بالرغم من كل البشائر التي حملها لنا الدكتور حنا ناصر بعد زيارته الاولى لغزه والتي ربما كانت قد تباركت بقنينة زيت الزيتون التي حملها معه لرئيس حماس وهذه كفكره تدلل على ذكاء تفاوضي فطري لدى الاخ الدكتور حنا بان خلق جو العيش والملح وهو ما يضفي جو من الهدوء والسكينه التي عادة ما تفتقر لها اجواء اية مفاوضات فاشله ، وذلك لانه لا يحب الفشل وهورئيس سابق لجامعه عريقه ويبدو ان ان ما اثير من لغط حول تداخل الاختصاصات ما بين الانتخابات والتفاوض قبل الزياره قد امده بتحد اكبر للنجاح في مهمته وهو ما حصل في الزيارتين الاولى والثانيه.
ومع ذلك وبالرغم من هذا النجاح الا ان الشكوك كما اسلفت ما زالت لم تتبدد ليس بسبب عدم تفاؤلنا بالخير ولكن بحكم اننا من المراقبين لرقعة الشطرنج الانتخابيه كغيرنا ممن سبقونا في هذه النظره التي قد تبدو تشاؤميه وذلك لعدة اسباب
اولها الارتباط العضوي غير القابل للانفكاك بين حركة حماس الحاكمه في غزه بالحديد والنار وبين والاخوان المسلمين وهو ما يجعل من امر قرار حماس لا يخضع كاولويه للاعتبارات الفلسطينيه وانما الحزبيه وذلك شاءت حماس ام ابت خصوصا وان حماس اصبحت تمثل الحكم الوحيد القائم باسم هذه الحركه الاسلاميه العالميه وبالتالي فهي اي حماس اصبحت تشكل الملاذ الواقي لهذه الحركه الاخوانيه في ظل نبذها ووصمها بالارهاب من قبل معظم الدول وخصوصا العربيه منها ولكن ليس بالضروره من الفسطينيين كون حماس جزء لا يتجزأ من النسيج الفلسطيني وعليه فنحن نطمح من خلال هذا المنظور ان تتغلب وطنية حماس على حزبيتها فيما نحن بصدده.
هذه الحقيقه الحمساويه تقودنا الى معيق اخر واي معيق وهو الاحتلال الصهيوني الذي وان وافق على السماح بالانتخابات حتى في القدس او بعض منها بسبب ضغط دولي فانه لن يوافق على مشاركة من يرفعون شعار تدمير كيانه حتى وان كان هذا الاحتلال يعلم بان الحقيقه هي غير ذلك اضافة الى معرفة الاحتلال بان تمسك حماس المعلن بهذا الشعارهو اصلا من اجل دغدغة عواطف البعض من الفلسطينيين وبالرغم من كل ذلك، فان اسرائيل ما انفكت تستخدم هذا الشعار الحمساوي كذريعه او غطاء امام المجتمع الدولي لنبذ حماس واعتقال مرشحيها قبل او اثناء او بعد الانتخابات بهدف افشال العمليه الانتخابيه وتفريغها لاحقا من قيمتها التشريعيه ولكونها ممارسه ديمقراطيه تغيظ اسرائيل على اعتبار ان هذه الديمقراطيه هي احتكار اسرائيلي في هذه المنطقه من العالم وبالطبع فان فشل الانتخابات سيمكن اسرائيل القوه القائمه بالاحتلال من حرمان الفلسطينيين من حقهم في انتخاب من يمثلهم امام العالم وبالتالي حرمانهم من تجديد الدعم والاحترام الدوليين فيما لو تمت الانتخابات بسلاسه ودون معيقات .
طبعا هناك من الناحيه الاخرى شريحة الفاسدين المستفيدين من الابقاء على الامور على ما هي عليه وذلك بادراك منهم في انهم سيكونون ضحايا اية انتخابات نزيهه وذلك ليس بالامر الغريب كون الفساد كما قلنا في مرات عديده يجسد الوجه الاخر لعملة الاحتلال والفاسدون هم سوس الاحتلال الذي ينخر به في عظم المشروع الوطني.
في سياق متصل نذكر بان السلطه وكل مؤسساتها بما في ذلك المجلس التشريعي المنوي انتخابه ولدت من رحم اوسلو بما لها وما عليها وبسبب ذلك تستمد السلطه دعمها الدولي بما في ذلك الاعتراف الاسرائيلي الذي يستمد مبرراته واستمراريته اسرائيليا بقدر التزام الطرف الفلسطيني ببنود اتفاق اوسلو الموقع بين اسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينيه وتحديدا فيما يتعلق بتبادل الاعتراف بين منظمة التحرير واسرائيل وعلى الرغم من كل الموبقات التي اقترفتها اسرائيل بحق اتفاق وسلو الا ان الضرورة االمرحليه تحتم على التزام كل السلطويين المشرعين منهم او التنفيذيين بهذا الاتفاق وبنوده طالما ان هذا الاتفاق ما زال يشكل المرجعيه في العلاقه بين السلطه واسرائيل ونضيف بالتذكير بما قاله شيمون بيريز في معرض رده ليلة الاتفاق على سؤال اعلامي كيف سيثق فيكم الفلسطينيين فاجاب ليس امامهم خيار فهم لم ينتصروا علينا بالحرب.
وعليه فان مشاركة حماس او اي فصيل اخر في الانتخابات لا بد وان يكون مشروطا بالاعتراف بمنظمة التحرير وكافة اتفاقاتها وتحديدا مع اسرائيل ولا بد لهذا ان يكون شرط لاي مساهمه سياسيه في السلطه ومؤسساتها وهو الشرط الذي يضمن عدم تخلي المجتمع الدولي عن السلطه خصوصا وانه وبكل ما على هذا الدعم من مآخذ الا انه لم يبق غيره سندا للسلطه في ظل هذا الزمن الذي انهارت فيه كل قلاع النظام الرسمي العربي . الامر الذي يجعل من امر الاعتراف هذا بمثابة حجر سنمار في البناء الانتخابي حيث سيضمن على الاقل عدم اعطاء تبرير لاسرائيل للعبث وتخريب هذه الانتخابات بشكل علني ومبرر بالرغم من انها لن تتوانى عن فعل ذلك ان استطاعت وهو ما لا يجب ان يكون لاسباب فلسطينيه .
الانتخابات التي نحن بصددها هي تعبير عن حاله ديمقراطيه وفي نفس الوقت هي استحقاق وطني بعد طول غياب اضافة الى انها ستعزز الشرعية للقائمين على الشان الفلسطيني وتحديدا على المسرح الدولي كما اسلفنا ، الامر الذي يؤكد على اهمية و ضرورة اجراء هذه الانتخابات من قبل كل الحريصين على المشروع الوطني.وهو ما يستدعي قفز البعض على مصالحه الحزبيه والفصائليه ، وذلك من خلال دفن كافة الخلافات الفلسطينيه الفصائليه ولو الى حين من خلال ميثاق شرف تحميه جماهير الناخبين .
الامر الذي يستوجب اما اعلان كافة القوائم المشاركه بالالتزام بكافة الشروط المذكوره لضمان مباركه وحماية دوليه ولو معنويه من التغول الاسرائيلي في هذه الانتخابات التي ستكون فيها اسرائيل المنتصر الوحيد في حال عدم اجرائها لما ستحمله في حال نجاحها من روافع لاعادة توحيد الصف الفلسطيني. .
واما ان لا يشارك في الانتخابات المزمع اجرائها كل من يرى في نفسه عدم القدرة على الايفاء بمستحقات هذه الانتخابات على ان يباركها ويعمل على انجاحها وذلك انتصارا منه للمصلحه الوطنيه لاعطاء فرصه لهذا الجديد في قواعد الاشتباك مع المحتل وابرزها وحدة القرار الوطني الفلسطيني وشرعنته بعد ان اصبحت فلسطين دوله تحت الاحتلال ذلك ان اردنا لهذه الانتخابات ان تكون الجسر الذي نعبر عليه نحو الدوله المستقله وعاصمتها القدس الشريف.