الجمعة: 29/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

استشهاد أبو العطا وحرق يحيى كراجه بداية انهيار حكم الاخوان في غزة

نشر بتاريخ: 17/11/2019 ( آخر تحديث: 17/11/2019 الساعة: 18:13 )

الكاتب: السفير حكمت عجوري

كان صادما ما نشرته وسائل التواصل الاجتماعي للشاب يحيي كراجه وهو يشرح قصة معاناته في غزة هاشم التي يحكمها جهاز يدعي الربانيه في الحكم بل ويتفوق هذا الجهاز بربانيته على كل من سبقه منذ فجر الاسلام خصوصا وانه ومنذ اكثر من ثمانين اسبوعا اصبح يقدم القرابين في كل يوم جمعه حيث فاق عددها المائتين كان ربعهم من الاطفال مع ان الله سبحانه لا يقبل القرابين البشريه ، للاسف اقول قرابين واضرع الى الله ان يحتسبهم شهداء لانهم اصبحو يجبرون للذهاب الى سياج الموت تلبية لمرضاة حماس وخدمة لمصالحها الحزبيه الاخوانيه بالرغم من ان هؤلاء الضحايا كانو قد بادرو تلقائيا بتقديم ارواحهم على درب الشهاده كوقود لشعلة ثوره لن تخمد الا بالعوده قبل ان تجير حماس تلقائيتهم وتحيل استشهادهم الى قربنه اخوانيه لم نسمع عنها الا في ايام حكم الفراعنه.
ما حدث مع يحيى وحرقه لنفسه بعد ان افقده ظلم حكم الاخوان في غزه اي امل بحياه كريمه بعدما ذهب يستجير ببيت امير المسلمين في غزه وذلك بعد ان اوشكت الكلاب ان تنهش لحمه وهو ينام بين القبور ومع ذلك تم طرده من قبل الحرس علما بان الربانيه في الحكم كانت تستدعي ان يحذو امير المسلمين حذو جدنا ابراهيم الذي اغضب الله بسبب طرده لكافر جاء يطرق بابه يسال عن ما يسد به جوعه فما بالنا بيحيى وهو مسلم ظلمه حاكم اخواني جائر ، ليس جدنا ابراهيم فحسب وانما ايضا امير المؤمنيين عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي بالرغم من انه وأد ابنته في الجاهليه اصبح بفضل الاسلام يُحَمِل نفسه مسؤولية تعثر دابه في ارض العراق.
ما قاله يحيى قبل حرقه لنفسه كان كلام حق موجه لسلطان جائر وهذا افضل انواع الجهاد الذي يتمسح البعض من اخوان حماس فيه بادعاء انهم مجاهدين وما قرار يحيى يحرق نفسه الا اصرارا منه على ترسيخ هذا النوع من الجهاد والذي قصد من وراءه وبالهام الهي فضح ظلم وجبروت وخداع حماس الاخوانيه لمن على عيونهم غشاوه واتبعوها، الامر الذي يجعل من يحيى شهيد حق ونضرع الى الله ان يحتسبه كذلك.
طبعا لا احد ينكر ان الحاله الاقتصاديه في غزه هي اكثر من مزريه والفقر عنوانها وبالتالي لو ان قادة حماس المترفين فتحوا ابوابهم للمحتاجين هناك لراينا طوابير تقف على باب كل منهم وربما كنا نشفق على هؤلاء القاده لو ان الحكم هو الذي اختارهم ولكن كيف نشفق على من استولى على هذا الحكم بالدم والرصاص ولدواعي حزبيه اخوانيه و ليس لها علاقه بفلسطين ليس فقط لان فلسطيين في قاموس البعض من قيادات حماس مجرد سواك اسنان ولكن بسبب ما اصبح معروفا من ان اسرائيل القوه القلائمه باالاحتلال هي التي مهدت الارض لانقلاب الاخوان سنة 2007 وذلك باعادة تموضع قواتها الاحتلاليه قبل ذلك بسنتين دون اي تنسيق مع السلطه الشرعيه ، والا لو كان فعلا هدف حماس هو تدمير اسرائيل لما انسحبت اسرائيل من داخل غزه ولكانت لحظة الانقلاب اعادت احتلال غزه كما فعلت في مدن الضفه في مارس 2002 ، عندما شعرت بان هذه المدن اصبحت تشكل تهديد وجودي لكيانها بعد ان انكشف امر خداع اسرائيل ونكثها لكل ما تعهدت به شفاهة وكتابه للقياده الفلسطينيه والي بدأ باغتيال من قام بذلك وهو رابين وكانت هذه المدن تحت حكم السلطه الشرعيه التي انقلبت عليها حماس الاخوانيه.
حماس انقلبت على سلطه وطنيه شرعيه لم نسمع ابان حكمها في غزه عن اي احد توفاه الله في غزه بسبب الجوع او احرق نفسه احتجاجا على ظلم حاكمها او غرق في البحر وهو هارب من ظلم حاكم جائر . الامر الذي يؤكد على ان اخوانية حماس وسوء ادارتها وفشلها بسبب جهلها في شؤون الحكم وبسبب ولائها لمرشد الاخوان لا لفسطين كل ذلك هو من ساهم في تدمير الاقتصاد وبنيته التحتيه في غزه وبالطبع الحصار المقنن الذي تفرضه اسرائيل القوه القائمه بالاحتلال بهدف التاكد من تطويع حماس التي ارادتها منذ البدايات بديلا عن الشرعيه ممثلة بمنظمة التحرير الفسطينيه.
ما سبق يؤكد على ان التصعيد الاخير بتفاصيله وتداعياته بسبب اغتيال القائد الشهيد بهاء ابو العطا والذي وعلى الرغم من ان هذا التصعيد كان الاقصر في عمر الاعتداءات الهمجيه الصهيونيه ضد اهلنا هناك كونه كان استفرادا بحركة الجهاد الاسلامي وذلك مقارنة مع اجتياحات 2008/2012/2014 الا ان هذا التصعيد جاء ليسلط الضوء اكثر على حقيقة حماس التي حرق ورقة توت عورتها قبل ايام كما اسلفنا الشهيد كراجه وذلك بان انكشفت حقيقة ولاءاتها لغير فلسطين واهلها وها هي تنصاع علنا لاوامر المحتل ومصالحه بالتزام الحياد في معركه وكأن رحاها تدور في غياهب افريقيا وليس في غزه التي نذر اهلها انفسهم وقودا على درب تحرير فلسطين من براثن المحتل الصهيوني هذا الوقود وللاسف اوكلوا امره لحماس الاخوانيه تشعله وتطفئه كلما استدعت مصلحتها الحزبيه.
ذلك لا يعني باننا دعاه لاطالة عمر هذا التصعيد بل وعلى العكس فاننا نثمن حِكمة الامين العام للجهاد الاسلامي بانحيازه لصالح تخفيف العذابات عن اهلنا في غزه وموافقته بعد 48 ساعه على وقف القتال وانما ما نقصده هو ان هذا التصعيد كشف مستور حماس الذي بدأ بشنط الدولارات والتفاهمات مع المحتل وذلك بالرغم من كل ما قيل من كلام غير مقنع بخصوص غرفة العمليات المشتركه وهو ما فضح امره محاولة تبرير احد قادة حماس لسبب التزامها الحياد في التصعيد المذكور بعدم وجود موافقات وخطط متكامله.
ما سبق يشجعني على القول بانه لم يعد بامكان حماس بعد كل هذه السنين من الحكم الظالم ان تستمر في خداع كل الفلسطينيين بعد ان نجحت في خداع بعضهم وليس لدي شك في ان حركة الجهاد وامينها العام يعرفون حقيقة حماس واوهامها في السيطره على القرار الوطني الفلسطيني وهو ما صرح به الامين العام السابق.
وحتى لا اطيل في الحديث عن حقيقه ولاءات حماس لغير فلسطين اود ان اترك حيزا لمخاطبة الحس الوطني الفلسطيني لدى البعض من قادة حماس وذلك بالرغم من عدم وجود ذكر لفلسطين في اسم حركتهم بالقول انه اصبح من غير المعقول او المقبول لا وطنيا ولا انسانيا استمرار جكم الاخوان في غزه ويكفي ما حصدته حركة حماس من ثمار لحزب الاخوان من تضحيات بشريه وبنيويه فرضتها على اهلنا في غزه وانه قد حان الوقت لتتقوا الله في غزه واهلها وان تتركوهم وتسهلوا لهم امر اختيار من يتولى امرهم طواعية بعد حكم الاخوان لهم بالحديد والنار ولاكثر من 12 سنه ، لعل الله يسامحكم لانني اشك في ان اهلنا في غزة سيفعلون ذلك.