الخميس: 25/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

يوم الغضب الفلسطيني وخطايا الاداره الاميركية

نشر بتاريخ: 27/11/2019 ( آخر تحديث: 27/11/2019 الساعة: 02:01 )

الكاتب: السفير حكمت عجوري

انطلاقة الصرخة الاولى في وجه الظلم الاميركي.
الرئيس الاميركي ترومان في لحظات الاعتراف باسرائيل رفض الاعتراف بها كدولة يهودية لانه كان يحسب حسابا لغضب العرب وعندما حُرق المسجد الاقصى في شهر اغسطس سنة 1969 لم تنم غولدا مائير رئيسة وزراء اسرائيل في حينه في تلك الليله خوفا من غضب العرب وعندما ارتكب ترمب خطيئته الاولى بالاعتراف بالقدس عاصمه لاسرائيل وعلى الرغم من انه قاصر ذهنيا قياسا باقرانه الا انه كان مترددا ليس خوفا وانما قلقا من غضب العرب بدليل ما تم الافصاح عنه بعد ذلك بانه قد تمنت طمانته من قبل بني صهيون في اسرائيل واقرانهم في البيت الابيض بعدم القلق من ذلك وفعلا مر امر الاعتراف دونما اي غضب وهو ما فتح شهيته لارتكاب خطايا اخرى.
حيث وعلى عكس كل التوقعات مرت الخطيئه الاولى ليس فقط بدون اي غضب عربي ولكن ليس حتى باي عتاب لا سياسي ولا ديبلوماسي اذ لم نسمع يوما بانه قد تم استدعاء اي سفير اميركي لوزارة خارجيه دوله عربيه وذلك من باب احترام الدول لسيادتها والمسؤوليه الاخلاقيه تجاه فلسطين التي قررت هذه الدول تحملها طوعا كما حصل في حرب النكبه سنة 1948.
هناك اخطاء ترتكبها الاداره الاميركيه وتحديدا رؤسائها يحاسب عليها المشرعين الاميركان في مجلسيهما الكونغرس والشيوخ وقد حصلت ابان ووتر غيت سنة 1974 والتي استقال الرئيس نيكسون بسببها وابان مونيكا غيت سنة 1998 وهاهي تحصل في عهد ترمب بسبب محاولته مقايضة وابتزاز رئيس اوكرانيا من اجل فتح تحقيق فساد للنيل من عائلة منافسه القادم في الانتخابات الرئاسيه في العام القادم جو بايدن، ونحن هنا نتمنى ان تنتهي التحقيقات بعزل الرئيس ترمب بسبب عداءه غير المسبوق لشعبنا الفلسطيني.
طبعا هكذا محاسبات تحسب لصالح تعزيز وحماية القانون والديمقراطيه بشكل عام ولا مجاله فهي تعلي من شان اميركا كدوله تضع نفسها على قمة الهرم الدولي فيما يخص ذلك.
ولكن وبالعوده الى موضوع الخطايا التي ترتكبها الادارات الاميركيه بحق الشعوب من حروب وقتل للبشر وتدمير لبناهم التحتيه اضافة الى ما تسببت فيه هذه الحروب من تدمير للاقتصاد الاميركي الذي يتربع وهما على سدة الاقتصاد العالمي بدليل الديون التي تصل الى قرابة تريليون دولار لصالح الصين واخر لصالح اليابان الا ان كل هذه الخطايا وللاسف ما زالت لم تجد لها مكانا في ارشيف المحاسبه التشريعيه الاميركيه كما هو حال الاخطاء انفة الذكر وذلك بالرغم من اعتراف بعض رؤساء اميركا بخطورة هذه الخطايا التي ارتكبتها الادارات وتحديدا على الاقتصاد الاميركي والذي بدى جليا في تفسير الرئيس الاسبق كارتر للرئيس ترمب لاسباب هذا الصعود للاقتصاد الصيني وهو الذي نراه يصعد حثيثا نحو قمة هرم الاقتصاد العالمي والسبب في ذلك يعود لكون هذا الاقتصاد الصيني لم يخسر دولارا واحد في عالم الحروب قياسا بثلاث تريليون دولار خسرها الاقتصاد الاميركي في الحروب التي شنتها الادارات الاميركيه وذلك فقط منذ ان تم تطبيع العلاقه مع الصين على يد كارتر في سنة 1979 اما ما قبل ذلك فحدث ولا حرج.
ما سبق يظهر حقيقة ليس الافلاس الاقتصادي لاميركا فقط ولكن وهو الاهم الا وهو الافلاس الاخلاقي للادارات الاميركيه والذي بلغ الزبى في عهد الرئيس الحالي ترمب بكم الخطايا التي ارتكبها حيث وصلت به الوقاحه والافلاس الاخلاقي الى شطب القانون الدولي والقاءه بسلة المهملات حيث ان اعلان ترمب وادارته بالاعتراف بالقدس عاصمه لاسرائيل يعتبر بمثابة تمرد على هذا القانون كما ان منح هضبة الجولان السوريه هديه لجغرافيا الكيان الصهيوني كانت بمثابة طعن للقانون الدولي اما شرعنة الاستيطان الصهيوني على الارض الفلسطينيه المسروقه فجاءت بمثابة الضربه القاضيه للقانون الدولي والشرعيه الدوليه التي اقرت من خلال مجلس الامن في قراره 2334 بالاجماع بعدم شرعية هذه المستوطنات والتي كان قد سبقها توصية محكمة العدل الدوليه بنفس الخصوص في شهر يوليو سنة 2004 .
الفرق بين الشعب الفلسطيني كضحيه من ضحايا هذه الاداره وبقية الشعوب الضحايا هو ان الشعب الفسطيني ما زال يعيش تحت الاحتلال وفي مرحلة التحرر الوطني وهو الامر الذي يمنحه البعد الاخلاقي والنضالي ليقف دون وجل متحديا ادارة ترمب التي اصبحت وبسبب عدم اهلية رئيسها الحالي عقليا وممارساته وكذبه ، اصبحت هذه الاداره ايله للسقوط اخلاقيا ودوليا ومحليا اميركيا وايضا وهذا ما يعنينا ان هذه الادارة بشراكتها مع الاحتلال الصهيوني العنصري فانها تعلن الحرب على الشعب الفلسطيني وكان هذا الشعب لا يكفيه ما هو فيه وعليه بسبب هذا الاحتلال.
التحدي الفلسطيني لهذه الاداره وحتى يعطي اكله كونه تحد اخلاقي وهذا هو السلاح الذي تفتقر اليه هذه الاداره لا بد لهذا التحدي من ان يكون باعلان معركة غضب مفتوحه على هذه الاداره كانطلاقه ثانيه لا تتوقف حتى تُسمع كل من به صمم في هذا العالم وبالتالي استنهاض هذا العالم للوقوف من اجل وضع حد لشذوذ ادارة ترمب وليس لدي شك في ان الموقف الكندي الاخلاقي والايجابي والمثمن بالوقوف الى جانب الحق الفسطيني في التصويت الاخير في الامم المتحده قد يشكل بداية لانهياراركان امبراطوريه الشر الاميركيه .
يوم الغضب الذي اعلنت عنه الفصائل الفلسط-ينيه لا بد وان يكون لائقا بحجم التحدي لهذه الاداره الرعناء وليكن توثيقا حقيقيا عن سر قوة الغضب الفلسطيني لتكون كما كانت الطلقه الاولى بمثابة الصرخة الاولى في وجه الظلم الصهيو-اميركي حتى وان غاب الغضب العربي انيا فان قوة الصرخه الفلسطينيه تكمن في ضعف امكانيات الشعب الفلسطيني كشعب تحت الاحتلال قياسا بامكانيات المحتل وحليفته هذه الاداره الاميركيه وذلك بان تعود كوادر وقيادات الفصائل الفلسطينيه الى مواقعها في قيادة الجماهير في المواجهه وفي الصفوف الاولى للمقاومه الشعبيه السلميه التي انتصرت في يوم سبق على قوى عتيه .
المقاومه الشعبيه السلميه بقيادة الفصائل لن تستنهض قوى الشارع الفلسطيني فقط وانما العربي والعالمي الذين سكنا وصمتا بسبب افتقارهما للوقود القادم من رحم المعاناه الفلسطينيه التي وبسبب صمتها على مدار السنين السابقه ارسلت رساله خاطئه بان الفلسطينيين اصابهم الخنوع والخضوع واستسلموا للياس المفروض عليهم من ظلم الاداره الاميركيه ومن ظلم وجبروت اسرائيل القوه القائمه بالاحتلال التي احالت خطايا الاداره الاميركيه الى مجرد قرارات سياسيه لخدمة مصالحها كدولة احتلال عنصريه وذلك بسبب سيطرة هذا الكيان الصهيوني على مصادر التشريع في اميركا.