الخميس: 25/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

الاسيرة رانية للرئيس عبر (معا): شكرا يا ابي

نشر بتاريخ: 12/01/2011 ( آخر تحديث: 12/01/2011 الساعة: 22:18 )
رام الله - معا - الابتسامة لم تفارق شفتي الاسيرة المحررة رانية مصباح السقا "جبارين"، التي عادت الى ارض الوطن بعد انتهاء المرحلة الاولى من علاجها في المستشفى التخصصي في العاصمة الاردنية على نفقة الرئيس محمود عباس، الذي كان اوعز بعلاجها الفوري بعد معاناتها الطويلة من عدة امراض بعد ان نشرت وكالة ( معا) قصتها على موقعها الالكتروني قبل نحو شهر ونصف.

واقل ما يمكن قوله بعد مشاهدة الاسيرة رانية ووضعها الصحي، هو ان الحياة عادت من جديد لهذه الفتاة الاسيرة التي عانت الكثير بسبب ما تعرضت له من الم ومعاناة داخل الاسر في سجون الاحتلال وبعد خروجها، حيث تظهر ملامح الانبساط والفرح وتجدد الامل لديها بالمستقبل بعد ان كادت مجموعة من الامراض ان تفتك بجسدها.

ولا تتردد الاسيرة رانية في كيل المديح والشكر والثناء لتدخل الرئيس محمود عباس لمساعدتها في تلقي العلاج بعد ان كانت اوشكت على فقدان الامل، ويمكن لكل من يزورها في منزل عائلتها المتواضع في حي رام الله التحتا، تلمس مدى التحسن الكبير الذي طرأ على وضعها الصحي بعد اجراء العديد من العمليات الجراحية المتخصصة لها وعلاجها على ايد اطباء عرب متخصصين.

وتقول رانية " بدأت اشعر بحياة اخرى بعد ان حصلت على المرحلة الاولى من العلاج واجراء العمليات الجراحية التي انعكست على وضعي الصحي بالكامل"، مشيدة في الوقت ذاته بجهود الاطباء وحسن تعاملهم معها اثناء اقامتها في المستشفى اضافة الى كل الجهات الفلسطينية المختصة التي سهلت حصولها على العلاج وتغطية نفقاته.

وحسب التقرير الطبي الذي تسلمته الاسيرة رانية اثناء مغادرتها المستشفى التخصصي، فان الاسيرة دخلت للمستشفى وهي تعاني من كسور متعددة في عظام الانف، وتهتك عظمي في الفك العلوي مع فقدان كل الاسنان وفقدان جزئي للاسنان السفلية، اضافة الى وجود كتلة دهنيه في منطقة الصدر وارتفاع فحص وظائف الكبد والكلي مع وجود ضعف في الدم.

وحسب الاسيرة رانية فان المرحلة الاولى من العلاج اشتملت على علاج وظائف الكبد والكلى، واجراء 6 عمليات جراحية في الانف والفكين ، والحصول على وحدتين من الدم ، واجراء عملية زراعة العظم في منطقة الفك العلوي وزراعة وعلاج اسنان الفك السفلي، واجراء عملية جبر للكسور في عظام الانف والحصول على العلاجات اللازمة.

وحسب التقرير الطبي فان الاطباء المختصين اكدوا اهمية مراجعتها للمستشفى بعد شهرين من خروجها للدخول في المرحلة الثانية من العلاج الضرورية لاستكمال زراعة العظم في الفك السفلي والمقرر ان تبدأ في بداية شهر اذار المقبل.

وقالت " اشعر بتحسن صحي كبير واقدم جزيل شكري للاب الحنون" الرئيس محمود عباس"الذي سمع صرختي ولبى النداء بشكل فوري"، مؤكدة انها تشعر بانها مدانة لكل من وقف الى جانبها في محنتها وانقاذ حياتها بما في ذلك الجهات المختصة الفلسطينية والاطباء في المستشفى التخصصي في الاردن وطواقمه.

واضافت "شعرت بانني بين اهلي طيلة وجودي في المستشفى ، واشعر بان معاناتي باتت في طريقها للزوال".

ولا تختلف مشاعر والدة الاسيرة رانية ، عن مشاعر ابنتها عندما تقول" لقد عادت الحياة لابنتي من جديد بعد ان كدت ان افقدها "، مؤكدة انها لن تنسى الوقفة الرائعة التي اظهرها الرئيس عباس في رعاية علاج ابنتها الاسيرة .

واضافت المواطنة فريال السقا وهي ارملة ووالدة شهيد" كل حالها تغيير بعد العلاج وهي في تحسن بصورة يومية"، مشيرة الى ان الاطباء في المستشفى التخصصي قالوا لها حينما وصلت مع ابنتها للمستشفى " كيف تحملت ابنتك كل هذا الالم طيلة هذه المدة؟!".

وتابعت " الامر كان صعبا عندما اخبروني بان المضادات الحيوية التي كانت تاخذها ابنتي كان لها تأثيرات سلبية على وضعها الصحي ، لانها كانت بحاجة لاجراء عمليات جراحية وليس لمسكنات ومضادات حيوية فقط".

وكانت الاسيرة المحررة، رانية علي مصباح جبارين، (26) عاما، تعرضت للضرب وتحطيم اسنانها واصابتها بكسر في فكها العلوي وكسر في الانف، لحظة اعتقالها على حاجز قلنديا العسكري بتهمة محاولة طعن جندي اسرائيلي بسكين، حيث امضت ثلاث سنوات في السجن قبل الافراج عنها حيث اصيبت بالتهابات حادة في اللثة بسبب تكسر اسنانها وبقاء جذور اسنانها في فكها المكسور، الامر الذي ادى الى انتشار هذه الالتهابات الحادة الى الكبد والكلى واجزاء اخرى من جسدها واصابتها بالتهابات في المسالك البولية، الامر الذي ادى الى معاناتها من عدة امراض مثل صعوبة التنفس من الانف، بسبب الكسر في عظمة الانف الخارجية وانحراف الوتيرة الانفية، وفقدانها جميع الاسنان العلوية وبعض الاسنان السفلية، وبروز اكياس دهنيه في مناطق مختلفة من جسمها، ما ادى الى اصابتها باعياء شديد بسبب اختصار طعامها على تناول بعض الوجبات على بعض انواع الكعك والشاي وبعض المشروبات.

وبعد عودتها من العلاج تظهر ملامح التحسن على وضعها الصحي، ويتضح ذلك من خلال استعادة قدرتها على الحديث والتنفس اضافة الى قدرتها على تناول بعض وجبات الطعام والمشروبات الامر الذي ساعدها في استرداد بعض عافيتها، والامل يحدوها في مواصلة اكمال علاجها بما يتيح لها مغادرة منزلها خاصة ان الاطباء اوصوا بعدم خروجها من المنزل وعدم التعرض لاية انواع من الادخنة لحين اتمام كل متطلبات علاجها الطبية.

وحسب ما اكدته الاسيرة فان تكلفة العلاج الاولى وحسب فاتورة المستشفى التخصصي وصلت الى 23 الف دينار اردني سددت بايعاز من الرئيس محمود عباس.

وقالت الاسيرة رانية موجهة الحديث للرئيس عباس " اقل شيء اقوله لك يا سيادة الرئيس شكرا يا ابي؟".