الخميس: 25/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

اين لجنة التحقيق الاسرائيلية لعملية ايتمار ولماذا لا يعتذر نتانياهو ؟

نشر بتاريخ: 17/03/2011 ( آخر تحديث: 18/03/2011 الساعة: 14:15 )
القدس - معا- اهتمت وسائل الاعلام الاسرائيلية بقصة تقول: ليس بعيدا عن منزل عائلة "بولوغ " التي قتل افرادها جميعا سوى طفلة واحدة قبل اسبوع داخل منزلها في مستوطنة "ايتمار" وضعت سيدة فلسطينية مولودها بعد ان داهمها المخاض ولم تجد سوى بعض الممرضين التابعين للجيش الاسرائيلي لمساعدتها.

بهذه المقدمة الاقرب الى العاطفية افتتح موقع يديعوت احرونوت الالكتروني الناطق بالعبرية الذي اورد النبأ اليوم " الخميس" قصة السيدة الفلسطينية مبرزا في الاساس دور الجيش الاسرائيلي بمساعدة السيدة.

واضاف الموقع ان سيارة تكسي فلسطينية وصلت مسرعة الى البوابة الرئيسية للمستوطنة التي كانت تستعد لاستقبال رئيس الاركان بني غينتس الذي وصل المكان لتقديم التعازي وكان داخل سيارة التكسي سيدة فلسطينية في العشرينيات من عمرها تعاني الالم المخاض وقد بدت عليها علامات قرب الولادة فيما التف الحبل السري على رقبة الجنين الامر الذي شكل خطرا على حياة الام والجنين معا.

ووفقا للموقع هب جنود اسرائيليون وعدد من الممرضين العاملين في المستوطنة المذكورة لمساعدة السيدة وقاموا بتوليدها وانقاذ حياتها وحياة الجنين الذي خرج للعالم من رحم الحزن والقسوة حسب تعبير الموقع العبري. ووصلت سيارة اسعاف من مستوطنة قريبة لتنضم لممرضي المستوطنة والجنود وقدم طاقمها المساعدة في تخليص الجنين من رتق الحبل السري الملتف على رقبته.

وتحلق حول الطواقم الطبية عدد كبير من سكان قرية "النبي صالح" متكاتفين ومتضامنين مع جدة الجنين التي هرعت هي الاخرى للمكان دون ان تخفي سعادتها بقدوم حفيدها ونجاة كنتها.

وتعقيبا على القصة قال الباحث الفلسطيني أليف صباغ من عكا اليوم على صفحته على الفيس بوك ( يبدو ان اسرائيل فشلت في معركتها الإعلامية في اتهام الفلسطينيين في تنفيذ عملية ايتمار لان المنفذ هو عامل تايلندي، فتحاول اسرائيل الان ان تسوق "انسانية" الجندي والمستوطن الإسرائيليين امام العالم وهي تحسب اننا نسينا اسماء وهويات عشرات النساء الفلسطينيات اللواتي يلدن على الحواجز واعداد اخرى فقدن اجنتهن على الحواجز الإسرائيلية "الإنسانية" لنرى الآن ماذا تقول وكالة معا عن هذه القصة؟) .

وحين قرأنا لاستاذنا أليف هذا الكلام، فان وكالة معا تؤكد انها تتابع قصة الاعتداء الاسرائيلي المحموم على الفلسطينيين الاسبوع الماضي، حيث افاق المستوطنون من حرمة السبت وهاجموا القرى والمناطق الفلسطينية بشكل هستيري في اعقاب اتهام نتانياهو والصحف العبرية للفلسطيين بأنهم وراء تنفيذ عملية القتل.

وحين نشرت وكالة "معا" ان لديها معلومات شبه مؤكدة ان عاملا اجنبيا هو من نفذ العملية في اعقاب عملية نصب مالي تعرّض لها، كتمت اسرائيل صوتها فجأة واوقفت الحملة الدولية الاعلامية التي كانت تجهّز لها، وادّعت ان لجنة التحقيق سرّية ولا تستطيع ان تفصح عن التفاصيل!!.

ونجن نسأل مرة اخرى، اين لجنة التحقيق المزعومة ؟ واين كاميرات المراقبة في المستوطنات؟ وكيف تجوّل منذ العملية نحو ساعتين في داخل المستوطنة دون ان يتم التقاط صورته او مشاهدته او رؤيته من اي شاهد عيان؟ ام ان اسرائيل التي لديها اجهزة مخابرات تستطيع ان تعرف عن حمولة سفينة فكتوريا على حدود ايران لم تعد تعرف ماذا حدث في عقر دارها.

من ناحية اخلاقية، وحين طالبت اسرائيل وبشكل فج من الفلسطينيين الاعتذار عن العملية المذكورة او غيرها من العمليات في اي مستوطنة، فاننا العديد من المثقفين العرب يرون ان هذا الامر ليس في اطاره الصحيح ويهدف الى استثمار سياسي من جانب نتانياهو، ففي جميع المحافل الدولية عبّرت فلسطين عن قناعتها ان المستوطنات مكانا خطرا لا يجوز اسكان الاطفال فيه، بل ان حكومات اسرائيل تتعامل معها قانونيا انها خط مواجهة وتعفيها من الضرائب. وبالتالي فان دماء اطفال ايتمار في رقبة من ارسلهم ليستوطنوا هناك وليس في رقبة رئيس السلطة او سلام فياض، بل ان المنظمات الانسانية وبينها منظمات اسرائيلية تعلن ليل نهار ان المستوطنات مكان خطير وغير شرعي ويمكن ان يتنفجر فيه الاوضاع في اية لحظة !! فكيف يرسل اليهود اطفالهم للعيش في اراض مسروقة ومناطق مواجهة ؟ ومن الذي يجب ان يعتذر لمن؟.