الأربعاء: 24/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

"الدين مش ممنوع"!.. النزهة في غزة لأصحاب الدخل العالي

نشر بتاريخ: 12/07/2011 ( آخر تحديث: 12/07/2011 الساعة: 17:11 )
غزة- تقرير "معا"- شهد قطاع غزة طفرة سياحية من خلال افتتاح عدد من المنتجعات والفنادق السياحية كان أخرها فندق المشتل شمالا، هذه الطفرة لم تتناسب مع تدني مستوى الأجور في غزة وأزمة الرواتب والوضع الاقتصادي المنهار بفعل الحصار الإسرائيلي.

افتتاح هذه المنتجعات لم يزد المواطن في غزة إلا "تعتيرا" بدلا من الترفيه، فالموظف الحكومي والعامل سيفكران ألف مرة قبل أن يقبلا على هذه الفنادق التي تعد أسعارها "خيالية" لا تتناسب مع الأجور، إلا إذا كان صاحب الدخل من الطبقة "الارستقراطية" ويركب سيارة آخر موديل ويحمل بدل الجوال اثنين.

هذه الاسعار لم توقف رغبة الغزيين بالحصول على الترفيه، ففتح باب الديون أمامه وفتحت له المطاعم والفنادق الفرصة لذلك، إلا أن التمادي كان السمة الأبرز فتراجع أصحاب هذه المطاعم عن هذه الفكرة منعا للإحراج الذي قد يحصل، فبعض الزبائن يأكل ويشرب ويستمتع ويرفّه عن نفسه و"ينسى" دفع قيمة فاتورته بحجة أن الراتب لم يصرف بعد أو أن التمويل لم يصل.

المهندس محمد هنية مدير مطعم مزاج أوضح لمراسلة "معا" هدية الغول أن لمطعمه شريحة معينة من الزبائن وهو غير مرهون برواتب الموظفين الحكوميين، مبينا أن كافة زبائنه هم من المؤسسات الأهلية الـNGO والتجار الكبار وبعض الصحفيين وقد تظهر نسبة 20% فقط من الموظفين التي لا تكاد تكون ملموسة في المطعم.

وبين هنية أن مطعمه كان يعتمد على نظام الدَّيْن لبعض الزبائن الذين يثق بهم إلا أنه تراجع عن العمل بهذا النظام مع الأفراد واقتصر على المؤسسات بسبب ما اسماه "وجع الراس" الذي قد يحدث، مبينا أن الزبون لا يلتزم أحيانا بالدفع آخر الشهر.

ومن الظواهر الغريبة بحسب هنية أن بعض المؤسسات بدأت تتأخر في الدفع وتأجيله إلى الشهر التالي بحجة أن التمويل لم يصل.

المواطن "أبو عصام" الذي يحصل على اجر لا يتجاوز 1600 شيكل يقول انه يفكر ألف مرة قبل أن يدخل أي مطعم في قطاع غزة وينتهي إلى العدول عن ذلك لان أي مطعم سيدخله برفقة عائلته المكونة من ستة أفراد بالإضافة إلى زوجته قد يكلفه جزءا كبيرا من راتبه.

وقال لـ"معا": "من الصعب جدا أن أدخل إلى مطعم لان ما سأدفعه في المطعم قد يكفيني أسبوعا وقد أشتري خضروات ارخص بكثير مما سأطلبه من وجبات تخضع لأسعار سياحية".

ولا يجد "أبو عصام" فرقا بين الإقبال على المنتجعات والمطاعم في قطاع غزة أو السفر إلى دولة أخرى، قائلا: "ذهبت برفقة أطفالي إلى منتجع مائي وتكلفة الرحلة كانت مرتفعة جدا ولم يقتصر الأمر على تذكرة الدخول والمواصلات"، مستدركا "لكن الترفيه في هذه الحالة سيكون لمرة واحدة طول فترة الصيف".

لا يختلف حال مطعم وفندق "الديرة" كثيرا عن حال "مزاج" الذي يعتمد على الطبقة "البرجوازية"، والذي يوفر أيضا لبعض زبائنه الذين ينتمون لمؤسسات الـNGO وبعض العائلات المرموقة خدمة الدفع آخر الشهر.

وبين سمير سكيك المدير العام لفندق ومطعم الديرة أن الإقبال هذا الموسم ليس ككل صيف ويمكن اعتبارها من جيدة إلى جيدة جدا لم تصل إلى الدرجة الممتازة وذلك بسبب افتتاح عدد كبير من المطاعم والمنتجعات السياحية الجديدة التي تستقطب الزبائن خلال الثلاثة شهور الأخيرة.

ولان الخدمات السياحية في قطاع غزة ليست من الخدمات الأساسية للمواطن وهي مرتبطة بامكانياته الاقتصادية فتصبح النزهة للاغنياء واصحاب الدخل العالي اما المواطن الفقير فيحمد الله ان غزة تجاور البحر فيذهب في نزهة لا تكلفه الا اجرة الطريق في حين يمكن له الحصول على نزهة في المنتجعات مرة في العام.