الجمعة: 26/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

لماذا تفوق الإسلاميون على الليبراليين؟

نشر بتاريخ: 12/12/2011 ( آخر تحديث: 12/12/2011 الساعة: 22:18 )
بيت لحم-معا- استعرضت مجلة تايم الأميركية بعض العوامل التي ترى أنها كانت وراء تفوق الإسلاميين على الليبراليين في الانتخابات التي جرت في البلاد العربية التي شهدت الربيع العربي.

وقالت إذا كان الربيع العربي قد غُذي بتمرد ليبرالي، فإن الخريف العربي جلب حصادا وفيرا للإسلام السياسي.

ومضت تقول إن الأحزاب التي تتبنى الأفكار الإسلامية تمكنت من إلحاق هزيمة بمنافسيها من الليبراليين في كل من تونس والمغرب ومصر.

وهنا تتساءل المجلة قائلة: لماذا كان أداء الليبراليين "قادة الربيع العربي" سيئا في الانتخابات؟

وتنقل أولا تفسيرات جمعتها من ليبراليين يشعرون بخيبة الأمل في كل من مصر وتونس وترى أنها متطابقة، منها أن الليبراليين لم يستعدوا للانتخابات سوى ثمانية أشهر، في حين أن الإخوان المسلمين لديهم خبرة تصل إلى 80 عاما في التنظيم السياسي.

ويقولون أيضا إن الإسلاميين يسخون في الإنفاق بدعم من السعودية وقطر، وإن الجنرالات الحاكمة في مصر اليوم رجحت كفة التصويت لصالح الإسلاميين لأن العسكر مغتاظون من الليبراليين المتهمين بإسقاط الزعيم السابق للجنرالات الرئيس المخلوع حسني مبارك.

ومن مزاعم الليبراليين أيضا أن الإخوان والسلفيين استخدموا الدعاية الدينية "إما أن تصوت لنا أو أنك مسلم غير صالح"، لتضليل الفقراء والفئات الأمية من الناخبين، حسب تعبيرهم.

من جانبها ترى المجلة أن تلك المزاعم مقبولة ولكنها ليست دقيقة، مشيرة إلى أن السلفيين لا يملكون خبرة في التنظيم السياسي سوى عشرة أشهر فقط، وقد تمكنوا من القيام بأداء جيد.

وتعليقا على الإنفاق، تشير تايم إلى أن الليبراليين ليسوا بالمعدومين، مذكّرة بأن الملياردير نجيب ساورس -صاحب شركة اتصالات- أحد أعضاء الكتلة المصرية.

وأما عن تفضيل الجنرالات للإسلاميين، فتقول تايم إن المراقبين الدوليين لم يجدوا أي دليل على تدخل العسكر في العملية الانتخابية.

وردا على ما وصفه الليبراليون بتضليل الإسلاميين وخداعهم للعامة، تعلق المجلة بأن ذلك يعني أن أغلبية الناخبين سذج، وهذا يكشف عن موقف الليراليين السياسي تجاه الدوائر الانتخابية، وهو ما يعتبر العامل الأساسي لسوء أدائهم في الانتخابات.

وترى المجلة أن نتائج الانتخابات أوضحت أن الإسلاميين فهموا الديمقراطية أكثر من الليبراليين، فحزب النهضة في تونس والحرية والعدالة المنبثق عن الإخوان المسلمين في مصر أثبتا حسن التنظيم والحملات الانتخابية.

واستباقا للتكهنات بأنهم يسعون إلى إقامة نظام ديني في شمال أفريقيا على غرار النظام الإيراني، شكل الإسلاميون تحالفات مع أحزاب علمانية وأعلنوا عدم رغبتهم في السعي إلى كرسي الرئاسة في كلا البلدين تونس ومصر.

وتتساءل المجلة عما إذا كان الإسلاميون سينجحون في ممارسة الديمقراطية كما مارسوها في الانتخابات، قائلة إن ثمة ما يدعو إلى الأمل.

وتذكر أن الحزبين الإسلاميين في مصر وتونس تحدثا عن النهج التصالحي، وسعيا لتوسيع نطاق التحالفات وجلب المزيد من الليبراليين إلى خيمتهم.

أما عن دور الليبراليين عقب الانتخابات، فتقول تايم إن عليهم أن يلعبوا دورا بناء في المعارضة بدلا من البحث عن تقويض الانتخابات بالعودة إلى الاحتجاجات في الشارع.

وتقول إنه يتعين عليهم أيضا أن يستعدوا للانتخابات المتوقعة عام 2012 و 2013، "فما زال أمامهم الوقت الكافي ليتعلموا كيف يحسنون أداءهم الديمقراطي، كما فعل الإسلاميون".