الأربعاء: 24/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

"قال بدّن هويتي"عن فضيلة الناطق الرسمي.وغضبة الحج اسماعيل..معلش ياحج!

نشر بتاريخ: 07/01/2012 ( آخر تحديث: 19/04/2012 الساعة: 14:28 )
كتب ابراهيم ملحم- مبكية،ومضحكة،حتى الاستلقاء على الظهر،تلك الرواية الرخوة،التي ساقها الناطق باسم داخلية المقالة السيد ايهاب الغصين ،وهو يحاول عبثا اقناع محاوره في قناة الجزيرة امس ،واقناعنا معه ،باسباب،وحيثيات،ومبررات،ودواعي ،وموجبات،التعطيل غير المبرر الذي تعرض له وفد فتح الذاهب الى القطاع بمهمة اصلاح،على حاجز للحكومة المقالة بزمن لم يتجاوز الـ"10" دقائق كما قال الغصين لا "45" كما "ادعى" الحاج اسماعيل جبر، وكأن توقيف اي مواطن فلسطيني وليس قائدا لعشر دقائق او اكثر او اقل ،هو اجراء عادي براي الغصين وهو ما دفع الوفد الفتحاوي الذي شعر باهانة مقصودة للعودة من حيث اتى احتجاجا على المعاملة غير اللائقة التي تلقاها من عناصر الحاجز

الحاج اسماعيل جبر ذو القيمة،والقامة شكلا ومضمونا،عيل صبره،وفاض كيله،حتى"قبّعت"معه من سوء ما راى، من اجراءات مهينه له ولرفاقه القادة الفتحاويين،وهم يقومون بزيارة هي الاولى منذ سنوات لجزء عزيز من وطنهم، وليس لدولة شقيقة ،وقد اوقفوا بعد ان وطئت اقدامهم ارض القطاع الحبيب ،على حاجز لشرطة المقالة"للتأكد"من هوياتهم و"التدقيق" في نياتهم قبل السماح لهم بمواصلة مسيرتهم الى بيوتهم، بين اهلهم، واحبتهم في القطاع، الذي ابتلي بمثل هؤلاء الذين ينظرون الى الوطن بعيون مصالحهم،وهواجسهم،وحساباتهم الشخصية،وغلة انفاقهم،حتى انهم لا يتوانون عن تعطيل كل مركب ساير، وتشويه كل راي وفكر مغاير لارائهم ،وافكارهم، فليس اخطر على الشؤون العامة من المصالح الخاصة كما قال احد الحكماء .

كان السيد الغصين مرتبكا،وهو يحاول جاهدا اقناعنا باسباب تعطيل الوفد لمدة لاتزيد عن الدقائق العشر ! وهو يعرف ان اصول الواجب تقتضي ان يكون وزير داخليته نفسه على راس وفد من الحكومة المقالة في استقبال الوفد لتجنيبه حرج التوقف ولو لدقيقة واحدة، طالما انه وفد فلسطيني لا اجنبي جاء بمهمة لاصلاح ذات البين .

ويزيد الغصين الطين بِلّه حين يقول بان الوفد رفض" اجراءات ادارية بسيطة تتمثل في اتصال افراد الشرطة بمسؤوليهم للاستعلام بشان السماح للوفد بالدخول الى غزة ام لا "رغم معرفته ان الزيارة منسقة ومعلن عنها مسبقا ولا يعفي الغصين وحكومته "ان افراد الشرطة لم يكونوا على علم بقدوم وفد فتح "!! الا ترون ان رواية الناطق الرسمي فجة وملتبسة، تدين قائلها اكثر مما تقنع سامعها.


ثم لنفترض ان الناطق الرسمي قد حباه الله بنعمة الاطلاع على "خائنة الاعين وما تخفي الصدور" ،عندما شق عن صدور القادة الفتحاويين،وعرف نواياهم،بانهم انما يحاولون افتعال ازمة لتشكل ذريعة ، لتعطل مسيرتهم، فلماذا لم يفوت عليهم تلك الفرصة ،ويسهل مسيرتهم بدل ان يعطل طريقهم ويعقد مهمتهم وبالتالي يحقق لهم " ماٌربهم"!.

غير ان الصورة العبثية للرواية الرسمية لتبرير فعل "الولدنة" مع قادة كبار على حاجز وطني لاتكتمل دون النظر الى بقية الرواية التي ساقها فضيلة الناطق الرسمي،بان وصول وفد المصالحة الفتحاوي تصادف مع موعد اقامة الصلاة التي تنهى عن الفحشاء والمنكر ،دون ان يذكرنا فضيلته وهو المتبحر في علوم الدين ان اصلاح ذات البين لا يقل ان لم يفق بفضله وسمو درجته ،عند الله سبحانه وتعالى فضل الصيام، والصدقة، والصلاة، مصداقا لقوله صلى الله عليه وسلم الى اصحابه ( ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصدقة والصلاة، فقال أبو الدرداء : قلنا بلى يا رسول الله ، قال : إصلاح ذات البين ) مضافا الى تلك الصورة المحزنة ما صدر عن داخلية المقالة،بالشروع باجراءات قانونية لتقديم رئيس الوفد الفتحاوي،عضو اللجنة المركزية صخر بسيسو الى المحاكمة.

وعلى النقيض من رواية فضيلة الناطق الرسمي ،هناك صورة مشرقة تستحق الاشادة وتبعث على التفاؤل عبر عنها د. احمد يوسف بجرأة ومسؤولية وطنية عندما اقر بمقال له امس بوقوع اهانات وسوء تصرف ينبغي الا يمارس مقدما اعتذاره عما وقع من تجاوزات واخطاء.

قد يبدو الحاج اسماعيل جبر بقامته السامقة،وقيمته ،قد اثار ريبة العناصر الشرطية بعد ان ضبطته مفخخا بالنوايا الحسنة،ومتلبسا بمضاء العزيمة، التي كانت تومض من عينيه ،لقطع الطريق على قطاع الطرق الذين حالوا بالفعل وقف مسيرة المصالحة التي لن تتوقف عند اول حقل للالغام يواجهها .

كأني بالحاج اسماعيل وقد وقف،عند الحاجز واستوقف، ولعله بكى ،واستبكى، ودندن في سره، وهو يكظم غيظه " قال بدّن هويتي "!!.. قبل ان يقفل عائدا ورفاقه من حيث اتوا ،والالم يعتصر قلوبهم ،من كاٌبة المنظر وسوء المنقلب .

نعذر الحاج اسماعيل في غضبته،ونعتذر من حضرته، ونقول: ان طريق المصالحة مليئ بحقول الالغام كتلك التي واجهها ،وان اختيار خبير في تفكيك الالغام للقيام بهذه المهمة لم يكن عفويا..معلش ياحج..حقك علينا،واصل طريقك،ولا تغضب ،فستجد من بين الاخوة في حماس من سيقبّل رأسك،ويبارك خطوتك لانجاح مهمتك .