السبت: 20/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

وثيقة امريكية: دولة فلسطينية على حدود 67 حتى 2030 لكن دون سلام

نشر بتاريخ: 11/12/2012 ( آخر تحديث: 12/12/2012 الساعة: 08:31 )
بيت لحم- معا - جاء في وثيقة أمريكية خاصة بالرئيس الأمريكي باراك اوباما وجرى توزيعها يوم " أمس" الاثنين " على جميع أجهزة المخابرات بان دولة فلسطينية في حدود عام 1967 مع تبادل أراض ستقوم حتى عام 2030 حتى وان كان ذلك دون اتفاق لكن قضايا مثل القدس واللاجئين وتجريد الضفة الغربية من الأسلحة لن تجد حلا حتى ذلك التاريخ.

وفيما يتعلق بتوقعات معدو الوثيقة لإسرائيل ومستقبلها توقعت الوثيقة زيادة التوترات بين المجتمع المدني العلماني الإسرائيلي ومجتمع المتدينين والمستوطنين .

وتوقعت الوثيقة أن يبقى الدعم الأمريكي لإسرائيل السبب الرئيسي لغضب الرأي العام الإسلامي وذلك رغم انسحاب القوات الأمريكية من العراق والانسحاب المتوقع من أفغانستان .

واعد "المجلس القومي للمخابرات " الأمريكي النسخة الجديدة من وثيقة التي حملت عنوان " اتجاهات العالم الكبير 2030 عوالم بديلة " وجرى تأجيل نشرها إلى ما بعد الانتخابات الأمريكية ووفقا لمعدي الوثيقة الجديدة تم تعديلها في نهاية السنوات الأربع الأولى من حكم اوباما وذلك لمساعدة الرئيس الجديد او الرئيس الحالي في حال فاز بولاية ثانية على الاستعداد لمواجهة التحديات خلال تلك الولاية .

وجاء في الوثيقة الهامة التي نشر موقع " هارتس " العبري اليوم " الثلاثاء" مقاطع منها بان إسرائيل ستواجه تصدعات عميقة بين من يتمسك بإسرائيل الحلم التي أقيمت عام 1948 كجمهورية ليبرالية وبين الوزن الديموغرافي الأخذ بتعاظم لليهود المتدينين المحافظين وحركة الاستيطان .

وهناك من بين خبراء المخابرات الأمريكية وبعض محاوريهم في محتويات الوثيقة من أعرب عن اعتقاده بان التوترات بين المعسكرات الإسرائيلية ستؤدي لموجهة داخلية حتى قبل عام 2030 متوقعين ورغم هذا ان تبقى إسرائيل القوة العسكرية العظمى في المنطقة وستواجه تحديات وأخطار بشكل مستمر لكن بمستويات منخفضة .

"إضافة إلى التحدي النووي الإيراني سيشكل وزن الرأي العام العربي في إسرائيل الأخذ بالتعاظم قيدا يحد من قدرة إسرائيل على المناورة مثل الامتناع عن تصعيد النزاع مع خصومها العرب " حسب تعبير الوثيقة.

وعادت الوثيقة لتتناول الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي وسبل حل هذا النزاع وجاء في نصها بهذا الشأن " هناك تأثيرات بعيدة المدى على المنطقة لحل الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي خلال العقدين القادمين فحل هذا الصراع قد يفتح أمام إسرائيل أبوابا لعلاقات إقليمية لا يمكن تخيلها حاليا كما ستشكل نهاية الصراع مع الفلسطينيين هزيمة إستراتيجية لإيران ومعسكر المعارضة والمقاومة وسيؤدي مع مرور الزمن إلى تأكل الدعم الجماهيري الذي يحظى به حزب الله وحركة حماس ولكن إذا غاب الحل ستجد إسرائيل نفسها مضطرة لبذل الكثير من الجهود في محاولة منها للسيطرة على المجتمع الفلسطيني الذي يتمتع بحقوق سياسية محدودة إضافة إلى الغليان داخل غزة المجاورة ".

وأعربت الوثيقة عن اعتقاد معديها بان الدولة الفلسطينية قد تطل برأسها من بين حالة الإعياء والتعب الإسرائيلية العربية وارتداع الفلسطينيين والإسرائيليين من فكرة استمرار الصراع إلى الأبد ومع ذلك لا تتوقع الوثيقة الأمريكية حل الصراع بشكل كامل حتى عام 2030 وبقاء قضايا هامة دون حل مثل عودة اللاجئين والقدس ونزع سلاح الضفة .

وحسب رأي معدو الوثيقة سيتم التقدم نحو الدولة الفلسطينية خطوة اثر اخرى مثل دولة مستقلة لكن غير رسمية والقيام بخطوات احادية الجانب لكنها منسقة وفيما يتعلق بحماس فان فرص مصالحتها مع فتح ستزداد طالما استمر ابتعاد حماس عن ايران وسوريا واتجاهها نحو الحضن السني وبهذا الابتعاد ستتضاعف فرص المصالحة بين غزة ورام الله ".

وفيما يتعلق بحدود الدولة الفلسطينية قالت الوثيقة ان تلك الحدود ستقارب حدود عام 1967 مع تبادل أراضي على طرفي الخط الأخضر لكن قضايا آخري لم تجد حلها في ذات الفترة .

وحاولت المخابرات الأمريكية من خلال هذه الوثيقة بالتعاون مع خبراء ومستشارين مدنيين من الولايات المتحدة وعشرين دولة أخرى أن تضع سيناريوهات مختلفة لصورة ووضع العالم عام 2030 بعيدا عن التنبؤ لكن من خلال وضع إطار عام للتفكير والتصور وفقا للخبراء الذين وضعوا الوثيقة .

وفيما يتعلق بمستقبل القوى الغربية يرى واضعو الوثيقة العالم الغربي المعروف حاليا والذي يعاني من حالة تدهور داعين الى الاستعداد لعودة الشرق ليحتل موقعه القوي فبعد 500 سنة من العصر الذهبي للغرب توقعت الوثيقة أن تكون الولايات المتحدة عام 2030 قوة من بين عدة قوى متساوية تشكل النظام العالمي مع تحررها من ارتهانها لمصادر الطاقة الأجنبية .

وأخيرا وفي باب منطقة الشرق الأوسط جاء في الوثيقة الأمريكية بأنه وبسبب ضعف الدول العربية المتواصل ستواصل دول المنطقة غير العربية مثل تركيا وإسرائيل لعب دورا مركزيا .

ورغم إبداء رجال المخابرات الأمريكية تفهما كبيرا لخلفية نشاطات النظام الإسلامي في طهران كتبوا في وثيقتهم بأنه وفي حال استطاع النظام الإيراني الحالي النجاة وامتلاك السلاح النووي فان عدم الاستقرار ستكون سمة الشرق الأوسط مستقبلا بما في ذلك إمكانية اندلاع حرب إيرانية سعودية وانتشار التسلح النووي من السعودية التي ستشتريه من باكستان إلى مصر والأردن ودولة الإمارات العربية وتركيا .