الجمعة: 19/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

إسرائيل: التنسيق الأمني مع السلطة في حالة تدهور مستمر

نشر بتاريخ: 18/12/2012 ( آخر تحديث: 19/12/2012 الساعة: 00:12 )
بيت لحم- معا - خاطب رئيس الأركان الإسرائيلي " بني غينتس " يوم أمس " الاثنين" مجموعة من جنود الوحدات العسكرية المتميزة حضرت احتفالا اقيم تكريما لجنود تلك الوحدات طالبا ممن يخدمون في الضفة الغربية العمل باتزان وتعقل وتحكيم العقل ومعرفة تعقيدات الوضع وتصميم كبير " .

ويبدو أن طلب رئيس الأركان من جنوده التعقل والتفهم لم يكن كلاما عابرا أو جاء من فراغ بل على خلفية تدهور التنسيق الأمني مع السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية التي شهدت خلال الفترة الأخيرة حادثتين تصدى خلالهما رجال الشرطة الفلسطينية لقوات الاحتلال ومنعوها من دخول بعض المدن الفلسطينية فانسحبت هذه القوات خشية وقوع مواجهة وفقا لموقع " يديعوت احرونوت " الالكتروني " الذي أورد التقرير اليوم .

وجاء نص تقرير الموقع الالكتروني " قبل شهر تقريبا وصلت قوة عسكرية إسرائيلية إلى مدخل مدينة طولكرم في إطار عملية روتينية نفذ الكثير منها خلال الفترة الماضية لكن هذه المرة كان بانتظار الجنود مفاجئة غير سارة حيث انتشر أفراد الأمن الفلسطيني على مداخل المدينة ومنعوا القوة الإسرائيلية من الدخول فاضطرت القوة إلى الانسحاب والعودة على أعقابها ليتكرر هذا الحادث يعد يومين في مدينة جنين وهناك أيضا قررت القوة الإسرائيلية الانسحاب وألغت عملية دخول المدينة الأمر الذي نفاه الناطق بلسان الجيش الذي أكد بان الحادثتين كما وصفهما الموقع غير معروفتين لديه .

ونقل الموقع عن مصدر إسرائيلي رفيع قوله "ان قواعد وتعليمات العمل التي يعمل الجيش على أساسها تقول بان عمليات الاعتقال ليست دائما تستحق المخاطرة بتدهور الأوضاع إلى حالة مواجهة بين الطرفين لذلك يتم تأجيل الاعتقالات لوقت أخر فيما حاول مصدر امني فلسطيني شرح ما وقع من خلال رؤية فلسطينية جديدة قائلا " ما يحدث بعد 29/11 يوم رفع مكانة فلسطين إلى دولة مراقبة يختلف بالضرورة عما كان قبل هذا التاريخ وكل جندي إسرائيلي يتواجد داخل حدود 1967 هو وفقا للقانون الدولي جندي احتلال على ارض دولة محتلة ".

وأضاف الموقع " يعتبر التنسيق الأمني بين أجهزة الأمن الفلسطينية والجيش الإسرائيلي امرأ غاية في الحساسية حيث امتنع الطرفان عن الحديث المفصل حوله لكن حالة التوتر السائدة في الضفة الغربية والتي بدأت مع بداية عملية " عامود السحاب" و رفع مكانة فلسطين في الأمم المتحدة وقرار إسرائيل عدم تحويل اموال الضرائب عقابا للسلطة على توجهها للأمم المتحدة أعادت الموضوع إلى الأجندة اليومية .

وأكد مصدر امني إسرائيلي لموقع يديعوت احرونوت حقيقة تغير الوضع في الفترة الأخيرة مؤكدا في الوقت نفسه على استمرار الحوار الأمني بين الطرفين " رغم التوتر وتغير الأجواء لا زال " الحديث" الأمني الميداني بين جميع الأطراف ذات العلاقة بما في ذلك تنسيق العمليات ونقل الرسائل مستمرا ".

وأشار المصدر إلى رسالة إسرائيلية نقلت خلال الأيام الماضية للطرف الفلسطيني تحذرهم فيها من إمكانية خروج الإحداث في الضفة الغربية عن السيطرة وما يعنيه هذا الأمر من اثر سلبي على إسرائيل والسلطة ذاتها .

ووفقا للمصدر الأمني يبدو أن الرسالة الإسرائيلية قد جرى استيعابها جيدا حيث بدأت أجهزة الأمن الفلسطينية نهاية الأسبوع الماضي العمل في مواجهة المتظاهرين في الخليل وغيرها حيث طلب المتظاهرون في الخليل الجمعه الماضية الوصول إلى إحدى مناطق التماس ومواجهة قوات الاحتلال لكن الأجهزة الأمنية الفلسطينية تصدت لهم ما اثأر مواجهات بينها وبين المتظاهرين.

وتحول ضابط الارتباط الإسرائيلي التابع للواء " يهودا " المنتشر في منطقة الخليل إلى أكثر الضباط انشغالا خاصة خلال المواجهات بين الأمن الفلسطيني والمتظاهرين حيث تنقل هذا الضابط من حاجز " الشرطي " الى سطوح بيوت البؤرة الاستيطانية اليهودية في قلب الخليل دون ان يتوقف عن الحديث هاتفيا مع نظيره الفلسطيني مخاطبا اياه باللغة العربية ليعود ويتحدث العبرية مع قائد كتيبة 931 التابع للواء " الناحال " المسؤول عن قيادة القوات في تلك المنطقة اضافة الى حديثه مع قادة كبار في اللواء العسكري وذلك بهدف الحفاظ على التنسيق مستمرا ومتواصلا ولمنع انزلاق اعمال التظاهر والرشق بالحجارة الى البؤرة الاستيطانية وحين نجح بعض الفلسطينيين بالوصول إلى زقاق " الذهب" المؤدي الى البؤرة الاستيطانية استدعي الأمن الفلسطيني الى المكان .

لكن من غير الواضح إلى متى سيستمر الطرف الفلسطيني برغبته إظهار سيادته لها فان موعد الامتحان الحقيقي سيحين بعد عدة أشهر خلال أحياء ذكرى يوم الأسير والنكبة والنكسة حسب تعبير الموقع الالكتروني.

ورفض مصدر امني فلسطيني رفيع خلال حديث له مع الموقع الالكتروني التابع لصحيفة " يديعوت احرونوت " قبول التصور الإسرائيلي عن حماس قائلا " إن حماس حركة فلسطينية قائمة ونحن لا نحاربها بشكل عام وشامل بل نتصدى لبعض الظواهر فإذا خرق احد ما القانون نقوم باعتقاله بغض النظر عن انتمائه كان حماس أو فتح أو الجبهة الشعبية ".

وتسود حالة من عدم اليقين لدى الطرفين حول سبب قرار الأمن الفلسطيني العمل ضد المتظاهرين هل هو الرغبة في إعادة النظام والأمن للشوارع او عدم الحاجة وعدم الرغبة بالتعاون مع إسرائيل وهنا حاول المصدر الأمني الفلسطيني توضيح الأمور قائلا " إذا اعتقد الإسرائيليون بان أجهزة الأمن الفلسطينية هي قوات لحد الجديدة فأنهم مخطئون فالجانب الفلسطيني ليس سعد حداد او انطوان لحد بل هي جزء من منظمة التحرير الفلسطينية ".
وقال مصدر امني إسرائيلي رفيع " إذا استمر انقطاع رواتب الضباط والإفراد فان مشكلة كبيرة وجدية ستحدث لان هذا الأمر يؤثر على كافة المجالات بما في ذلك المجال الأمني ".

وأضاف المصدر الإسرائيلي الذي رفض تفصيل تأثيرات انقطاع الأموال وامتناع إسرائيل عن تحويلها " ان ضررا كبيرا قد يلحق بالتنسيق الأمني في حال أوقفت السلطة بكل كامل دفع الرواتب بسبب استمرار العقوبات الإسرائيلية وعدم تحويل الأموال خلال الأشهر القادمة ".

ووصف المصدر الإسرائيلي العقوبات الإسرائيلية بالأمر المقلق قائلا " قد تكون لهذه العقوبات أثار على إسرائيل وهناك محاولات تبذل لإجبار الحكومة الإسرائيلية على تحويل أموال الضرائب وكلي أمل بنجاح هذه الجهود ".