السبت: 20/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

أوقاف المقالة تعقد مؤتمرها العلمي "الخطاب الدعوي بين الأصالة والحداثة"

نشر بتاريخ: 26/12/2013 ( آخر تحديث: 26/12/2013 الساعة: 13:25 )
غزة- معا - أجمع مشاركون في مؤتمر علمي عقدته وزارة الأوقاف والشئون الدينية بالحكومة المقالة في فندق المتحف على شاطئ بحر غزة بعنوان "الخطاب الدعوي بين الأصالة والحداثة", على ضرورة انفتاح الخطاب الدعوي على الناس كافة وعلى العالمين قاطبة, دون انغلاق بفئة, أو انحصار بنخبة, والإيمان بمرجعية القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة، للتشريع والتوجيه للحياة الإسلامية.

جاء ذلك بحضور ومشاركة النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي د. أحمد بحر ووزيري الأوقاف إسماعيل رضوان ووزير العدل بالحكومة المقالة د. عطا الله أبو السبح إلى جانب حشد من العلماء والدعاة ووزراء الحكومة ونواب التشريعي ولفيف من الشخصيات الاعتبارية.

ودعا المشاركون إلى ضرورة احترام العقل والتفكير، والدعوة إلى النظر والتدبر في آيات الله الكونية والتنزيلية، وتكوين العقلية العلمية، ومقاومة الجمود والتقليد الأعمى للآباء أو للسادة والكبراء، أو لعامة الناس وتبني منهج التيسير والتخفيف في الفقه والفتوى, مطالبين بالموازنة بين الأصالة التي تمثل ثوابت الشرع و الحداثة التي تتمثل في متغيرات العصر، مع تأكيدنا أن الموقف من الحداثة لا بد أن يتأثر بالموروث الثقافي الديني الأخلاقي و ما اكتسبه الخلف عن السلف.

وفي كلمته أوضح بحر أن الخطاب الدعوي الناجح هو الذي يجمع بين الأصالة والمعاصرة والاستفادة من كل تقنيات العصر ليكون مؤثر في قلوب ونفوس الناس, مشيرًا إلى أن الخطاب المؤثر له أصل ثابت من خلال ربطه بالوحي وله جذور قوية من خلال تاريخ الأنبياء والدعاة والصالحين, مشددًا على أهمية استمرار الخطاب الدعوي وتغيير الأسلوب, موضحًا أن أسلوب القرآن المكي يختلف عن أسلوب القرآن المدني.

واستعرض بحر أهم شروط الخطاب الدعوي والتي أبرزها خطاب الناس على قدر عقولهم وأن يكون الخطاب قائم على بصيرة وعلم, والحكمة والموعظة الحسنة والحوار بالتي هي أحسن واستمالة قلوب الناس, وتابع :" نحن بحاجة إلى خطاب منهجي وسطي بعيد عن التطرف والغلو والتشدد".

كما وطالب بحر بضرورة الاهتمام بضحايا العولمة من الشباب في ظل خطاب دعوي مناسب يأخذ بأيديهم ويعالج مشاكلهم وترشيد استخدامهم لوسائل الاتصال والتواصل, ودعا إلى الاهتمام بالمرأة التي تقع بين الخطاب المنحرف الذي ينادي بتحررها والخطاب المتشدد الذي يمنع حقها, مطالباً بخطاب دعوي متزن يعالج مشاكل وهموم المرأة.

هذا وناشد النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي د. بحر الحكومة الفلسطينية لدعم هذا المشروع الرباني الإيماني لإعداد جيل النصر القادم.

بدوره قال وزير الأوقاف: "يأتي هذا المؤتمر شعوراً منا في الوزارة بالمسؤولية الدعوية والرسالية لأمتنا، وهو واحد من جملة مؤتمرات وأيام دراسية عقدتها الوزارة في السنوات الأخيرة والتي كان أبرزها المؤتمر العلمي (جهود الدكتور يوسف القرضاوي في خدمة الإسلام ونصرة القضية الفلسطينية), مؤتمر (فلسطين لن يطول ليل الغاصبين) وذلك بالمشاركة مع اللجنة العليا لشئون اللاجئين, والمؤتمر العلمي الذي عالج قضايا هامة متعلقة بالخطاب الدعوي بعنوان: (الخطاب الدعوي بين الغلو والوسطية) بمشاركة نخبة من العلماء وأهل الرأي.

وأضاف: "بالإضافة إلى مؤتمر نصرة القدس في الذكرى الــ 46 لاحتلالها بعنوان (لبيك يا قدس) والمؤتمر الأول لعلماء مصر وفلسطين بحضور ومشاركة نائب رئيس الوزراء المقالة ووزير المالية م. زياد الظاظا ووفد من علماء مصر برئاسة أ. د. صلاح سلطان رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية, ود. جمال عبد الستار وكيل وزارة الأوقاف المصري, والمؤتمر الثاني لعلماء فلسطين ورابطة علماء المسلمين بعنوان: (حجارة السجيل..انتصار من قلب الحصار) بمشاركة وفد من رابطة علماء المسلمين برئاسة الشيخ الأمين الحاج محمد أحمد, وأمين عام الرابطة أ. د. ناصر العمر, إلى جانب حشد كبير من العلماء والدعاة وأساتذة الجامعات ووزراء الحكومة وأعضاء المجلس التشريعي.

وتابع :"والمؤتمر الثالث لعلماء فلسطين ومصر شارك فيه وفد من قيادة الجماعة السلفية المصرية برئاسة د. سعيد عبد العظيم عضو مجلس الشورى المصري وعضو اللجنة التأسيسية للدستور, إلى جانب حشد كبير من العلماء والدعاة وأساتذة الجامعات, ومؤتمر مصر وفلسطين الدولي الرابع شارك في هذا المؤتمر عدد من علماء فلسطين و300 من العلماء والمفكرين والمشايخ المصريين.

إلى جانب استقبال رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الدكتور يوسف القرضاوي والوفد المرافق له من علماء الأمة, وعقد المؤتمر العلمي الخامس لعلماء فلسطين وعلماء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين, والقيام بأكبر حملة دعوية في تاريخ الوزارة بعنوان: (بالإسلام نحيا).

وأوضح وزير الأوقاف أن مفتاح تجديد الخطاب الديني الإسلامي هو الوعي والفهم للإسلام من ينابيعه الصافية بحيث يفهم فهمًا سليمًا خالصًا من الشوائب، بعيدًا عن تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين, مشددًا على الحاجة الماسة لخطاب يعرض الفكر الإسلامي بشكله السليم ويتضمن كل جديد يجمع بين الأصالة والحداثة، ويدعو إلى الانفتاح على العالم دون الذوبان فيه، ويحافظ على الأهداف، ويتسم بالمرونة في الوسائل، والتجديد في فهم الأصول، والتيسير في الفروع.

وذكر رضوان أن من أبرز الأسباب التي تظهر حاجتنا لتجديد الخطاب الديني الإسلامي هو التطور المستمر في الحياة وتلبية حاجات الإنسان, وحل المشكلات وإيجاد البدائل والضعف العام لأمة الإسلام ومواجهة خطر العولمة.

كما وبين أن تجديد الخطاب الدعوي لابد له من ضوابط حاكمة وهي مراعاة الاختصاص والموضوعية والتجرد من الأهواء المذمومة والاعتصام بالأصول والثوابت الإسلامية, إلى جانب الاعتراف بمحدودية العقل البشري وعدم إحلاله محل الوحي بالإضافة إلى أن يكون القصد من التجديد إصلاح الفكر الديني لدى الأمة والالتزام بأساليب اللغة العربية وقواعدها في تفسير النصوص الدينية وتأويلها والحذر من الحكم على أمر ما اعتمادًا على نص واحدٍ، وإغفال بقية النصوص الدينية التي وردت فيه.

هذا وشكر وزير الأوقاف كل من ساهم في إنجاح هذا المؤتمر

بدوره نقل د. أبو السبح تحيات رئيس الوزراء في الحكومة المقالة لكل من ساهم وشارك في هذا المؤتمر, وقال :"إن دعوة الإسلام دعوة خير وأنتم جميعا مأمورون بذلك, فنحن بحاجة للوعي الرباني المرتبط بالدعوة إلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والذي يبدأ بالأسرة منذ اللحظة الأولى".

وأضاف:" العمل في حقل الدعوة تترتب عليها تبعات, فأنتم أمام اختبار حازم وحساس, فلابد من التعمق في فهم الخطاب الدعوي والنص القرآني والحديث الشريف, والعمل على معالجة أمور الأمة", وتابع :" فالدعوة إلى الله ليست وظيفة ومصدر رزق فحسب, ولكن أن تخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد وإخراجهم من الظلمات إلى النور".

هذا ودعا أبو السبح إلى ضرورة الوعي والفهم المطلق للخطاب الديني الدعوي وربط الواقع بدين الله, مشيرًا إلى أن المؤتمر سيضيء الكثير من الزوايا ذات الاهتمام, وأضاف مخاطباً العلماء والدعاة:" انتم ورائكم مسئولية كبيرة وثقيلة ألقيت على رسولكم من قبلكم, فلا يقوم بهذه المهام إلا الرجال الذين يتمتعون بصفة الصدق والأمانة.