الخميس: 18/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

اليمن - من بنات المكلا الى الحوثيين

نشر بتاريخ: 15/02/2015 ( آخر تحديث: 15/02/2015 الساعة: 13:37 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

الشعب اليمني شعب مثقف جدا ، مسلح جدا ، طيب جدا ، وصديق جدا للشعوب العربية الاخرى وبالذات للشعب الفلسطيني . وقد كان لموقع اليمن الجغرافي سببا وجيها لتعرضه لازمات تاريخية ، فجميع الامبراطوريات الاستعمارية طمعت به غرب شبه الجزيرة العربية غربي اسيا ، ويطل على البحر الاحمر وعلى المحيط الهندي وعلى افريقيا .

ومنذ ايام قحطان الشعبي وعبد الله السلال حتى اليوم تدفع اليمن ضريبة ثقافة أهلها ووعيهم الديموقراطي وموقعها الجغرافي . مرورا بالحرب الاهلية عام 1986 وتدخل منظمة التحرير للمصالحة بين تيار علي ناصر محمد وعبد الفتاح اسماعيل ( الملقب عبد الفتاح ستالين ) ووصلا الى الحوثيين وتحالفهم مع الرئيس السابق علي عبد الله صالح .

اليمن بلاد خير وعز ، وصفها المؤرخون باليمن السعيد ، وذكرها القران الكريم بدء بسد مأرب والاقوام والحضارات البائدة ، أما أمير الشعراء احمد شوقي فقد خصّها بقصيدته " حمامتان بالحجاز حلتا على فنن " ، وتغنّى بها الاوائل ، وصلا الى فهد بلان واغنيته الشهيرة " بنات المكلا " في اشارة الى مدينة المكلا عاصمة حضرموت ، الى رحلات الحضرميين في المحيط وصولا الى اعلان جزر القمر المتربعة امام اعين موزامبيق كدولة اسلامية . اما اليوم فتدفع اليمن ثمنا باهظا سببه عوامل عدة بينها تدخلات الخليج من جهة وتدخلات ايران من جهة اخرى .

كميات السلاح الفردي بيد المواطنين في اليمن تفوق الخيال وهي اسلحة متوسطة الى ثقيلة احيانا ، كما ان سلاح العشائر اكبر واقوى من سلاح الدولة ، ومع السلاح والعشائر هناك ثقافة عالية وسط ابناء اليمن ، كما انها الدولة الوحيدة في الجزيرة العربية التي يحكمها نظام جمهوري ديموقراطي . طمعت بها الدول العظمى وسال لعاب المستعمر عليها . وحتى اسرائيل ابتزت يهود اليمن وهجرتهم الى اسرائيل وعاملتهم اسوأ معاملة ولغاية الان فضيحة قتل الاطفال المواليد الجدد من اصل يمني في الخمسينيات من القرن الماضي تعتبر فضيحة كبرى في اسرائيل .

ولان اليمن وقفت دائما مع فلسطين وأهل فلسطين ، فان فلسطين لا ترى الا اليمن موحدة ، ولا تتمنى الا الخير لاهلها الكرام الذين درّسوا طلابنا وساهموا بالغالي والنفيس من اجل القدس وعشائر فلسطين .
ان فلسطين ورغم جراحها ومعاناتها ، قادرة على التدخل لاصلاح ذات البين في اليمن ، وان قيادة منظمة التحرير قادرة على ارسال رموزها مثل عباس زكي - الذي كان سفيرا هناك - وغيره من اجل محاولة منع اية حرب اهلية او اقتتال هناك .
صحيح ان الدول العظمى قوية ، والمخططات كبيرة ، ولكن الشعوب اقوى ، وشعب اليمن مثقف ومناضل ويحتاج الى اصدقائه الان وفورا .