الجمعة: 29/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

إخوان الأردن: زمزم تسببت في انشقاقات والحلول في اسطنبول

نشر بتاريخ: 01/03/2015 ( آخر تحديث: 02/03/2015 الساعة: 21:02 )
إخوان الأردن: زمزم تسببت في انشقاقات والحلول في اسطنبول

بيت لحم -تقرير خاص معا - جرت العادة داخل حركة الإخوان المسلمين وفروعها واذرعها ان تبقى الأمور سرية وبعيدة عن الإعلام ونادرا ما تخرج أصوات معارضة لمجلس الشورى لان ذلك ووفق الأنظمة الداخلية خروج عن الجماعة يتوجب الفصل والملاحقة, الا ان تطورات الخلاف والصراع داخل الحركة في الأردن لم يعد سرا وتناقلته وسائل الإعلام الأردنية بتفاصيله.

بداية الخلاف من زمزم


كانت الجماعة قد فصلت ثلاثة من اعضاء القيادة، الا انهم اعلنوا، ثم تبنوا مبادرة اشتهرت بانها مبادرة زمزم في بداية شهر 10/2013 ، نسبة الى اسم الفندق الذي اطلقوها من احدى قاعاته. والمبادرة تدعو الى نوع من الاصلاح داخل جماعة الاردن، وايضا الى درجة من المراجعة لافكار في العمل السياسي.

ولابد ان ما حدث للجماعة الام في القاهرة، منذ سقوطها في الحالة المصرية الداخلية، كان يدعو الجماعة الفرع في عمان ان تبادر الى الاصلاح في داخلها، والى المراجعة لافكارها التي عاشت عليها عقودا من الزمان .

كان مجلس شورى حزب جبهة العمل الإسلامي انتخب في أواسط اب العام الماضي محمد الزيود (شخصية غير معروفة بالوسط السياسي الأردني) أمينا عاما للحزب بالتزكية خلفا لحمزة منصور.


ويتشكل المكتب الجديد للجماعة من علي أبو السكر نائبا أوّل للأمين العام، ونعيم الخصاونة نائبا ثانيا للأمين العام، ومراد العضايلة مساعدا للأمين العام للشؤون الإدارية، فيما تمّ اختيار موسى الوحش مساعدا للأمين العام للشؤون المالية. وكان القيادي سالم الفلاحات هو المرشح الابرز الا انه تعرض لغبن وتراجع قيادة الحركة عن دعمه وفق تصريحاته في حينه واعتبرت نتائج الانتخابات نصرا للصقور وهزيمة مدوية للحمائم واصحاب مبادرة زمزم تحديدا .


قرارات الفصل


وفي شهر4/2014 اصدرت المحكمة المركزية الداخلية في جماعة الإخوان المسلمين فرع الأردن قرارا، يقضي بفصل كل من القياديين إرحيل الغرايبة ونبيل الكوفحي وجميل الدهيسات، على خلفية مشاركتهم في مبادرة "زمزم" العام الماضي.


بتاريخ 15/2/2015 اعلنت جماعة الإخوان المسلمين في الأردن فصل 6 من أعضائها من بينهم مراقبها العام الأسبق، واعتبارهم غير ممثلين لها، ردًا على قيامهم بـ"أعمال مخالفة للقانون الأساسي للجماعة"، بحسب بيان صادر عنها


وأضاف البيان أن "القرار جاء بعد قيام مجموعة من أعضائها بجمع توقيعات ومقابلة جهات رسمية لتسجيل ترخيص جديد (لم يوضحه) باسم الجماعة، الأمر الذي اعتبرته الإخوان مخالفًا لقانونها الأساسي، ودفع مجلس الشورى اعتبار كل من قام بالفعل مفصولًا ولا يمثل الجماعة"، وقالت مصادر في جماعة الإخوان المسلمين بالأردن، إن المفصولين الستة هم مراقب عام الجماعة الأسبق عبد المجيد ذنيبات (مراقب 1994-2006)، ومنسق مبادرة زمزم رئيس المكتب السياسي الأسبق للجماعة أرحيل الغرايبة، وجميل دهيسات رئيس جمعية المركز الإسلامي "الذراع المالية للجماعة"، وعضو مبادرة زمزم نبيل الكوفحي، والقياديان شرف القضاة وأمين القضاة.

تركيا هي الحل والربط
بتراشق اعلامي واضح بين قياداتها قال مصدر مطلع في جماعة "الإخوان المسلمين" الأردنية، إن المراقب العام الأسبق للجماعة عبد المجيد الذنيبات، الذي فصله مجلس الشورى أخيرا، ذهب إلى مدينة اسطنبول التركية ظهر الخميس برفقة أربعة من قيادات الجماعة للقاء مكتب الإرشاد العالمي لجماعة الإخوان المسلمين الذي يتخذ من اسطنبول التركية مقرا له.


وتقول المصادر الصحفية إن الأربعة الذين يرافقون الذنيبات ليس بينهم أحد من المفصولين العشرة الذين اتخذ مجلس الشورى قرارا بفصلهم من التنظيم قبل أسبوع، على خلفية تقديمهم لترخيص حزب جديد باسم "جماعة الاخوان المسلمين الأردنية" إلى الحكومة ولقائهم رئيس الوزراء الأردني عبدالله النسور لذات الغرض، الأمر الذي اعتبره مجلس الشورى محاولة لشق صف التنظيم،والالتفاف على القيادة الحالية للجماعة.


ولم يحدد المصدر الهدف من توجه الذنيبات إلى إسطنبول ولقاء مكتب الإرشاد العالمي للجماعة، وماهيه الموضوعات التي سيناقشها مكتب الإرشاد العالمي مع الذنيبات الذي ما يزال لغاية الآن عضوا في مكتب الإرشاد العالمي لجماعة الإخوان المسلمين.


ولم يستبعد المصدر استجواب الذنيبات من قبل مكتب الإرشاد العالمي على خلفية سعيه لتأسيس حزب جديد باسم الجماعة في الأردن. ورجح المصدر، إمكانية فصله من عضوية مكتب الإرشاد العالمي.


وتأتي زيارة المراقب العام الأسبق للجماعة عبد المجيد الذنيبات، إلى اسطنبول بعد أسبوع من قرار اتخذه مجلس الشورى يقضي بفصله نهائيا من الجماعة مع تسعة آخرين التقوا برئيس الوزراء الاردني عبدالله النسور لترخيص حزب باسم الجماعة في الأردن.


وقال المصدر إن التسعة الآخرين المفصولين من الجماعة تبلغوا بقرار الفصل رسميا بطريقة شفوية قبل أيام من خلال أمناء السر في الشعب "الإخوانية".

هجوم ورد للمفصولين


وكان مجلس شورى الجماعة وهو أعلى هيئة قيادية، فصل عشرة من القيادات المعروفة لإدانتهم بالتواصل مع الحكومة من أجل إنشاء حزب سياسي يحمل اسم جماعة الإخوان المسلمين.


وأكدت المصادر أن المفصولين أدينوا أيضًا بتهمة المس بالمركز القانوني لجماعة الإخوان المستقر منذ عشرات السنين من خلال الدعوة لتصويب وضع الجماعة. وإلى ذلك، حمّل بيان لهذه القيادات المخضرمة، القيادة الحالية لجماعة (الإخوان) مسؤولية اتخاذ قرارات وصفها بـالمتسرعة والمتعنتة في قبول المبادرات الكثيرة والنصائح الصادقة.

وإلى ذلك، يشار إلى أنّ المراقب العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين المحامي عبد المجيد الذنيبات شنّ، أعنف هجوم على قيادة الاخوان المسلمين الحالية برئاسة همام سعيد، معتبراً أنها غير صالحة لادارة الجماعة.


وقال ذنيبات إن مكتب الشورى لا يملك محاكمته أو مساءلته لأنه لا يزال عضواً في مكتب الإرشاد العالمي ومحاكمته تخرج من صلاحياته بصورة مطلقة، أكد أنه لم يرتكب أية مخالفة تستحق المحاكمة. وأضاف المراقب الأسبق أن الأمور المنسوبة له تفتقر للمصداقية والصحة، مضيفاً: إن الأولى بالمحاكمة هو المكتب التنفيذي وعلى رأسه المراقب العام..


ووفق اكثر من خبير ومتابع يتوقع ان تتصاعد الامور بعد اتساع حجم الفجوة بين الفرقاء مما قد يؤهل لتشكيل اجسام موازية او بديلة او منشقة عن الحركة في الاردن .

متابعة محمد اللحام