الجمعة: 19/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

ثابت" تزور مخيم الرشيدية للاجئين الفلسطينيين

نشر بتاريخ: 02/03/2015 ( آخر تحديث: 02/03/2015 الساعة: 14:27 )
بيروت -معا - قام وفد منظمة "ثابت" لحق العودة بزيارة ميدانية إلى مخيم الرشيدية للاجئين الفلسطينيين؛ جنوب لبنان؛ المحطة الأقرب إلى فلسطين. ضم الوفد مدير المؤسسة سامي حمود يرافقه فريق العمل "سكرتير المؤسسة ومندوبها في منطقة صور عبد العزيز الحاج، مندوب منطقة بيروت طه يونس، ومندوب منطقة صيدا محمود عزام"؛ وذلك يوم السبت الموافق 28 شباط 2015. وتأتي هذه الزيارة ضمن مشروع أطلقته منظمة "ثابت" مع بداية عام 2015 تحت شعار "محطات على طريق العودة"؛ حيث أن الزيارة الأولى كانت إلى مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين - شمال لبنان.
ويهدف المشروع إلى إجراء سلسلة زيارات ميدانية للمخيمات الفلسطينية في لبنان على مدار العام للتأكيد على أن المخيمات هي محطات مؤقتة وحاضنة للاجئين الفلسطينيين لحين تحقيق العودة الكريمة إن شاءالله. فالمخيمات الفلسطينية بمثابة الشاهد على النكبة واللجوء، ولكن تحتاج إلى تحسين ظروف الحياة الإنسانية لسكانها مع ضرورة إقرار الدولة اللبنانية للحقوق المدنية والاجتماعية والاقتصادية للاجئين الفلسطينيين وعدم التضييق عليهم أو التحريض على المخيمات.

وشملت الزيارة إجراء لقاءات مع عدد من فعاليات مخيم الرشيدية؛ حيث التقى الوفد مع أمين سر لجنة المتابعة الأهلية في المخيم محمد الشولي "أبو هشام" الذي قدّم لنا شرحاً عن واقع المخيم من مختلف الجوانب الحياتية.

وذكر الشولي أن الواقع الاقتصادي لأهالي المخيم هو واقع ضاغط بسبب وجود حصار على المخيم منذ تاريخ 1997 وعدم السماح بدخول مواد البناء، مما انعكس سلباً على الدورة الاقتصادية للمخيم خصوصاً توقف أعمال ورش البناء بكافة أنواعها. هذا الأمر ساهم في ازدياد نسبة البطالة الذي انعكس على ازدياد المشاكل الاجتماعية، بالإضافة إلى لجوء عدد من الشباب إلى الهجرة بحثاً عن حياة أفضل.

ويعمل غالبية سكان المخيم في الزراعة كون المخيم قريب من البساتين المحيطة به وبعده عن مدينة صور، بعكس سكان مخيم البص الذي يعمل غالبيتهم في المهن الصناعية القريبة من المخيم. ويعتمد عدد كبير من أهالي مخيم الرشيدية على المخصصات العسكرية من بعض الفصائل الفلسطينية.

وذكر الشولي أن المخيم تم اختياره مع بداية عام 2012 لتنفيذ مشروع "تحسين وتطوير مخيم الرشيدية" وقد تم تنفيذ عدداً من المشاريع من قبل "الأونروا" بتمويل من بنك التنمية الألماني، ويجري العمل على استكمال مشروع إعادة الإعمار وترميم المنازل والبدء بمشروع الصرف الصحي.

أيضاً تحدث الشولي عن الدور الذي تلعبه لجنة المتابعة الأهلية والتي عرّفها على أنها لجنة مطلبية تتابع قضايا وهموم أهالي المخيم؛ وتتحرك وفق هذه الرؤية للدفاع عن حقوق وقضايا الناس على صعيد الأونروا أو الدولة اللبنانية.

ثم التقى وفد "ثابت" مدير نادي العودة ومدير موقع مخيم الرشيدية نمر حوراني "أبو محمد" الذي سلّط الضوء على واقع الشباب الفلسطيني والدور الذي يلعبه الشباب في المخيم، مع إبداء التحفظات على قضية توظيف الشباب في التجاذبات السياسية الفلسطينية. وعلى الرغم من ذلك أكّد حوراني أن الشباب الفلسطيني يمكنه لعب دوراً إيجابياً وفاعلاً ومكمّلاً للدور السياسي وليس بديلاً عنه.

وتحدّث حوراني عن الدور الذي لعبته حملة "ساعد"، وهي مبادرة تطوعية لمدة ثلاثة أشهر أطلقها مجموعة من الشباب الفلسطيني لتقديم المساعدات الإنسانية للعائلات الفلسطينية اللاجئة من سورية إلى المخيم. وقد انضم للحملة حوالى 20 شاباً متطوعاً من مختلف الانتماءات والتوجهات السياسية، وقد انتهت الحملة بعد تنفيذ عدداً من الأنشطة الإغاثية.

وانتقل الوفد إلى منزل فضيلة الشيخ أحمد اسماعيل إمام وخطيب مسجد الفاروق في المخيم وعضو رابطة علماء فلسطين، حيث أكّد الشيخ اسماعيل على أن المخيم هو منطلق لعودتنا إلى فلسطين بإذن الله، كما أثنى على دور منظمة "ثابت" لحق العودة في الحفاظ على الهوية الفلسطينية وتعزيز ثقافة العودة.

ووصف الشيخ اسماعيل واقع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان بأنه واقعاً مأساوياً، وأن أهالي مخيم الرشيدية في سجن كبير. كما رفض أن يتم إلصاق صفة "التطرف والإرهاب" بالمخيمات الفلسطينية لأن هذه المخيمات تحتضن أشرف شعب وصاحب أقدس قضية.

وطالب الشيخ الدولة اللبنانية للعمل على تخفيف المعاناة عن اللاجئين الفلسطينيين وضرورة توفير الحقوق الإنسانية لهم وخصوصاً موضوع حق التملك وحق العمل. كما أشار الشيخ إلى أن حالة الإحباط التي وصل إليها بعض الشباب الفلسطيني مردّه إلى عدم قدرتهم في الحصول على فرص عمل بعد تخرجهم.

وقد طالب الشيخ إدارة الأونروا لتحمل مسؤولياتها تجاه اللاجئين الفلسطينيين وعدم الاستمرار في سياسة تقليص الخدمات.

والأمر الإيجابي في مخيم الرشيدية هو التعاون والتنسيق بين اللجان الأهلية والشعبية والمؤسسات من أجل خدمة اللاجئين في المخيم، وايضاً وجود دور فاعل للعلماء في حل المشاكل ومتابعة القضايا الاجتماعية.

ثم زار وفد "ثابت" مقر اللجنة الشعبية في المخيم والتقى أمين سرها جمال سليمان "أبو كامل" بحضور أعضاء من اللجنة أحمد فهد ومصباح معروف. وتحدث سليمان على ضرورة الحفاظ على الأمن داخل المخيم من خلال وجود قوة أمنية تشارك فيها كل الفصائل الفلسطينية، على أن تساهم العائلات في تعزيز دورها التربوي وردع الأبناء من افتعال المشاكل.

وأشار سليمان إلى وجود إشكالية مستمرة تواجه منازل المخيم وهي مشكلة الرطوبة مما يسبّب تصدّع لأسقف وجدران المنازل بسبب قرب المخيم من البحر، الأمر الذي يزيد عدد المنازل التي تحتاج إلى ترميم والتي فاقت ال 1200 منزلاً.

أيضاً هناك مشكلة تتهدد المنازل القريبة من شاطئ البحر التي تغرق بالمياه خلال فترة العواصف، لذلك هناك حاجة ضرورية إلى بناء سد بحري للتخفيف من ضرر العواصف.

وأعرب سليمان عن عدم رضى اللجنة عن أداء "الأونروا" مع أهمية وجودها واستمرار تقديم خدماتها، حيث ذكر أن "الأونروا" تعلّل تقصيرها بعدم توفر التمويل، على سبيل المثال وجود عدد كبير من العائلات المستحقة للمساعدة الشهرية وفق شروط برنامج الشؤون الاجتماعية التي تعتمده "الأونروا".

وحول موضوع مستشفى "بلسم" التابع لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، ذكر سليمان أن المستشفى يمثّل حاجة مهمة لأهالي المخيم والمخيمات القريبة، ولكن يحتاج إلى دعم وتطوير وتزويده بالمستلزمات الضرورية والحديثة. إن غياب التجهيزات يؤثر على موضوع تعاقد "الأونروا" مع المستشفى، حيث يحصل على مبالغ أقل من المستشفيات اللبنانية الأخرى.

أيضاً أكدت اللجنة على أهمية وجود دور فاعل للشباب الفلسطيني في المخيم واستعدادها لانضمام الشباب في إطار اللجنة أو الحوار الدائم معهم دون اللجوء إلى سياسة التشويه والتحريض.

وأنهى وفد "ثابت" لقاءاته مع عضو الهيئة الإدارية لنادي الإصلاح يوسف فهد "أبو أنس"، الذي أشار إلى عدم وجود مرافق رياضية مجهّزة لاستيعاب طاقات الشباب وتقديم الرعاية للمحترفين. وأكّد على إشكالية انعكاس الخلاف السياسي الفلسطيني على الواقع الرياضي.

ثم تحدث "أبو أنس" على أهمية الدور الذي يلعبه نادي الإصلاح في تنشئة الشباب وتنظيم البرامج الرياضية، واستقبال الأندية في ممارسة أنشطتها الرياضية فوق الملعب الجديد للنادي. وأشار أن الحاجة لتأهيل الملعب تفوق قدرات النادي.

وفي ختام زيارة وفد "ثابت" إلى مخيم الرشيدية، قام الوفد بزراعة شتلة زيتون في أرض المخيم تحت اسم "شجرة فلسطين".