الجمعة: 29/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

حكومة جامو وكشمير والوحدة الفلسطينية !!

نشر بتاريخ: 03/03/2015 ( آخر تحديث: 03/03/2015 الساعة: 15:47 )

الكاتب: عبد الرزاق أبو جزر

(كمن يجمع بين القطب الشمالي والجنوبي ) وصف رئيس وزراء ولاية جامو وكشمير مفتي محمد سعيد (79) عاما ورئيس حزب الشعب الديمقراطي (حزب اسلامي) تحالفه السياسي مع حزب بهاراتيا جاناتا (حزب هندوسي) لتشكيل حكومة الولاية .
الحزبان المتنفاقضان ايدلوجيا وسياسيا توصلا لاتفاق التحالف الجديد فى الاول من مارس العام الحالي بعد شهرين من اجراء الانتخابات للجمعية العامة فى ديسمير 2014 و اسابيع من المفاوضات الثنائية بعد فشلهما في الحصول على اغلبية نيابية فى الجمعية الوطنية وعدد اعضائها (87) عضوا حيث فاز حزب الشعب الديمقراطي (اسلامي) ب28 مقعدا وحزب بهاراتيا جاناتا (هندوسي ) ب25 مقعدا
الاتفاق الوليد تم تحت عنوان (اتفاق القواسم المشتركة ) وزع الحزبين من خلاله فيما بينهما اربعة وعشرين حقيبة وزارية منها منصب رئيس الحكومة الذى تولاه مفتي محمد سعيد ونائب الرئيس الذى يتقلده حزب بهاراتيا جاناتا
خصوصية التحالف بين الحزبين تاتي من الاهمية التى تكتسبها ولاية جامو وكشمير كونها الولاية الوحيدة فى الهند ذات الاغلبية المسلمة وهي المرة الاولى التى يحصل فيها حزب بهاراتيا جاناتا الهندوسي فى تاريخه السياسي على وضع متقدم فى سدة حكم الولاية
فرغم الاختلاف الايدلوجي بين الحزبين الا انهما تمكنا خلال فترة وجيزة من الائتلاف وتشكيل حكومة مدتها القانونية ست سنوات وهي الحكومة رقم 12 فى الولاية والثانية لحزب الشعب الديمقراطي بزعامة مفتى محمد سعيد بعد الذى كان رئيسا للوزراء فى الفترة عامي 2002 و 2005
لم يستغرق اتفاق الحزبين على ما اسمياه (برنامج القواسم المشتركة ) الى سنوات عديدة من الحوار فى الداخل والخارج كي يصلا الى منتصف الطريق وتحقيق الحد الادني من المصالح؟!
فلقد قفزا عن القضايا الخلافية التفجيرية ومنها ما كان طالب به مرارا حزب بهاراتيا جاناتا بضرورة تغيير المادة 370 التى تعطي فى الدستور وضعا خاصا لجامو وكشمير وكذلك صلاحيات القوات المسلحة
وركزالحزبين على القضايا التنموية ومواجهة خطر البطالة والامية والفقر وتسوية قضية اللاجئين من باكستان فى اعوام 1947 و1965 و 1971
ويقدر عددهم 25 الف اسرة
فى مقاربة سياسية لاسس جديدة وواقعية من العمل السياسي البراغماتى واشكال وانواع التحالفات السياسية والشراكة المستندة على القواسم المشتركة وتحقيق الحد الادنى من المصالح السياسية واهمية تفهم وتقبل طبيعة وشكل وحجم التغيرات والامكانات المتوفرة يمكن ان ناخذ هذا التحالف والائتلاف كوحدة قياس منطقية وشاهد حي على مدارس العمل السياسي والحزبي الحديث والواقعي ويمثلهما فى هذه المقاربة مدرستين حزبيتين مختلفتين فكرا ونهجا ومضمونا بين الاسلامي والهندوسي !! وكيف اصبح الالتقاء بينهما ممكنا سياسيا على اساس المصالح المشتركة والتقاسم السياسي والوظيفي ؟!
هذه المقاربة الجديدة من العمل السياسي الحديث يفترض ان تشكل نموذجا اضافيا جديدا يحتذى به للقوى والاحزاب الفلسطينية ذات الايدولوجية الواحدة والافكار المختلفة !
وذلك انطلاقا من العمل الوطني المشترك لتحقيق الاهداف السياسية للكل الفلسطيني و التى باتت قاعدتها توافقية تتمثل بقيام دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس
انه امر حتمي وضرورة سياسية واجتماعية واقتصادية ان تتجسد وتنسحب هذه التجربة السياسية الحديثة على الواقع الفلسطيني من خلال اهمية وضرورة ولزومية الاتفاق على برنامج للقواسم المشتركة لمواجهة المخاطر والتحديات التى تحدق بالقضية الوطنية الفلسطينية استراتيجيا
و لقد وجب العمل و دون تاخير باطلاق مبادرة اجماع وطني شاملة شكلا ومضمونا ترسم خارطة الطريق لمستقبل فلسطيني فى عالم واقليم بات التغير فيه سمة اصيلة من سماته المعاصرة
ان فلسطين المستقبل والهدف المنشود تحتاج الى رؤية وبصيرة جامعة تكفل استمرار الروح فى جسد قضية مركزية وركنا من اركان الامن والسلم العالميين وحتي لا يحاول ايا من كان ان يستغل ضعف اللحظة لازاحتها من اولويات واهتمامات العالم الذى يشهد رياح عاتية سياسيا وجيو استراتيجيا ؟!