السبت: 20/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

خطاب نتنياهو في عيون الصحافة

نشر بتاريخ: 04/03/2015 ( آخر تحديث: 04/03/2015 الساعة: 13:50 )
خطاب نتنياهو في عيون الصحافة
بيت لحم- معا- لم يتوقف الجدل حول خطاب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام مجلسي النواب والشيوخ الامريكي حتى بعد إلقاء هذا الخطاب، وبرز الجدل الواسع الذي تركه خطاب نتنياهو في وسائل الإعلام الإسرائيلية اليوم الأربعاء، والتي تناولت الخطاب من زوايا مختلفة تبعا لسياسة كل وسيلة إعلامية.

صحيفة "يديعوت احرونوت" أبرزت التحليلات التي هاجمت الخطاب مؤكده أنه لم يأت بشيء جديد، خاصة ما ذهب إليه المحلل العسكري رون بن يشاي الذي قال عن الخطاب إنه "من الواضح أن نتنياهو يتحدث اللغة الانجليزية بطلاقة وبشكل ممتاز، وهذا أبرز ما ورد في الخطاب، فلم يستطع نتنياهو تقديم أي شيء جديد ولا أي معلومة غير معروفة، وأجزم بأن كل الحضور من الجمهوريين والديمقراطيين كانوا سيلقون نفس الخطاب قبل ان يفتح نتنياهو فمه".

صحيفة "معاريف" حاولت مدح الخطاب وحاولت القول إن نتنياهو طرح شيئا جديدا، وأن خطابه سوف يمنع توقيع الاتفاق السيئ مع ايران، مؤكدة على صحة موقف نتنياهو بتقديم الخطاب والذي أثبت من خلاله قدرة كبيرة وتأثير حسب الصحيفة، داعمة صحة هذا الموقف بوقوف أعضاء مجلسي النواب والشيوخ 20 مرة للتصفيق لرئيس وزراء اسرائيل.

موقع "والاه" العبري كان أكثر دقة في التعامل مع الخطاب والهدف منه، فمن الواضح أن نتنياهو كان يريد قطع الطريق على الرئيس الأمريكي اوباما في استخدام الفيتو ضد مجلس الشيوخ، وكان المسعى الحقيقي من خلف هذا الخطاب اقناع 15 عضوا في مجلس الشيوخ من الديمقراطيين و52 عضوا من الجمهوريين للتصويت بفتح تحقيق حول الاتفاق قبل توقيعه، وبهذا يمنع الرئيس اوباما من استخدام الفيتو، حيث ينص القانون في مجلس الشيوخ على أن تصويت ثلثي الأعضاء أي "67 عضوا" يفقد الرئيس حق الفيتو.

ويضيف الموقع أن الخطاب وما رافقه وما تبعه عمل العكس تماما، فالديمقراطيون اليوم بعد تصريحات الرئيس اوباما الذي قال عن الخطاب "إنه لم يأت بشيء جديد"، وكذلك ما صرحت به نانسي بولسي من الحزب الديمقراطي "تقريبا بكيت أثناء الخطاب الذي قدمه نتنياهو لما حمله من ازدراء لذكاء الولايات المتحدة وكذلك بعض الغطرسة، بالرغم من الدعم الكبير الذي تقدمه الولايات المتحدة والحزب الديمقراطي لاسرائيل".

هذا الموقف ومقاطعة أكثر من 60 عضوا من مجلسي النواب والشيوخ الديمقراطيين وكذلك الهجوم الذي تعرض له نتنياهو بالتحالف العلني مع أحد الأحزاب في الولايات المتحدة على حساب الحزب الثاني، والذي لم يسجله أي رئيس وزراء في تاريخ اسرائيل، قاد بشكل كبير لعكس ما كان يهدف نتنياهو من هذا الخطاب، ومحاولته التي جاءت متأخرة جدا في بداية الخطاب بتأكيده على العلاقات مع الحزب الديمقراطي وما يقدمه الحزب من دعم لاسرائيل لن تشفع له، فمن الواضح أنه فشل بشكل كبير في اقناع 15 عضوا من مجلس الشيوخ الديمقراطيين بالخروج في موقف ضد رئيسهم، خاصة بعد كل هذا الجدل الذي رافق الخطاب.