الجمعة: 29/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

موقف السلطة وقصة ابريق الزيت

نشر بتاريخ: 02/04/2015 ( آخر تحديث: 02/04/2015 الساعة: 14:38 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

موقف السلطة الفلسطينية من حرب اليمن تشبه قصة ابريق الزيت ، فنحن لا موقف لنا من الاحداث الداخلية في اليمن حيث ( الحوثيين وتحالفهم مع علي عبد الله صالح وايران ) و( اولاد الاحمر وتحالفهم مع الاخوان المسلمين ) و( القاعدة التي بدأت تهاجم عدن ) والرئيس عبد ربه منصور هادي حليف السعودية والخليج ،
في نهاية السبعينيات نشبت حرب بين صدام حسين والخميني ( العراق وايران ) ، وكانت القصة تشبه اليوم تماما ، اصطف العرب مع صدام ضد ايران واستمرت حرب طاحنة بكل معنى الكلمة لعشر سنوات قتل فيها الملايين ودمر الجيشان بعضهما بكل لؤم وقسوة ، وبعد ان انتهت الحرب فورا قامت امريكا بقصف الفائز ( العراق ) وحطمت جيشه وغزت بلاده وجعلته عبرة لكل العرب .

وبعد ان سكتت امريكا على الحرب واستنزفت موارد العراق وقايضته النفط بالطعام انهت اسطورة الجيش العراقي ، ثم قامت امريكا باستدراج ايران  وحاصرتها واستنزفتها حتى اخذتها الى طاولة المفاوضات .
في الحرب العربية الدائرة اليوم ، امريكا تقف مع السعودية ومصر وباقي الدول العربية حتى ينهزم الحوثيون ، وبعدها سترهق السعودية بجميع انواع صفقات السلاح وتبادل النفط بالسلاح ، حتى اذا صار ذلك تشتعل معارك داخلية . فينهزم المنتصر ويصبح مثل المهزوم .

ومثلما فعلت مع ياسر عرفات وحسني مبارك ومعمر القذافي والاسد وهكذا دواليك ، تستمر امريكا في نصرة الجبهة ضد جبهة النصرة ، ثم تدعم الاخوان ثم تحاربهم ثم تحارب القوميين ثم تدعمهم ، ثم "تلعن ابو " الجميع بلا رحمة .

موقف السلطة غير مؤثر اساسا ، فلو قال الرئيس عباس للسعودية ومصر ودول النفط في القمة العربية ، نعم . ( هو قال نعم كبيرة جدا ) ،  فذلك خبر عادي لا تأثير له على الصعيد العسكري ولا المالي ولا اللوجستي ، واذا قال لا ، فيسعاقب عقابا شديدا مثلما عاقبوا عرفات في حرب الكويت ولغاية الان ندفع ثمن ذلك .

الكبار فرحون كطفل في محل الهدايا ويريدون اللعب بالنار ، يريدون تجربة القصف والمعارك امام بيوتهم وفي مدنهم ، ونحن ننظر بحسرة لاننا نعرف بعد المعارك ماذا سيحدث ، وكيف سيدير العالم ظهره للغالب وللمغلوب على حد سواء . وسيصبح الطرفان في حالة تسوّل للمواقف الدولية .
من انتصر في حرب ايران العراق ؟
من سينتصر في حرب اليمن ؟
لا احد ، سوى شركات السلاح وتجار الحروب . فالشعوب والدول ترقى وتنمو بالمصانع والعلوم وليس بالمخابرات والحروب . ودول امريكا اللاتينية خير دليل على ذلك .
مرة اخرى انها قصة ابريق الزيت ، ونادي الحروب دائما يرحب بالعرب الاغنياء الاغبياء ، اهلا وسهلا بالزبائن الجدد .
قال الشاعر العربي مظفر النواب قبل 30 عاما : اقتتلوا بسيوف السنة والشيعة والعلويين وحتى المنقرضين . فما اتفهكم .