الجمعة: 19/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

بديل "الاترامال" ينتشر في غزة ومختصون يحذرون

نشر بتاريخ: 17/04/2015 ( آخر تحديث: 03/04/2020 الساعة: 05:09 )
بديل "الاترامال" ينتشر في غزة ومختصون يحذرون
غزة- تقرير معا - لجأ شبان غزيون في الآونة الأخيرة إلى استخدام حبوب بديلة عن "الاترامال" وهي حبوب مخدرة، التي شحت في قطاع غزة بعد حملات عديدة نفذتها الأجهزة الأمنية في غزة، وقيام السلطات المصرية بإغلاق أنفاق التهريب مع رفح، في الوقت الذي حذر فيه عديد الاطباء والصيادلة والمختصين في حديث لـ معا من خطورة هذا الدواء حيث يُمنع بيعه دون وصفة طبية لخطورته على انسان غير مريض وليس بحاجة له.

وعلمت معا من صيادلة أن وزارة الصحة بقطاع غزة عممت على جميع الصيدليات منع بيع هذه الحبوب "ليركا" دون وصفة طبية "روشيته" من طبيب وإدراجها ضمن المواد المخدرة.

والتقى مراسل معا عددا من الذين تناولوا حبوب "ليريكا" وسألهم حول استخدام هذه الحبوب ... وتتحفظ معا على نشر أسماء متعاطي ليريكا والصيدليات التي أفصحت عن هذا الموضوع.

الشاب أحمد في الثلاثينات من العمر يقول:" علمت عن حبوب ليريكا من الأصدقاء وكان لدي فضول لتجريبها لكن بعد تناولي لها تقيئت واصابتني دوخة ولم أعد أتناولها".

أما متعاط آخر ويدعى هاني يقول :"هذه الحبوب تحسن المزاج وتطيل العملية الجنسية بدل الاترامال المفقود".

الصيدلي "أبو خالد" عبر عن استغرابه من انتشار هذه الحبوب بين أوساط الشباب بطريقة جنونية دون معرفة أضرارها والتي هي بالأصل تمنع التشنجات ويستخدمها أطباء العظام والأعصاب.

وقال "أبو خالد" الذي رفض الكشف عن اسمه :" كانت تباع هذه الحبوب بدون "روشته" لكن بعد انتشارها صدر قرار من وزارة الصحة بمنع بيعها إلا بـ"روشته" وتم إدراجه ضمن المواد المخدرة منذ أسبوع".

وأضاف "عدد من الشباب من سن 17 إلى 25 عاما كانوا يصلون الى الصيدلية ويريدون "ليريكا" دون الانتباه لمخاطرها ورفضنا بيعهم اياها".

صيدلي آخر يقول :"إنه قبل قرار وزارة الصحة كانت إحدى الصيدليات تبيع قرابة الـ 50 شريط "ليريكا" يوميا، مضيفا أن سعر الحبة 10 شيقل".

من ناحيته، أشار أسامة الدماغ مدير شركة "ميدي هيلث" للتوريدات الطبية إلى خطورة بيع حبوب ليريكا للشبان دون ورقة من الطبيب.

وأوضح الدماغ لمراسل "معا" أن جزء من هذه الحبوب تأتي بطرق رسمية عبر معبر كرم أبو سالم وآخرى تأتي عبر أنفاق رفح.

وحول أسعار ليريكا، قال :"السعر حسب العيار هناك حبوب اجنبية يتراوح سعر الشريط بين ال 85 الى 120 شيقلا، والمحلي من 35 الى 70 شيقلا، أما المهربة عبر الانفاق يصل سعر الشريط ل 100 شيقل".

الدكتورة خضرة العمصي القائم بأعمال مدير وحدة الطب النفسي في وزارة الصحة تقول :" ليريكا عبارة عن مصنع دوائي يستخدم لحالات التشنج ولا يعمل على الشفاء ولكن يعمل على التحكم في نوبات التشنج التي يعاني منها المريض"، مضيفة" لا يمكن لأي مريض أخذ ليريكا بدون استشارة الطبيب كما أنه لا يمكن لأي مريض يأخذ ليريكا ويتوقف عنه فجأة دون الرجوع للطبيب".

وتابعت في حديث لمراسل "معا" :" حبوب ليريكا غير مستخدمة في وزارة الصحة ولكن يتم استخدام أدوية اخرى ضد التشنج وفرتها الوزارة".

وأوضحت العمصي أن ظهور استخدام هذه الحبوب من خلال توصيات أطباء في عياداتهم الخاصة لحالات الصرع بالإضافة إلى أنه مسكن لآلام الاعصاب.

وأكدت العمصي وجود آثار سلبية لحبوب ليريكا حيث تؤثر على خلايا الدماغ وفقدان الاتزان وفي حال إدمان الشخص عليها لا يستطيع الاقلاع عنها.

وحول لجوء الشباب لـ"ليريكا"، قالت العمصي:" الاترامال مسكن قوي وعندما فقد من الاسواق بعد اغلاق الانفاق أصبح الشبان يبحثوا عن بديل لأنه عندما تنتهي مفعول حبة الاترامال في الجسم يعطي نتائج عكسية على الانسان حيث تصاحبه آلام شديدة في الجسم واكتئاب ويعمل تشنجات".

وأضافت :"لمعالجة أي شخص من الاترامال عليك إعطاءه مسكن للآلام الناتجة عن نقص الاترامال واعطاءه أدوية تحسن المزاج مثل مجموعة الـ"ليريكا" ومضادات الصرع وهذه مسكنة للآلام ومحسنة للمزاج".

وأشارت العمصي إلى أنه في الآونة الأخيرة زاد الطلب على المساعدة للتخلص من الاترامال لسببين أولا لصعوبة الحصول عليه بالإضافة إلى الظروف المادية.

ورفضت العمصي الحديث عن أرقام المدمنين نتيجة لعدم وجود ارقام محددة وصحيحة.

وحذرت الشباب من تناول حبوب الــ"ليريكا" لأنه في حال الادمان يصعب التخلص منه.

وحول أسباب انتشار هذه الحبوب وغيرها، أشارت إلى أوضاع المواطنين الاقتصادية وخاصة الشباب الذين يعيشون ظروف اقتصادية صعبة وارتفاع نسب البطالة في صفوفهم وانغلاق الافق السياسية.

وكانت اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار قالت في تقرير لها:" إن 90% من سكان قطاع غزة وخاصة بين فئة الشباب والخريجين يعيشون تحت خط الفقر".

وذكرت اللجنة الشعبية أن القطاع المحاصر إسرائيليا منذ العام 2006 ويسجل أعلى نسبة فقر بسبب تصاعد نسبة البطالة بشكل حاد بعد العدوان الإسرائيلي الذي استمر 51 يوماً والذي خلف مئات المصانع والمؤسسات المدمرة وتعطل العاملين فيها.

وشددت على تصاعد نسبة البطالة بشكل كبير تجاوزت الـ65% في حين وصل معدل دخل الفرد اليومي نحو 1 دولار (خط الفقر المتعارف عليه عالمياً دولار واحد في اليوم للفرد).

تقرير: أيمن أبو شنب