الخميس: 28/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

"ذهب" غزة في دائرة مغلقة

نشر بتاريخ: 20/04/2015 ( آخر تحديث: 03/04/2020 الساعة: 05:09 )
"ذهب" غزة في دائرة مغلقة

غزة-تقرير معا -بينما تتقدم المهن الصناعية في الدول المتقدمة بخطى متسارعة مازال قطاع غزة يخطو خطوات بطيئة وتكاد تكون بدائية في صناعة الذهب الذي يفتقر الى وجود آلات وماكينات تواكب التطور في صناعته اما عن الاستيراد فيعتمد على عمليات التهريب في ظل الاغلاق والحصار المتواصل.

نقيب تجار الذهب في قطاع غزة محمود عطوة اوضح ان الاقبال على شراء الذهب ضعيف جدا مبينا ان استمرار الاغلاق وتردي الاوضاع الاقتصادية وعدم وجود رواتب اثر على العملية الشرائية في القطاع مبينا ان عدم وجود المال بين ايدي المواطنين وغلاء قيمة الذهب ادى الى رغبة الناس في شراء الذهب الخفيف الذي يعتمد على الشكل".

وبين عطوة ان قطاع غزة يعتمد بالدرجة الاولى على الصناعة المحلية التي تعتبر نوعا ما متطورة ولكن امكانياتها وجودتها تعتبر ضعيفة ونسبة المستورد تصل الى 25%.

وحول انتاج المصانع في قطاع غزة اشار عطوة الى انها تنتج في السنة من طن الى طن ونصف من الذهب بينما يتم استيراد من 100 الى 150 كيلو من الخارج.

تهريب الذهب:

وعن استيراد الذهب اكد عطوة ان الذهب يدخل الى قطاع غزة عن طريق عمليات التهريب بسبب الحصار والإغلاق وارتباط اقتصاد قطاع غزة والضفة الغربية باقتصاد الاحتلال وفق اتفاقية باريس.

وبين عطوة ان عملية تهريب الذهب تعرض التجار احيانا لمخاسر كبيرة وأحيانا يتم مصادرتها او سرقتها.

وفي الدول المتقدمة ترتبط ببنك مركزي لبيع الذهب بأسعار عالمية بينما تخضع اسعار الذهب في قطاع غزة الى مراحل التهريب التي يتم من خلالها لذلك يكون سعر الشراء في غزة اغلى من السعر العالمي وهنا تاتي مسئولية الحكومة التي لم تأخذ على عاتقها توفير الذهب للتجار.

ياسر حبوب تاجر مجوهرات في سوق الذهب اوضح ان الحكومة لا تحاسب التجار عن الطريقة التي يتم فيها ادخال الذهب طالما انه سيتم دمغه في فرع الدمغة وزارة التموين ويقول:" روح جيب الذهب من أي مكان بس ما ينزل دكانتك الايجي عندي على الدمغة انا اراقبه واخذ ضريبة".

وبين انه حتى هذا العام مازالت مشكلة استيراد الذهب لم تحل ويتم تهريبها من قبل مهربين سواء من دبي او تركيا او الاردن او مصر الى قطاع غزة حيث تبلغ تكلفة نقل الذهب الى غزة مع الدمغة ثلاث دولارات لكل غرام ذهب.


40 مصنعا للذهب

ويوجد في قطاع غزة 40 مصنع لصناعة الذهب تم تصنيف 35 منها كورش والباقية تعمل في صنف واحد من اصناف الذهب في ظل عدم وجود الات وماكينات حديثة تواكب العصر وعدم وجود المواد الخام اللازمة

وتعتبر صناعة الذهب في غزة متأخرة مقارنة بمدينة الخليل التي تصنع 65% من الذهب الفلسطيني وياتي ترتيب قطاع غزة في المرتبة الاربعة عشرة على مستوى المحافظات الخمسة عشر التي كانت تعتبر الاساس في صناعة الذهب حتى العام2000.

تأخر صناعة الذهب:
وبين حبوب ان اعتماد التجار على عملية الوراثة في نقل مهنة الذهب واحتكار المهنة لدى بعض التجار ادى ذلك الى عدم تطور مهنة الذهب بالاضافة الى ان هذه المهنة لم تدخل ضمن المهن الصناعية.
وقال حبوب:"أي صاحب مصنع في غزة لم يطور من نفسه ومن ادواته كما انه لن يقبل بان يعمل لديه عمال خوفا من عمليات السرقة لذلك فهو يميل الى توريث ابنه هذه المهنة".

حجم الذهب في غزة:
وبين حبوب ان هناك انخفاض في مخزون الذهب في قطاع غزة بسبب عمليات التصدير التي كانت تتم حتى العام 2006 مبينا ان كميات الذهب التي كانت في القطاع لا يتصورها العقل مبينا ان ارتفاع اسعار الذهب في تلك الفترة وإقبال الناس على البيع طمعا في الربح اتاح للتجار صب كميات من الذهب في قطاع غزة وبيعها في دبي ما ادى الى انخفاض مخزون الذهب.

من جانبه اكد جمال مطر مدير عام مديرية الدمغة التابعة لوزارة التموين في قطاع غزة أكد انه لا توجد معلومات احصائية حول حجم الذهب الموجود في قطاع غزة مؤكدا ان توفر معلومات في هذا الصدد شبه مستحيلة.

وحول عمليات الدمغ اوضح مطر ان كافة انواع الذهب التي يتم تصنيعها في غزة يجب ان تخضع للدمغة من قبل المديرية حيث تقوم بأخذ عينات لفحصها وفي حال مطابقتها للمواصفات يتم دمغها مشيرا الى أن كافة انواع الذهب يجب ان تخضع للدمغة بغض النظر عن مصدرها.

وقال:"تتسلم المديرية الذهب من التجار ويتم تحويله الى اقسام العمل الفني من اجل تحديد عياره السليم بعد فحصه ومن ثم دمغه وتسليمه مرة اخرى لعرضه في الاسواق".

وشدد مطر انه في حال ثبت لدى فرق التفتيش عدم دمغ المجوهرات وعرضها للبيع فانه يتم مصادرة الكمية والتحفظ عليها وعرض التاجر على النيابة العامة.

وأشار الى ان تكلفة الدمغة 75 فلسا على كل جرام من الذهب أي ما يعادل 75 دينار على الكيلو جرام من الذهب.
وللمديرية العامة لدمغ ومراقبة المعادن الثمينة اربع فروع في الاراضي الفلسطيني في غزة ورام الله ونابلس.

وتنتشر محلات الذهب في قطاع غزة في سوق الذهب المعروف باسم سوق القيسارية وهو ممر ضيق مغطى يقع في الحي القديم في مدينة غزة , وهو مركز لتداول وشراء الذهب , وموقع لصرف العملات الأجنبية يعمل في هذه المهنة ما يقارب الـ200 تاجر.


هدية الغول