الخميس: 28/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

الخليل قلعة الاقتصاد بريادة غرفة متميزة

نشر بتاريخ: 20/04/2015 ( آخر تحديث: 20/04/2015 الساعة: 13:25 )
الخليل قلعة الاقتصاد بريادة غرفة متميزة

الخليل - معا - مارس سكان الخليل الصناعة منذ القدم، انتشرت الصناعة اليدوية فيها، وسُميت بعض احياء الخليل القديمة، بأسماء هذه الحرف، مثل سوق سكافية وسوق اللبن وسوق الذهب وحارة القزازيين -الزجاج-، وللخليل شهرة في صناعة الاحذية ودباغة الجلود والفخار والخزف والنسيج والصناعات الخشبية والخزف والعديد من الصناعات الغذائية والمعدنية، كما ان اهل الخليل يعتبرون من أمهر التجار في فلسطين، وتنتشر الاسواق التجارية فيها بكثرة ويُخيل للمتسوقين بأن المدينة سوقاً تجارياً كبيراً.

وعلى الصعيد الزراعي عرفت الخليل منذ القدم بأنها مدينة تحيط بها الأراضي الزراعية من كل جانب واشتهرت في زراعة العنب والتين واللوزيات والزيتون وتزرع الحبوب، كما وتضم عددًا كبيرًا من الثروة الحيوانية، وبها نحو 31% من هذه الثروة في الضفة الغربية، ومن أهم أنواع الحيوانات الماعز والضأن والأبقار الحلوب، وهي تمثل موردًا اقتصاديًا هامًا.

وبناء على ما تقدم، "كان لزاماً على أهل الخليل، انشاء جسم يُعنى بالتُجار والصُناع والزُراع فيها، ويساعدهم ويحمي مصالحهم، فتم إنشاء غرفة تجارة وصناعة محافظة الخليل في العام 1953، بجهود ذاتية ومتواضعة، واستمرت على هذا الحال لعقود مضت، حتى نجحت ادارة الغرفة بالنهوض بها لتصبح نموذجاً بين الغرف الفلسطينية والعربية ". هذا ما قاله رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة محافظة الخليل المهندس محمد غازي الحرباوي.

وأضاف المهندس الحرباوي:" منذ تسلمت الهيئة الادارية الحالية مهام عملها أخذنا على عاتقنا، خدمة أعضاء الغرفة الذين منحونا ثقتهم، في شتى المجالات الصناعية والتجارية للعمل على النهوض بالاقتصاد الوطني وتنميته قدر الامكان وحماية مصالح أعضائنا".

من هو المهندس محمد غازي الحرباوي


المهندس محمد غازي الحرباوي، حاصل عى شهادة البكالوروس في هندسة الكهرباء، وقد عمل لعدة أشهر في بلدية الخليل في العام 1985، وترك العمل بسبب مماطلة التوظيف في البلدية في حينه، ثم افتتح محلاً لبيع الذهب بالشركة مع شقيقه، ولسنوات طوسة عمل على تنظيم مهنة صياغة الذهب، ثم انتخب رئيساً للاتحاد الفلسطيني للمعادن الثمينة عام 1999، وشغل منصب نائب رئيس ملتقى رجال الاعمال الفلسطيني في العام 2004، وفي العام 2008 انتخب رئيساً للملتقى، وفي العام 2011، استقال من رئاسة الملقتى ويخوض انتخابات الغرفة التجارية، كرئيس لكتلة اقتصاد بلدنا، ويفوز برئاسة الغرفة.

وقال المهندس الحرباوي خلال مقابلة مع مراسل معا في الخليل:" حتى نستطيع في الغرفة تحقيق أهدافنا، قمنا برسم السياسات ووضع الاستراتيجيات، للنهوض بالغرفة وواقع اعضائها، حيث تم استحداث أقسام ادارية حديثة مختلفة في الغرفة، لتسهيل خدمة التجار والصناعيين وتزويدهم بالمعلومات التي تساعدهم في اتخاذ القرارات الاقتصادية السليمة".

وتابع :" رسالتنا هي: غرفة متميزة الاداء وبمستوى عالمي، تمثل القطاع الخاص بكفاءة وفعالية، وتساهم في قيادة التنمية المستدامة في المحافظة وبمسؤولية مجتمعية. وتقديم الخدمات الابداعية لمجتمع الاعمال والدفاع عن مصالحه من خلال كوادر مؤهلة وبمواكبة احدث التقنيات لتحقيق بيئة اعمال مناسبة وتحسين قدراته التنافسية".

وأوضح ان الغرفة لها دورا نشط وفعال في تزويد التجار ورجال الأعمال بكافة المعلومات التي من شأنها أن تسهل أعمالهم وخاصة تلك المتعلقة بالمعلومات الاقتصادية والتجارية على كافة أنواعها من معارض تجارية متخصصة وعناوين تجارية خارجية، وهذه الخدمات تساهم في تسهيل حركة التبادل التجاري وإنشاء المشروعات الاقتصادية.

خلال خوضكم انتخابات الغرفة 2011، كان شعاركم البلدة القديمة واعادة الحياة لها، بعد مرور 4 سنوات اين انتم والبلدة القديمة؟

يقول المهندس الحرباوي:" اعادة الحياة التجارية والاقتصادية لما كانت عليه في البلدة القديمة قبل مجزرة الحرم عام 1994، كانت نصب اعيننا، حتى قبل وصولنا الى رئاسة الغرفة التجارية، وخلال عملنا في الغرفة قمنا بإعداد الدراسات الاستراتيجية وجداوى اقتصادية خاصة باعادة الحياة الطبيعية الى مركز الخليل التجاري، وقدمناها الى الحكومة الفلسطينية".

واستطرد قائلاً:" كان من بين المقترحات، اقامة منطقة تجارة حرة، وقدمنا هذا المقترح للحكومة، لكن لغاية الآن لم يردنا اي تعقيب من الحكومة".

وأضاف:" بعد سلسة الاحداث التي وقعت في منطقة باب الزاوية وسط الخليل التجاري، كان لزاماً علينا التدخل كغرفة لحماية هذه المنطقة من التفريغ وانهيار الوضع الاقتصادي فيها، ورحيل سكانها وتجارها كما حدث في البلدة القديمة من الخليل، بفعل الاجراءات الاسرائيلية، وتمكنا من حماية هذه المنطقة".

المنطقة الصناعية باتت قاب قوسين أو أدنى

تشكل نسبة القوى العاملة المشاركة في الخليل ما نسبته (46.6% ) وتمتاز هذه القوة العاملة بالكفاءة والمهارة، حيث تدعمها 3 جامعات وكلية، تُخرج كل عام افواجا من المهندسين والفنيين والإداريين والمحاسبين وغيرها من التخصصات التي يحتاجها السوق، وحجم البطالة فيها يزيد عن 21% من حجم القوة العاملة.

يقول رئيس مجلس إدارة غرفة الخليل:" محافظة الخليل كبيرة جداً وفيها نسبة سكان عالية، وفيها تنوع في مصادر الدخل في القطاع الزراعي او الخدماتي او الصناعي اوالتجاري، من هذا المنطق نحن في غرفة الخليل حريصون على اقامة المنطقة الصناعية لضخ استثمارات جديدة تساهم في استيعاب الايدي العاملة، والعدد الكبير من الخريجين لرفع مستوى المعيشة في المحافظة".

وأضاف:" بدأنا في انشاء الشركة المطورة للمنطقة الصناعية، وتم اعداد النظام الداخلي ونحن بصدد عمل دراسة جدوى اقتصادية أولية لهذه المنطقة وتقديمها للشركاء الإستراتيجيين، وحصلنا من الجانب الاسرائيلي على موافقة لإقامة منطقة صناعية على مساحة تقدر بحوالي 2400 دونم من مناطق (C) في محافظة الخليل".

وأكد على أنه اذا ما تم بناء المنطقة الصناعية، وأتيحت الفرصة للاستثمار في قطاع الصناعة، فإن الخليل ستشهد خلال 10 سنوات تطور صناعي كبير جداً، على اعتبار ان طبيعة رجل الاعمال الخليلي جريء ومغامر ومحدث، يبحث باستمرار على التجديد وايجاد الجيد للعمل به وتوفير فرص عمل لابنائه، فهو يبحث عن ديمومة صناعته.

مضيفاً:" الخليلي، يُعلم ابنائه، لينضموا له في العمل بعد انهاء الدراسة العلمية، ليطوروا صناعتهم، وهذا ما نشهده على أرض الواقع من التطور الهائل في الصناعات الوطنية، واستخدام التكنولوجيا الحديثة، وهناك نهضة في قطاع الخدمات وقطاع البلاستيك والصناعات المعدنية والمعادن الثمينة وقطاع الحجر والرخام".

على الرغم من التطور للصناعات والشركات الخليلية، الا أنها عائلية، وهناك عدد قليل من الشركات مساهمة، وإن كانت مساهمة تبقى في إطار العائلة الواحدة؟

يقول المهندس محمد غازي الحرباوي:" الشراكة العائلية موجودة في كافة دول العالم، وهناك أمثلة كثيرة على تلك الشركات ونجاحتها، لكن بدون شراكات وتضافر جهود لا يمكن اقامة مشاريع كبيرة، كل ما نحتاجه هو حوكمة لهذه الشركات واستمرارها وتنميتها، ليس عيباً أن تكون الشركة عائلية، والمطلوب ان يتم حوكمة هذه الشركات قبل ان تتفكك، لدينا شراكات عائلية في الخليل وصلت للجيل الثالث وفق أسس علمية، ونأمل بأن تستمر هذه الشركات جيلاً بعد جيل".

مقابلة: محمد العويوي