الجمعة: 19/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

دردشات

نشر بتاريخ: 28/04/2015 ( آخر تحديث: 28/04/2015 الساعة: 13:38 )

الكاتب: بهاء رحال

أزيل الستار قبل أيام وعلى لسان أحد اهم رجال السياسة في حركة حماس الدكتور أحمد يوسف ، أن هناك دردشات بين حركته وحكومة الاحتلال حول مواضيع كثيرة منها الميناء البحري الذي يجري الحديث عنه للتخفيف من وطأت الحصار على قطاع غزة او قضايا أخرى متعلقة بترتيبات هدنه طويلة المدى وما الى ذلك مما خفي ومما كان أعظم ، ولم يفصح اكثر السيد يوسف حول المواضيع الاخرى التي يجري الحديث حولها في هذه الدردشات ، والى أي نقطة وصلت وما هي القضايا التي جرى التوافق عليها وما هي القضايا التي لا زالت طور الدردشة والى أي مدى سوف تستمر وماذا يمكن ان ينتج عن هذه الحوارات (الدردشات) ، ولكن ليس هذا المهم برأيي ، الشيء الأهم هو التوقيت الذي اعلنت فيه حماس عن هذه الدردشات والشكل الذي جاءت به وهذه الضبابية التي تلف الموضوع برمته ، ثم على ذات النسق من الأهمية تأتي الخطورة الحقيقة التي تستهدف وحدة التمثيل الفلسطيني والتحايل على المواقف ومحاولة فتح خطوط حوار جانبية بعيداً عن منظمة التحرير الفلسطينية التي وحدها من يملك الحق في التفاوض حسب ما أقرته كل المرجعات الفلسطينية وعلى رأسها المجلس الوطني الفلسطيني وما دون ذلك يعتبر فاقداً للشرعية والأهلية الوطنية ، ولكن علينا أن نأخذ الأمر على محمل كبير من الجدية في محاولة وقف هذه المهاترات التي يجري الحديث بها بصورة مضللة وبتلاعب في الكلمات والمصطلحات ، فهذا النوع من الخداع معيب خاصة عندما تكون القضية بحجم وطن ، فهذه طريقة اللصوص في الدهاء والمكيدة ، أما عندما يتعلق الأمر بمصير شعب وقضية وطن فلا يمكن أن نسكت على دردشة هنا ودردشة هناك ، ولا يمكن أن نصمت ونحن نرى بعض المهاترات الغبية في دردشات فاقدة للأهلية وتعبر عن دونية في الفهم السياسي العام وفي احترام رأي الشعب والمواطن وتلوث صورة الوطنية الفلسطينية .

الدردشات التي أفصح عنها أحمد يوسف بين حركة حماس وحكومة الاحتلال معيبة بكل المعاني والمقاييس ، وهي دلالة أخرى على رؤيا حركة حماس الضيقة التي لا ترى بمنظار وطن بل برؤيا حزبية قائمة على تحقيق مكاسب للحركة وفقط ولا تتعدى حدود الوضع الراهن ، وهذه المراهقة السياسية التي تقوم بها حماس ما هي إلا مغامرة غير محسوبة تحاول بها تجاوز سقوط تحالفاتها وما منيت به من خسائر في الفترة الاخيرة نتيجة تخلف سياساتها وضعف رؤيتها وعدم وفائها لحلفائها مما افقدها الكثير من سبل الدعم التي كان تحصل عليه في السابق ، ولهذا فإنها تحاول الدخول في هذا النوع من قنوات الاتصال المفتوحة بينها وبين حكومة الاحتلال والذي سيؤدي الى عواقب قاسية اذا ما عادت الى رشدها والتزمت بالقرار الفلسطيني وبالمرجعيات الوطنية وأن تكف عن نظرتها الحزبية وأن توقف هذا التلاعب الذي يضر بالقضية الفلسطينية ويضعها أمام حرج دولي وإقليمي سوف تستغله حكومة الاحتلال لخدمة مصالحها الاستيطانية والتوسعية والتهويدية .