الجمعة: 29/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

قاصران يرويان تفاصيل تعرضهما للضرب

نشر بتاريخ: 24/05/2015 ( آخر تحديث: 25/05/2015 الساعة: 14:50 )
قاصران يرويان تفاصيل تعرضهما للضرب
رام الله- معا- كشف مركز أحرار للأسرى وحقوق الإنسان عن تفاصيل تعرض قاصرين فلسطينيين اثنين للضرب والمعاملة غير اللائقة أثناء اعتقالهما من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي قبل أكثر من عام، وتعرضهما للتهديد أثناء التحقيق معهم من قبل المحققين.

جاء ذلك على لسان القاصرين مصلح حاتم عديلي (17 عاما)، وسيف أنور عديلي (17 عاما) من قرية أوصرين قضاء نابلس، واللذين اعتقلا في سجون الاحتلال قبل قرابة عام وأفرج عنهما مؤخرا بعد انقضاء محكومياتهم.

وقد روى القاصران لمركز "أحرار" للأسرى وحقوق الإنسان ما جرى معهم خلال الاعتقال والتحقيق وفي مرحلة وجودهم داخل السجون الإسرائيلية.

ويتحدث القاصر مصلح حاتم عديلي عن ذلك ويقول: جاءت قوات الاحتلال لمنزل شقيقتي لاعتقالي بتاريخ 23 4 2014 قرابة الساعة الثانية والنصف ليلا ، ولم أكن موجود هناك فتركوا استدعاء لي لمقابلتهم، فتوجهت أنا ووالدي للإرتباط فتم احتجازي وأخبروا والدي أنني معتقل.

وخلال التحقيق أخذ المحققون بتوجيه أسئلة للقاصر مصلح باللغة العبرية، وعندما أخبرهم أنه لا يفهم العبرية أخذوا بضربه، ومن ثم جاء أربعة جنود وقاموا بضربه بأرجلهم على رأسه بعد أن أوقعوه على الأرض.

ويقول مصلح كان برفقتي قاصر آخر من قريتي أخذ الجنود بضربه بأعقاب أسلحتهم على قدمه، ولم يتمكن بعدها من السير عليها لمدة شهر أثناء وجوده داخل الأسر.

وخلال التحقيق يشرح مصلح ما كان يجري معه في معسكر "سالم" قرب جنين، حيث تعرض للضرب على صدره ورأسه من قبل المحقق أثناء توجيه أسئلة له، وقام المحقق بضربه على وجهه باستخدام "الماوس" الخاصة بجهاز الحاسوب.

ويقول :خلال وجودنا في سجن "مجدو" إذا تعرض أي أسير قاصر لمرض فإن إدارة السجن والسجانين يجرون له تفتيشا غير عاديا ويتم تقييده قبل نقله لعيادة السجن.

أما سيف عديلي (17 عاما) فقد اعتقلته قوات الاحتلال بتاريخ 18 8 2014 بعد توجهه مع والده لمعسكر حوارة جنوب نابلس بناء على استدعاء وجه له.

يتحدث هو الآخر عن بعض ما تعرض له وعاشه داخل السجون، ويقول إن جنود الاحتلال والمحققين في معسكر "سالم" قرب جنين كانوا يتعمدون توجيه إهانات وشتائم لفظية للأسرى القاصرين بغرض الضغط عليهم للإعتراف.

وكذلك كانوا يضربوننا على الوجه والبطن والظهر والأيدي والأرجل، وكانوا يستخدمون أي أداة أو وسيلة موجودة كالكراسي وحتى بأعقاب البنادق.

ويؤكد سيف في حديثه لـ"أحرار" أن المحققين كانوا يهددوا الأسرى القاصرين باعتقال الأم أو أخواتهم ، أو اعتقال باقي أفراد العائلة بغرض الضغط عليهم للإعتراف والإدلاء بمعلومات يريدها المحققون منهم.

ويضيف من خلال وجودنا في قسم 3 المخصص للأشبال في سجن "مجدو"، كنا نشاهد معاناة وخوف الأسرى القاصرين من المحققين والسجانين، وكيف كانوا يخشون التهديدات الموجهة لهم بالضرب أو اعتقال الأهل.

ويؤكد أن إدارة السجون كانت تتعامل مع الأسرى القاصرين بطريقة لا تليق بهم، سواء من ناحية الخدمات المقدمة كالطعام والدواء، أو حتى بتعمد ضرب الأسرى القاصرين.

ومن جانبه يوضح مدير مركز "أحرار" للأسرى وحقوق الإنسان فؤاد الخفش أن كل ما يتعرض له الأسرى الأطفال والقاصرين في سجون الاحتلال هو منافٍ لكل النصوص والتشريعت الدولية التي حفظت حق الاطفال ونصت على ضرورة التعامل معهم كما يليق بسنهم وأعمارهم الصغيرة.

ونوه أن هناك ارتفاع ملحوظ في الآونة الأخيرة في تعرض الأسرى الفلسطينيين القاصرين للضرب والإهانة أثناء التحقيق معهم داخل سجون ومعتقلات الاحتلال.

وطالب بضرورة تدخل مؤسسات رعاية الطفولة العالمية، والإلتزام بموقفها الإنساني المنوط بها في الدفاع عن الأطفال الفلسطينيين كونهم جزء لا ينجزأ من هذا العالم.