السبت: 20/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

بعد انتهاء اسبوع التفكير, من هو رئيس الوزراء القادم؟

نشر بتاريخ: 24/06/2015 ( آخر تحديث: 21/11/2015 الساعة: 15:40 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

في ( اسبوع التفكير ) الذي امهلته قيادة المنظمة قبل تشكيل الحكومة ، على الفصائل والقوى ان تولي الامر اهتماما بالغا ؛ وقد حان الوقت للاحتراف واستخدام " الاسلحة الثقيلة " والاكتفاء من المفرقعات التي شكلت حكوماتنا الماضية .

وانا ارى ان خطاب تكليف الرئيس القادم للحكومة يجب ان يخرج هذه المرة عن كلاسيكيات التكليفات السابقة ، وان يكون مشروطا ، شرطا الزاميا بالنجاح وعدم الفشل ، وعدم منح أي رئيس حكومة غرفة الدلال وفانتازيا الوقت ، بل يجب الزامه من خلال عقد ثقة بجدول زمني للنجاح والا فان الحكومة القادمة سرعان ما تتحول الى عبء جديد فوق اكتاف الناس .

وعلى رئيس الحكومة القادم ان يدرك انه من دون خطة نجاح سيؤذينا ويؤذي نفسه . وان على القيادة ان تسأل كل رئيس وزراء وكل وزير : هل لديك القدرة على النجاح ؟ وليس ان تكتفي بسؤاله : هل لديك الرغبة ان تصبح رئيس وزراء ؟

ان الامم تتسابق في صناعة الاختراعات والعلوم ، ونحن نريد ذلك ، ولم نكن من الذين يحاولون صناعة الصمت وطأطأة الرؤوس والطاعة العمياء للحزب الحاكم سواء في غزة او الضفة الغربية .. نحن نفتخر بالمواطن والجامعات والثورة على الفشل .

وعلى رئيس الحكومة ان يضع رؤية علمية تنتهج تغيير مناهج الجامعات والوزارات والمؤسسات الحكومية والمجتمع المدني والمساجد نحو الحكم الرشيد وادخال الكهرباء الشمسية ومصانع صغيرة لتثبيت صمود العشائر واهل القدس .

ان هذه الحكومة ليست تراكما للحكومات السابقة فقط ، وانما هي ثمرة تفكير القوى والفصائل الوطنية لاعتماد خوازمية حل المعضلات ومواجهة التحديات ، والخروج من باب الشكاء والبكاء الى باب المشاركة الجماهيرية نحو الحد الاعلى من الابداع والنجاح على صعيد الجبهة الداخلية الفلسطينية لانه وفي حال ظل الحال هكذا فان غزة ستختنق في شرنقة الحزب الواحد والضفة ستفقد رشدها في فقاعة الانتظار ، كما ان اهل فلسطين غاضبون جدا من اغلاق معبر رفح الذي طال امره وصار عقوبة جماعية للشعب الفلسطيني كله ؛ وان كل الحلول التي تطرحها الحكومات لا تعمل سوى على خفض سقف التوقعات وتأزيم العلاقة المصرية الفلسطينية اكثر واكثر .

هناك وزارات غير متصلة ولم تعد قادرة على مجاراة الشباب الواعد ، بل صارت وزارات ضد العلم وضد التقدم وتخنق الشباب ؛ وعلينا التفكير في تفعيل أكبر وأوسع لدور اقطاب قطاعات الشباب لاستعادة هيبتها ، فالشباب في غزة والضفة لا يحتاجون لجنرالات لتنمية مواهبهم وطاقاتهم بل يحتاجون الى تنفس الحرية . ونحن نريد ادبا وليس مجرد كليات اداب ؛ نريد جامعاتا وليس متفرقات ؛ نريد مساجدا للعباد وليس للعبيد ؛ نريد روحا رياضية قبل الرياضة ؛ نريد اجهزة امن للامان وليس اجهزة امن للخوف ، نريد معابرا للعبور وليس حواحزا وجداولا للوصول الى المعابر.

هذه الحكومة يجب ان يكون لها هدف التوجيه واعادة الاعتبار للخطاب الوطني السياسي الوحدوي ، تحمل اسم اسماء وزارات جديدة مثل وزارة التعليم والبحث العلمي ووزارة الصناعة والهاي تك ؛ لان بلدنا تتحول الى مكب نفايات كبير وكل يوم يغلق مصنع صغير وعلى الوزارة هذه ان تعتمد مصانع اعادة التدوير والمناطق الصناعية في كل منطقة وبأسرع وقت بدء من منطقة جنين والشمال .

وجب المحاسبة للفاشل والمكافأة للناجح ؛ فمن أمن العقاب أساء الادب .