الخميس: 28/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

شكرا قطر لكن ظرفي مختلف

نشر بتاريخ: 29/06/2015 ( آخر تحديث: 29/06/2015 الساعة: 13:01 )

الكاتب: م. طارق أبو الفيلات

في مقالاتي السابقة عندما كنت اكتب كنت واثق من أمرين اثنين أولهما :إنني على صواب .
ثانيهما :ان كل من يقرا مقالاتي سيؤيد وجهة نظري حول الصناعة والمنتج الوطني وخلق فرص عمل لاستيعاب شبابنا الباحث عن العمل اللاهث وراء لقمة عيش كريمة في أرضه ووطنه.

مقالي هذا فيه بعض الاختلاف فمع ثقتي ويقيني أنني على صواب وإلا لما كتبت إلا أنني لا أتوقع نفس القبول والتأييد الذي كنت احصل عليه سابقا عندما كنت أتناول قضية التشغيل وفرص العمل واربطها بقضية دعم المنتج الوطني فنحقق الخير للجميع.
بين الخليل والخليج فرق بسيط لفظا وكتابة فهي تبديل حرف بحرف وواقعا هي تبديل حياة بحياة أخرى وموطن أصلي بمكان عمل لا يمكن ان يكون أكثر من ذلك.

قطر على صغرها تشغل الدنيا وتملا العالم,تتدخل في كل شيء ويعجز العقل عن فهم ما يصدر عنها من تصريحات أو قرارات أو أفعال ولله في خلقه شؤون.
قرار استيعاب عشرين الف فلسطيني في قطر قرار اعجز عن اتخاذ موقف منه ولأول مرة تتزاحم الأفكار وتتصارع المصالح في ضميري فلا اعرف أخير هو أم شر أم هو أهون الشرين.

شاب عاطل عن العمل اسودت في وجهة الدنيا وأغلقت دونه الأبواب يرى ضوء آخر النفق وصبح آخر الليل فرصة عمل في اغني دول العالم من حيث دخل الفرد المواطن ويتخيل نفسه بثوب ابيض وسيارة فاخرة وشقة فارهة من يجرؤ ان يبدد له هذا الحلم أو يقنعه بالتخلي عنه؟؟.
معادلة صعبه بين مشروع وطني ولقمة العيش.والبعض يقول لا تعارض والبعض يقول كل شعوب الأرض تبحث عن فرص في الخارج فأين الخطأ في ان يفكر الفلسطيني بالعمل في قطر أو الكويت أو السعودية أو أية دولة يمكن ان توفر له فرصة عمل لائقة كريمة.

العاطل عن العمل يريد فرصة عمل وبريق دول الخليج لا يوازيه بريق ولا يجاريه ضوء وحلم كل من هو خارج الخليج ان يعمل في الخليج فلماذا أكون كفلسطيني استثناء من هذا الحلم وما الفرق بيني وبين ملايين العرب والمسلمين الذين يهجرون أوطانهم بحثا عن لقمة العيش ؟
هذا منطق كل شاب سمع عن فرص العمل في قطر ومعه حق من الناحية النظرية أما على أرض الواقع فأنت كفلسطيني لست مثل كل العرب والمسلمين والفرق بينك وبينهم ان أرضك تحت قدميك يراقبها عدو محتل ومستوطن جاء من بعيد يريد أرضك وينتظر الفرصة التي قد تسنح إذا فتحنا أبواب الهجرة وضاعفنا أعداد المهاجرين فالمصري إذا هاجر لن يسلب أرضه عدو محتل ولا مستوطن حاقد بينما الفلسطيني وهو على أرضه جاثم فوقها متجذر في تربتها نشهد كل يوم محاولات اقتلاع له من أرضه ليتوسع الاستيطان وينتشر السرطان.

الحل هو فرص عمل للشباب هنا في الخليل ونابلس ورام الله والقدس وبيت لحم وجنين وطولكرم في كل بقعة فلسطينية.
واخشي ان تشعر الحكومة أنها قد حلت مشكلة البطالة بالطريقة الأسهل والأرخص بتصدير هؤلاء الشباب إلى دول تستقبلهم اليوم وعند أول ازمة سياسية تلقيهم إلى قارعة المجهول للتاريخ القريب شهادة يرويها كيف يدفع الفلسطينيون ثمن أي خلاف أو اختلاف سياسي عربي.

لن أتوقف كثيرا عند دولة قطر صاحبة المنحة ولن أغوص في تحليل النوايا والأهداف البعيدة بل احلل الأمر من بعده الفلسطيني وأثره على قضيتي التي هي صلب وجودي بغض النظر عن من يدعوا للهجرة أو يسهلها أو يخلق الأجواء المناسبة لها.
خطابي إلى الحكومة بكامل وزرائها وأركانها ان المشروع الوطني يعني وطن هنا ومواطن فان غاب المواطن عن تراب الوطن فهل يبقى للمشروع معنى أو هدف,فلنخلق فرص عمل كريمة هنا على هذه الأرض.

ملاحظة :تشير تقديرات وزارة الاقتصاد الوطني إلى ان مضاعفة حصة المنتج الوطني في السوق الفلسطيني المحلي يمكن ان يخلق خمسين الف فرصة عمل دون منه أو فضل من احد.
إذا قرار تشغيل شبابنا بأيدينا ولا عذر لنا ان قصرنا
وأظن أننا ألان فهمنا معنى ان تعطي المنتج الوطني فرصة فيعطيك فرص عمل.