الجمعة: 29/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

خلايا غاضبة في الضفة وبيانات لداعش في القدس

نشر بتاريخ: 30/06/2015 ( آخر تحديث: 01/07/2015 الساعة: 11:53 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

حالة الانكار التي تعيشها القيادات تسمح لها ان تنفي الاخبار وتكابر في رفضها ، وحين كتبنا ان هناك سلفية داعشية في غزة ، رفضت حكومة غزة الفكرة وحاربت بكل قوة من اجل انكارها حتى وصل الامر انهم يطلقون صواريخ من هناك .
واليوم قد تنفي جميع القيادات وجود بيانات لداعش في القدس ، لكن الامر الواقعي ان هناك بيانات للمرة الثانية موقّعة من داعش ويجري توزيعها في العاصمة المحتلة وهي ليست موجهة ضد الاحتلال وانما موجهة ضد النصارى والمسيحيين هناك ، وباستثناء المطران عطالله حنا ، لم يجرؤ اي مسؤول وطني التعليق على الامر . والجميع يستهل الهمس في اّذاننا : ان هؤلاء مجرد عملاء للمخابرات الاسرائيلية ولا يوجد داعش في القدس .

كما ان  وجود خلايا للارهاب اليهودي في القدس والضفة احرقت الطفل محمد ابو خضير  ، وأحرقت المساجد في الضفة ، وان اعتقلتهم اسرائيل فانها غالبا لا تحاكم اعضاءها ، وانما تقوم الصحافة الاسرائيلية بابراز صورهم وهم يبتسمون في نشرات  الاخبار وعلى الصفحات الاولى فيصبحون ابطالا ونجوم تلفزيون ، سبب اساسي في خلط الحابل بالنابل .
كما ان هناك خلايا غاضبة في الضفة الغربية ، قرّرت مواصلة العمليات العسكرية ضد اسرائيل ، وهي صاحبة القول والفعل الان ، فلا مناطق الف تسيطر عليها اجهزة امن السلطة ، ولا مناطق ب ولا مناطق جيم . فيما اجهزة الامن الاسرائيلية منشغلة في تسجيل " بطولاتها " في اعتقال اطفال الضفة كل يوم واجتياح مناطق الف وتحطيم ما تبقى من هيبة السلطة والاجهزة الامنية الفلسطينية . ما أدى الى دخول لاعب جديد وقوي في المعادلة ، وهذا اللاعب هو الخلايا الغاضبة التي قد لا تنتمي لاي فصيل وربما أنها لا تريد ان تتشاور مع اي مسؤول تنظيمي ولا تصدر بيانات صحفية ولا تظهر على شاشات التلفزيون ونشرات الاخبار مثل باقي الفصائل ، ومسؤولها الوحيد وموجهها الاول هو " الادرينالين " . فهل تستطيع الحكومات اعتقال الادرينالين ؟ او الحكم بالسجن الاداري على " الغضب " ، او فرض حكم بالغرامة على " الاحباط " او سحب تصريح الدخول الى القدس من " اليأس " ؟
وقد نشرت اسرائيل مؤخرا انها ترى في مساجد الضفة سببا لاندلاع هذه العمليات ، وهذا تقييم غير صحيح بتاتا ، وانما فشل حكومة الوحدة الوطنية ، وتراجع الوضع الاقتصادي في الضفة ، ومواصلة تهويد القدس ، والاقتحامات اليومية للمسجد الاقصى  ، وعدم وجود فرص عمل ولا طموح ولا مستقبل لعشرات الاف الخريجين من الجامعات سنويا ، هو السبب ، واانفصال القيادات التنظيمية والحكومية عن الواقع خلق هذه الفجوة بين الجيل القادم وبين الجيل الحاكم .
يضاف الى ذلك شلال من القنوات العربية التي تبث فوق رأس المواطن اخبار سوريا وليبيا وقصف اليمن وتفجيرات مساجد السعودية والكويت وانفجارات القاهرة وسيناء وحروب داعش والغبراء في العراق ، تجعل المواطن الفلسطيني يشبه سلك كهرباء مكشوف .
والاكثر سخرية هو موضة الكاميرا الخفية التي صارت "اجبارية" لكل قناة في السنوات الاخيرة ، ولم يبق على المنتجين العرب سوى احراق سياراتنا او اطلاق النار علينا لاجبارنا على الضحك !!! او ربما ان الجمهور العربي في رمضان القادم يثور ، ويقوم هو بعمل كاميرا خفية في هؤلاء الممثلين الساخرين للانتقام منهم .
هل هناك مسؤول عربي واحد لا ينكر الواقع ، ويخرج على شاشة التلفزيون ويتحدث مع الجمهور بصراحة عن حجم المشاكل وخطورتها ، ويستشير الناس في اي قرار يريد اتخاذه ؟