الخميس: 18/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

نساء في قبضة العدالة.. بسبب الديون

نشر بتاريخ: 02/07/2015 ( آخر تحديث: 02/07/2015 الساعة: 17:28 )
نساء في قبضة العدالة.. بسبب الديون
غزة- معا- ضاقت السبل أمام "أم شاكر "التي أوقعتها ظروف الحياة الصعبة والقاسية في قبضة الديون والتي لم تتمكن من تسديدها فحكم عليها بالسجن.

أم شاكر عبرت عن معاناتها الصعبة وقالت: "أنا ست مريضة وعليّ ديون وداري بالإيجار وعندي ولد مريض والظروف الصعبة خلتني أستدين".

المرأة اضطرت للاستدانة ولم توف بالدين فدخلت السجن تاركة أبنائها في عهدة أقاربها.

ولم تختلف معاناة المواطنة "أم مصطفى" عن سابقتها وتقول "انا ما كان عندي بيت ورحت تداينت من جماعة من 500 إلى 600 دولار وعملت غرفتين نايلون وخشب على الرمل وقعدت اربع سنين انام انا وأولادي وفش معي ادفع للناس".

وأضافت "انا جوزي مريض مصاب بفيروس في الكبد وابني في الصف السادس مصاب بنفس المرض وعندي ابن 18 سنة يحتاج عمليات في قدميه ،وأنا أولادي ما بيقروا في المدارس نفسي ومنى عيني بنتي ام ثالثة اعدادي ترجع للمدرسة وما معي انا اوديها واجيبها".

وقالت المرأة الأربعينية إنها حاولت الاختباء من الشرطة أكثر من مرة وان إفراد الشرطة تعاطفوا معها عدة مرات وأعطوها فرصة للسداد لكنها عجزت فدخلت السجن.

ومع بداية شهر رمضان هرعت عدة جمعيات فلسطينية في غزة لإطلاق حملة لسداد الديون عن أصحابها وإخراجهم من السجون بعد دفع الديون لأصحابها من خلال تبرعات من أهل الخير.

وقال أحمد الأعرج عضو مجلس إدارة جمعية إدماج لرعاية السجناء أن المرأة الفلسطينية امرأة مناضلة وان من الواجب العمل على عدم سجنها حتى لو كان عليها التزامات مالية.

وأكد أن معظم الحالات التي يجرى العمل على فك سجنهن عجزهن عن السداد بسبب الانقسام والحصار وليس من دوافع شخصية كالنصب مثلا.

وأضاف: "وبالتالي توجهنا لبعض أهل الخير ومؤسسات المجتمع المدني للحصول على مبالغ مالية نقدية نستطيع من خلالها سداد المبالغ على هؤلاء المتضررين وأنه بالفعل تم سداد الدين عن ثلاثة عشر سيدة خرجن من السجن بعد دفع الديون.

وأوضح أن جمعية إدماج لرعاية النزلاء تعني بالسجناء داخل مراكز الاحتجاز وبعد خروجهن.

وأشار أن الجمعية تقدم على فكرة إنشاء صندوق لمساعدة الغريمات بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني.

ودعا جميع مؤسسات المجتمع المدني وأهل الخير للمشاركة في هدا الصندوق حتى يستطيعوا من خلاله مساعدة جميع الغارمين والغارمات في المجتمع الفلسطيني.

من جانبه قال أبو أنس الكحلوت المستشار القانوني في مصلحة السجون بغزة أنهم يحاولون حل الأزمات إلي تتعلق بالذمم المالية قبل أن تصل النزيلة إلى مراكز الإصلاح والتأهيل، أو تأجيله لحين البحث ممول أوجهه خيرية ترعى السداد عن النزيلات الغريمات سواء من خلال جمعيات أو مؤسسات أو فاعلين خير أو رجال أعمال حيث أنه يوجد عدد من الجمعيات الخيرية في قطاع غزة ترعى مثل هدة البرامج.

وأوضح الكحلوت أنهم يحاولون قد المستطاع تغيير نظرة المجتمع للنزيلات على ذمم مالية حيث تنتشر الأقاويل عن سبب السجن دون البحث عن السبب الحقيقي وهو الذمم المالية.

ونجحت عدة جمعيات في إخراج عشرات السجناء والسجينات المحبوسين على ذمم مالية من خلال تبرعات أعادت النساء والرجال إلى منازلهم بعد سجن كان سببه الأول والأخير الظروف الاقتصادية الصعبة.