الخميس: 28/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

شارع الشهداء.. دعاية كاذبة واغلاق مستمر

نشر بتاريخ: 06/07/2015 ( آخر تحديث: 06/07/2015 الساعة: 07:06 )
شارع الشهداء.. دعاية كاذبة واغلاق مستمر
الخليل- معا- المئات من المتاجر والمخازن الفلسطينية تم اغلاقها بواسطة جيش الاحتلال الاسرائيلي عام 1994 بعد مجزرة الحرم الابراهيمي، التي استشهد فيها 29 فلسطيني خلال ادائهم صلاة الفجر بعد اطلاق النار عليهم من قبل المستوطن "باروخ جولد شتاين"، تحت مسمى حماية المستوطنين.

الشارع مغلق في وجه المركبات الفلسطينية، وجزأ من الشارع غير مسموح المرور منه مشياً على الاقدام بالاضافة الى اغلاق مكاتب البلدية والشركات، في عام 1997 وافقت الحكومة الاسرائيليه على اعادة فتح الشارع والمتاجر المغلقة في وجه الفلسطينيين حتى تعود كما كانت عليه قبل عام 1994، وحتى يومنا هذا، وبعد 21 عاماً، لا يوجد أي تغيير إيجابي وجميع المتاجر مغلقة باوامر عسكرية والمرور مشيا على الاقدام ممنوع ايضا.

مؤخراً تم تداول أخبار عن اعادة فتح اجزاء من شارع الشهداء في الصحافة العالمية، وتم كتابة العديد من التقارير في العديد من الصحف وأبرز ما كتب في صحيفة "نيويورك تايمز" فوفقاً لما جاء في هذه التقارير، الادارة المدنية الاسرائيلية وعبر رئيس بلدية الخليل وعدت بأنه سيتم السماح لـ 70 متجرا، باعادة فتح ابوابهم للعمل من جديد في شارع السهله، ولكن المتحدث الرسمي باسم الاحتلال قال ان 7 متاجر سيعاد فتحهم في المنطقة فقط.

وقال العاملون في حقوق الانسان من حركة التضامن الدولية المتواجدين في الخليل :"وجدنا ولسوء الحظ أن هناك القليل من الدعم لهذه الادعاءات، في نفس اليوم كما قالت الاخبار العاجلة، اثنين من المتاجر تم السماح لهم بفتح ابوابهم تقريباً لساعة واحدة، قبل أن تقوم قوات الاحتلال بارغامهم على الاغلاق".

في 24 يوليو، صاحب متجر بمساعدة من لجنة اعمار البلدة القديمة، حاول فتح متجره، المتواجد في شارع الشهداء وهو واحد من المتاجر التي سمح باعادة فتح ابوابها، من أجل اعادته للعمل، تم منعه من الوصول الى متجره بواسطة حشد كبير من المستوطنين وحماية من قبل الشرطة الاسرائيلية لهم، حيث قام المستوطنين باحضار الكراسي وخيمة، وجلسوا امام المتجر في شارع الشهداء لتناول افطارهم، والسخرية من المسلمين الصائمين في رمضان.

متطوعي حركة التضامن العالمي شهدوا على ذلك وتكرر الحدث ليلا من نفس اليوم، عندما احضروا لافتات، وكذلك في صباح اليوم التالي، هذه هي معظم الاحداث التي عاشتها المتاجر في شارع الشهداء، وقال المتحدث باسمهم :"بالنسبة لنا كنشطاء يرتادون منطة الحرم الابراهيمي يومياً، فمن الصعب استخلاص أي استنتاج آخر من أن القصة كلها مجرد حملة دعائية اسرائيلية مع القليل من الحقيقة".

وأضاف قائلاً:" نقوم بالعبور من شارع الشهداء كل يوم، عبر الحاجز المتواجد على مدخل الشارع بالقرب من الحرم الابراهيمي، وبامكاننا التاكيد بانه لا شيء تغير، الاحتلال الاسرائيلي يستمر في رفع مستوى الاعتقال والتوقيف للفلسطينيين، كما ان العنف من قبل المستوطنين ضد الفلسطينيين قد زاد، وكذلك ضد المتطوعين الاجانب لم يقل أبداً، في الحقيقة، خلال الاسبوع الاول من شهر رمضان، كانت الاعتداءات في تزايد".

وتابع قائلاً :"ينبغي توضيح أن الإذن لإعادة فتح المتاجر لم يكتمل ولو حتى سنتيمتر واحد، الفلسطينيين غير مسموح لهم العبور من شارع الشهداء والقيود المفروضة على الحركة التي تفرضها الحكومة الإسرائيلية بين نقاط التفتيش وحواجز الطرق لتمرير المستوطنات غير الشرعية جعل تطوير النشاط الاقتصادي مستحيل بشكل كامل.

الناشط عيسى عمرو، الذي ولد في البلدة القديمة في الخليل وهو مدافع عن حقوق الانسان، يقول عن هذا الحدث " الدبلوماسية العامة في إسرائيل تحاول نشر شائعات وهمية حول تحسينات وتسهيلات للفلسطينيين خلال شهر رمضان في الضفة الغربية، نحن كفلسطينيين، لا نريد " احتلال أجمل " نحن نريد حريتنا بالكامل وتقرير مصيرنا كشعب فلسطيني، الاكاذيب حول اعادة فتح المتاجر في الخليل هي افضل دليل لاثبات الصورة الحقيقية للاحتلال والدعاية الاسرائيلية لتغيير صورة التمييز العنصري للاحتلال".

وأضاف عمرو أنه لم يشاهد أي تحسن في شارع الشهداء، فقط تزايدت الاعتداءات ضد الهوية الفلسطينية لشارع الشهداء فضلاً عن المزيد من الاعتداءات من قبل المستوطنين والجنود تجاه الاطفال والنساء والشيوخ الفلسطينيين، وعملية فتح مالتاجر ليس لها اي معنى بدون ازالة جميع الحواجز وعوائق الحركة التي تمنع المواطنين من الوصول الى المنطقة والتحرك بحرية تامة.

وأضاف عمرو ، ان شباب ضد الاستيطان ينظم حملة عالميه للمطالبه بإعادة فتح شارع الشهداء ، وشهد عام ٢٠١٥ اكثر من ١٢٠ فعالية احتجاجية ضد إغلاق المحلات التجارية والأسواق والشوارع في قلب مدينة الخليل.

عبد الرحمن السلايمه (٢٣ عاما) احد سكان شارع الشهداء وناشط في تجمع شباب ضد الاستيطان قال، انه غاضب جدا بسبب كذب الاحتلال الذي يحاول ترويج الاكاذيب بمنح المواطنين تسهيلات وبث دعاية كاذبة بإعادة فتح المحلات التجارية، وبسبب الاعتداء عليه من مجموعه من المستوطنين على مرئى ومسمع الجنود المتواجدين في المكان الذين ساعدوا المستوطنين على الهروب ومنع السلايمه من الدفاع عن نفسه من اعتدائهم عليه.

وأضاف السلايمه :"ان بعض العائلات فرحت بالخبر الكاذب بإعادة فتح المحلات التجارية بدون علمهم الحقيقه ان عملية فتح المحلات التجارية في وسط الخليل ليس هبه او منه من احد، وإنما حق مسلوب يجب استرداده فورا بالمقاومه والصبر والصمود".