الجمعة: 29/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

مرابطات دفاعا عن المسجد الأقصى

نشر بتاريخ: 27/07/2015 ( آخر تحديث: 27/07/2015 الساعة: 15:42 )

الكاتب: د. علي الاعور

كانت يوم أمس ساحات المسجد الأقصى المبارك ثكنة عسكرية إسرائيلية، عشرات الجنود الإسرائيليين وعشرات من رجال الشرطة الإسرائيلية بالإضافة إلى العشرات من رجال الشرطة خارج المسجد الأقصى وأغلقت أبواب المسجد الأقصى وتم تحديد العمر لمن هم فوق الخمسين عاما من دخول المسجد الأقصى وسط حصار شديد على كل متر من ساحات المسجد الأقصى المبارك من قبل رجال الشرطة الإسرائيلية .

وبينما تمكنت من الدخول ووصلت إلى أبواب المسجد الأقصى المبارك وإذا بعشرات المستوطنين اليهود يقتحمون المسجد الأقصى المبارك من جهة باب المغاربة ، وإذا بهتافات " الله اكبر " تملأ المكان وصيحات الله اكبر تهز المكان من حناجر الأخوات والأمهات والبنات لتعلن رفضها لاقتحامات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى المبارك ، هؤلاء النسوة الماجدات منذ سنوات وهن يدافعن عن المسجد الأقصى المبارك باسم " المرابطات المسلمات دفاعا عن المسجد الأقصى " .

كان يوم أمس يوما عصيبا في المسجد الأقصى ، تحملن المرابطات المسلمات الضرب والدفع ، دفاعا عن المسجد الأقصى المبارك ومنع بعضهن من دخول المسجد الأقصى ولكن هتفاتهن وصيحاتهن لم تهدأ ولم تغادر المكان حتى غادر المستوطنين اليهود ساحات المسجد الأقصى المبارك وغادرت الشرطة الإسرائيلية ساحات المسجد الأقصى المبارك.
نساء فلسطينيات مسلمات أخذن زمام المبادرة وأعلن الرباط في ساحات المسجد الأقصى للدفاع عن المسجد الأقصى المبارك ، يتم اعتقالهن ويتم منعهن من الدخول إلى المسجد الأقصى لأسابيع وشهور ومنهن من تعرضن للضرب ، هؤلاء النسوة المسلمات اثبتن أن المرأة الفلسطينية المسلمة ارتبط وجودها بالمقاومة والنضال من اجل حماية المسجد الأقصى المبارك.

هؤلاء النسوة المسلمات " المرابطات " كانتا يتعلمن دروس في القران والحديث والسيرة النبوية ولكن السلطات الإسرائيلية منعت تعلمهن في المسجد الأقصى ومنعت الدروس عليهن في مصاطب العلم في ساحات المسجد الأقصى المبارك في الوقت الذي كان فيه المسجد الأقصى ومدارس المسجد الأقصى منارة للعلم يتلقى العلم في مدارسه وفي ساحاته أشهر العلماء المسلمين في الفترة الأموية والعباسية و فترة صلاح الدين الايوبي والمماليك وغيرها.
وقد واصلت المرابطات الفلسطينيات المسلمات الرباط في المسجد الأقصى المبارك كل يوم ولساعات طويلة من الساعة الخامسة فجرا وحتى ساعات بعد الظهر ، لمنع المستوطنين اليهود من الدخول إلى المسجد الأقصى . وفي سؤالي لإحدى الأخوات المرابطات : لماذا أنتي هنا؟ ماذا تفعلي هنا؟ قالت إحدى المرابطات: " أنا هنا من اجل المسجد الأقصى المبارك ، أنا هنا دفاعا عن المسجد الأقصى المبارك، أنا هنا لكي امنع اليهود من السيطرة على المسجد الأقصى المبارك ، أنا هنا ليعلم اليهود أن المسجد الأقصى المبارك للمسلمين وللفلسطينيين ولا مكان لليهود في المسجد الأقصى المبارك" هذه إجابة إحدى الأخوات المرابطات ...نعم إنها صورة من صور المقاومة والنضال والدفاع عن المسجد الأقصى المبارك يقمن بها المرابطات المسلمات في ساحات المسجد الأقصى المبارك.

ارتبطت العلاقة بين المسلمين والمسجد الأقصى المبارك علاقة روحانية مقدسة ، ارتبطت بمعجزة الإسراء والمعراج " سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله " المسجد الأقصى المبارك أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين " وقال صلى الله عليه وسلم : " لا تشد الرحال إلا لثلاث مساجد ، المسجد الحرام ومسجدي" المسجد النبوي " والمسجد الأقصى".

العلاقة بين المسلمين والمسجد الأقصى علاقة دينية مقدسة ، وأصبح المسجد الأقصى المبارك يمثل الهوية الوطنية الإسلامية لفلسطين ، وفي فترة الانتداب البريطاني تحصن الحاج " امين الحسيني في المسجد الأقصى المبارك " أثناء رفضه لسياسة الانتداب البريطاني في فلسطين ورفضه للهجرة الصهيونية إلى فلسطين " واليوم أصبح المسجد الأقصى المبارك يمثل الهوية الوطنية الفلسطينية الإسلامية للقدس ولفلسطين وبالتالي أصبحت العلاقة بين المسلمين والفلسطينيين من جهة والمسجد الأقصى المبارك من جهة أخرى "علاقة روحانية دينية إسلامية وطنية تمثل " القدس والمسجد الأقصى المبارك للمسلمين وللفلسطينيين "
وهنا أود أن أسجل موقف الرئيس ياسر عرفات في مفاوضات كامب ديفيد عندما قال للرئيس الأمريكي بيل كلينتون عندما طلب كلينتون من عرفات مكان لليهود في المسجد الأقصى رد عليه أبو عمار قائلا: " لا يوجد مكان لليهود في المسجد الأقصى المبارك ، لا فوق المسجد الأقصى ولا تحت المسجد الأقصى ، وإذا كان هناك وجود لليهود في فلسطين ربما يكون في نابلس"

تلك العلاقة المقدسة الدينية التي ربطت العالم الإسلامي والفلسطينيين بالمسجد الأقصى المبارك ولعل الجمعة الأخيرة من رمضان قبل أسبوعين وأعداد المسلمين المصلين التي وصلت أكثر من 300 ألف مصلي ربما رسالة واضحة وقوية إلى كل من يتطلع للسيطرة على المسجد الأقصى ، فالمسجد الأقصى فيه المرابطين والمرابطات كل يوم دفاعا عن المسجد الأقصى .
وهنا أود أن ابعث برسالة إلى جميع المنظمات النسوية وجمعيات الحركة النسوية الفلسطينية ووزارة شؤون المرأة الفلسطينية ، أين انتم من حركة المرابطات المسلمات الفلسطينيات ؟ عليكم أن تقدموا الدعم المعنوي والوقوف إلى جانب حركة المرابطات كحركة نسوية مسلمة فلسطينية تسعى لتعزيز مكانة المرأة الفلسطينية اجتماعيا وسياسية وتقوية وجودها في المجتمع الفلسطيني ، إن حركة المرابطات المسلمات تسعى لتعزيز دور المرأة الفلسطينية السياسي وتقوية وجودها في المؤسسات الفلسطينية السياسية لتضمن لها مواقع قيادية سياسية واجتماعية في المجتمع الفلسطيني وبالتالي تمنح حركة المرابطات المسلمات، الحركة النسوية الفلسطينية دورا اكبر من اجل تعزيز حقوقها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.