الجمعة: 29/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

غزة - جامعة الأزهر تمنح درجة الماجستير للباحثة ميسون أبو عودة

نشر بتاريخ: 29/07/2015 ( آخر تحديث: 29/07/2015 الساعة: 18:40 )
غزة- معا - أوصت دراسة بحثية حديثة تعد الأولى في تسليط الضوء على موضوع الطفل في شعر الشاعر الفلسطيني أحمد دحبور، بضرورة ايلاء اهتمام أكبر بمواضيع تعزز القضية والهوية والتراث والتاريخ والأدب الفلسطيني وتظهر الطفل الفلسطيني بين صور النضال والكفاح والتحدي وبين الظلم واللجوء والفقر.

جاءت تلك الدراسة خلال مناقشة رسالة ماجستير في اللغة العربية- أدب ونقد، اليوم، للباحثة ميسون احمد أبو عودة بعنوان "صورة الطفل وأثرها في شعر احمد دحبور" في برنامج الدراسات العليا والبحث العلمي لجامعة الأزهر بمدينة غزة، والتي بموجبها منحت لها درجة الماجستير من قبل لجنة المناقشة والحكم والتي تضم كل من أستاذ الأدب والنقد في جامعة الأزهر الأستاذ الدكتور كمال حامد الديب مشرفاً ورئيساً، وعميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية في جامعة الأزهر الأستاذ الدكتور محمد صلاح أبو حميدة مناقشاً داخلياً، وعميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية في جامعة الأقصى الأستاذ الدكتور عبد الجليل حسن صرصور مناقشاً خارجياً.

واستخدمت الباحثة المنهج الوصفي التحليلي، واعتمدت على تحليل المصادر الرئيسة وهي جميع دواوين الشاعر أحمد دحبور، وتحليل النصوص ومعرفة ما يدور في خلجات الشاعر حيث الطفولة القاسية والنكبة والتهجير من مدينته حيفا فتارة يرسم لنا صورة عن الطفل المناضل وتارة أخرى عن الطفل اللاجئ ومن ثم الطفل اليتيم ومن ثم الطفل الشهيد ومن ثم يرسم لنا صورة عن الطفل المتمرد وبعدها يرسم لنا الطفل الانا حيث كان لهذه الصور الأثر البالغ في شعره وفي نفسه.

وأوضحت الباحثة أن الطفل الفلسطيني احتل مكانة هامة في القصيدة الفلسطينية والتي بينت معاناة الأطفال من قسوة اللجوء وفقدانهم لأحلامهم. لافتة إلى أن شعر أحمد دحبور سلط الضوء على دور الطفل في حركة النضال والمقاومة بصورة واضحة وتشكيله جزء فعال في المسيرة الوطنية وهو مرآة الوطن والأمة والشاهد على الحق الفلسطيني.

وشددت الباحثة أن الشاعر أحمد دحبور تشبث بلفظ الطفل لما له من دلالات تعكس عمق معاناته وأوجاعه تجاه مرحلة قاسية من عمره وهي مرحلة الطفولة المبكرة التي امتدت معه وكبرت بداخله، مبينة أن بواكير دواوينه الأولى جاءت مفعمة بالذاتية الصرفة التي تتضمن جزءاً كبيراً من صورها طفولته المعذبة، حيث عانى الفقر والجوع والحرمان والابتعاد على الوطن حيفا، فقد كانت صوره الأولى أكثر سوداوية وأفقا مجهولا ولكنه بعد الاطلاع على أشعار العرب والغرب توسعت آفاقه ورؤيته الخاصة، فجاء توظيفه للطفل بتقنية وحرفية عالية، جعلته في مصاف كبار الشعراء الذين تحول نتاجهم الأدبي إلى رموز ودلالات ومعان كبيرة.

حيث أظهر الشاعر دحبور معالم الطفل وصوره التي تراوحت بين صور النضال والكفاح والتحدي وبين الظلم واللجوء والفقر لما لهذا الطفل من تأثير إنساني عميق في النفس البشرية فيتعاطف المتلقين مع هذه الصور ويتأثرون بها ويعيشون الحالات التي مر بها هذا الطفل.

وأشارت الباحثة أبو عودة من خلال دراستها إلى أن صورة الطفل لم تكن ثابتة، فقد كانت تتغير وفق الظروف الاجتماعية والسياسية والثقافية المحيطة بالقضية الفلسطينية، ما جعل الطفل يشكل محوراً أساسياً في القضية الفلسطينية.

وشددت الباحثة أن الطفل الفلسطيني احتل مكانة هامة في القصيدة الفلسطينية وعانى من قسوة اللجوء وفقدانه لأحلامه مما دفعه للعب دور بارز في مسيرة النضال والمقاومة بصورة واضحة ولا سيما اقترابه من رجال المقاومة.

ونوهت الباحثة إلى أن بعض القصائد صورت الطفل الفلسطيني أنه ضحية للاحتلال والبطش الإسرائيلي وشعوره بالاغتراب الناجم عن الواقع السياسي. موضحة أن الشاعر الفلسطيني أحمد دحبور قد مثل الالتزام الشعري من غير الانتماء السياسي وإنما من خلال الأفكار الوطنية التي كانت ملازمة للواقع ومتفاعلة مع الأحداث والوقائع.

وبينت الباحثة في دراستها، أن صورة الطفل المناضل تجلت في الجزء الأكبر من مجمل الخطاب الشعري ويليها الطفل اللاجئ ثم اليتيم والشهيد والمتمرد والأنا بنسب متفاوتة تكاد تكون متقاربة ما يدل ان الطفل الفلسطيني مدركاً وواعياً بما يدور حوله بل يتجاوز كل ما هو متوقع في كونه خارقاً في العقل والصورة والامتداد لأنه بطل الحكاية ومخرجها ويكتب نهايتها المسطرة بالعزة والكرامة.

وخلصت الدراسة إلى أن الشاعر الفلسطيني أحمد دحبور قد التزم في شعره بالواقعية ومفهومه للشعر كان أكثر شمولية وخاصة عند ضياع الوطن فلسطين، على اعتبار أن الشعر هو الفن الذي يعبر عن واقع الأمة كونه شعراً صادقاً في تعابيره وأفكاره ومضامينه.

وتوصلت الباحثة إلى أن صورة الطفل عند الشاعر أحمد دحبور جاءت قابلة للتأويل والتعدد الدلالي وظهرت واضحة في البناء الدرامي للقصيدة والتي تعيش الحالة النفسية والشعورية للشاعر دحبور ما جعل صورته جزءاً جوهرياً في النسيج الفني العضوي للقصيدة المعاصرة.

وأثنت لجنة المناقشة والحكم للرسالة على الباحثة على المجهود الذي بذلته كون دراستها تعد الأولى في تسليط الضوء على موضوع الطفل في شعر الشاعر الفلسطيني أحمد دحبور، وأشادت بمحتوى الرسالة والتي شكلت نقلة نوعية وأوصت بوضعها في المكتبة بعد إجراء التعديلات الطفيفة عليها لتعميم الفائدة على كافة الباحثين في هذا الميدان.