الخميس: 18/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

الرياضة..والهوية الوطنية

نشر بتاريخ: 29/07/2015 ( آخر تحديث: 29/07/2015 الساعة: 19:46 )
الرياضة..والهوية الوطنية
بقلم : بدر مكي
في شهر آب لعام 69،تعرض المسجد الأقصى لحريق بفعل إسرائيلي "مجنون"..يومها..كنت في أبوديس..وكنت أشاهد أعمدة الدخان تتصاعد،وهرع العشرات من أبناء القرية الى القدس،للمشاركة في إطفاء الحريق..الذي لن ينطفئ إلا برحيل المجانين من القدس..والكف عن العبث بالأقصى من خلال الإقتحامات اليومية..والمرابطون والمرابطات في المسجد..يسجلون ملحمة تاريخية دفاعاً عن المسرى.

ويوم الحريق.. كان مذيع منظمة التحرير الفلسطينية في صوت فلسطين من عمَان..يذيع الخبر..وهو يبكي ويقول "الأقصى.. يحترق" وهو يبكي .."أولى القلبتين.. يحترق" وهو يبكي..داعياً العالم الى الوقوف أمام مسئولياته..أمام هذا الكيان..ولكن من يوقف هذا الكيان..وقد ضاع العرب..وضيعوا.

كنت في الحادية عشر من عمري..وبدأت الذاكرة تتحدث عما حدث..ويتكرر اليوم..ما يحدث بالأقصى قبل أكثر من أربعة عقود..ولكن بأساليب أخرى.
والحركة الرياضية...قدمت الشهداء..من أجل الأقصى..وأقامت البطولات وفاء له..وكان قبلها بعام.. يقوم الفدائيون بالدفاع عن ثورتنا في معركة الكرامة..ومن أرض المعركة..كان ياسر عرفات..الرمز والأسطورة.. يقود المقاومة..للدفاع عن الظاهرة النبيلة في حياة شعبنا..منظمة التحرير الفلسطينية..التي أصبحت عنواناً..لكل الفلسطينيين..جنباً الى جانب..أبوعمار وكوفيته الشهيرة.

كان جيلنا الشاب..قد بدأ ينخرط بالنشاط الرياضي..وكان الوازع الداخلي فينا.. يحمي الحركة الرياضية من الوقوع في الفوضى..التي يسعى الإحتلال الى زرعها عبر العديد من البوابات..ولكن الحركة الرياضية كانت بمنأى عن ذلك بفضل المخلصين من أبناء شعبنا وفي مقدمتهم رابطة الأندية وفرسانها في رئتي الوطن..وكان قضى من بينهم عدة سنوات من عمره في الغياهب..

وكذلك رؤساء أندية وأعضاء الإدارات..وكانت الحركة الوطنية تضم في ثناياها المئات من أبناء الحركة الرياضية..من مختلف المشارب والأطياف،حيث كانت القوى والفصائل تعمل بلا كلل في الجسم الرياضي..ولكن لم نشعر يوماً أن هناك فرقة أو انقسام في هذا الجسم..لأن الكل كان يعمل على قلب رجل واحد..بعيداً عن الأجندات..ولهذا تم حماية هذه الحركة من خلال أناس اخلصوا لها ولبلدهم دائماً وأبداً وكلما زادت معاناتنا جراء الإحتلال،زادتنا وحدتنا الوطنية ألقاً وتألقاً، وكانت الأحداث التي توالت منذ انطلاقة الثورة الفلسطينية قد عززت من شعورنا بالإنتماء الوطني وخاصة بعد التحليق الفلسطيني في فضاءات العالم،وبعد الظهور التاريخي لأبو عمار في الأمم المتحدة عام 74.