الجمعة: 19/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

ابو مازن يسحب من صلاحيات السلطة ويعيدها لمنظمة التحرير ...

نشر بتاريخ: 01/09/2015 ( آخر تحديث: 01/09/2015 الساعة: 13:26 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

على أرضية مؤتمر مدريد وعلى قاعدة " الارض مقابل السلام " سعى الزعيم ياسر عرفات في العام 1995 الى سحب الكثير من صلاحيات منظمة التحرير ومؤسساتها ومنحها للسلطة الوطنية الوليدة ، وجرى استحداث العديد من مراكز النفوذ والقوى والمناصب مثل البرلمان والحكومة وتحويل السفارات الى وزارة الخارجية ، والعديد من المناصب المالية والدبلوماسية والسياسية والادارية ، وقد عملت منظمة التحرير الفلسطينية بالحد الادنى من عوامل البقاء ، واكتفت بمكتبها الزجاجي الملاصق للمقاطعة من الجهة الجنوبية الشرقية .
اسرائيل بشكل عام وحكومات نتانياهو حصرا ، قمعت سلطة السلطة ، وعملت على تحجيم اجهزة الامن ، وعلى محاصرة مؤسسات الحكومات الفلسطينية في مناطق ألف ، ثم صارت كل يوم تجتاح مناطق ألف وتستبيحها ، ووصل الامر حد نشر تصريح مرور الرئيس ابو مازن على صفحات التواصل الاجتماعي ، ومنع السفراء من السفر واعتقال اعضاء البرلمان ، والاعتداء على جميع مظاهر السلطة وضرب عوامل البقاء الاقتصادي وبنت جدارا حول الضفة الغربية وجدار حول القدس ، والنتيجة وجود منظمة التحرير ضعيفة مع وجود سلطة ضعيفة .

وبعيدا عن كل التصريحات الحزبية داخل وخارج منظمة التحرير ، حول عقد المجلس الوطني القادم في 14 ايلول ، فان الرئيس عباس قرر اعادة صلاحيات منظمة التحرير كاملة ، وسحب أكبر قدر ممكن من صلاحيات السلطة . لان السلطة تعيش تحت " رحمة " الاحتلال ، اما منظمة التحرير كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني فانها ومؤسساتها تتواجد في جميع انحاء المعمورة ، ولا يمكن لاسرائيل السيطرة عليها .
ابو مازن لن يرشح نفسه لرئاسة اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ، والاغلب انه لن يرشح نفسه لمناصب اخرى ، واعتقد انه يعمل بقوة دفع عالية على اعادة صلاحيات المنظمة ( من دون حركة حماس ) قبل ان يغادر مناصبه .
حين سألناه عن الامر ابتسم وقال : من الجميل ان يكون في فلسطين ( الرئيس السابق ) في اشارة لنفسه . وقد بدأ الرئيس يجهز القادة والملوك العرب لاستيعاب الامر .
نقطة اخيرة ، وحول التيارات الكبيرة الاخرى ومن الذي سيخلف الرئيس ، اعتقد ان ابو مازن بدأ يقرّب اصدقاء مروان البرغوثي من مناصب القرار ، ومن أجل أن يضمن عدم سيطرة التيارات الاخرى على السلطة وفتح ، فانه يعطي ايحاءات وايماءات واضحة وشديدة ان مروان البرغوثي هو القاسم المشترك الجديد بين جميع هذه التيارات .