الجمعة: 19/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

كشف لغز اغتصاب الزوجة والمطلقة والفتاة

نشر بتاريخ: 04/09/2015 ( آخر تحديث: 03/04/2020 الساعة: 05:01 )
كشف لغز اغتصاب الزوجة والمطلقة والفتاة
بيت لحم خاص معا - مسحة مهبلية أو لعابية، قشور جلدية تحت أظافر الضحية، بقايا من حيوانات منوية، كدمات وتمزق بغشاء البكارة والأحشاء التناسلية، شعرة أو بقعة دم... كلها قرائن وأدلة قد تكفي لتدين جاني اغتصب ضحيته، يحلل ويربط عناصرها الطب العدلي، ويترجم نتائجها في تقرير خاص يحول للنيابة العامة والقضاء وفق إجراءات شديدة السرية.
39;>
مدير الطب العدلي في فلسطين د. صابر العالول، أوضح لـ غرفة تحرير معا كيفية التعامل مع ضحايا الاغتصاب والقرائن والأدلة الموثقة التي تقود لمعاقبة الجاني وإنصاف الضحية.

ففي عيادات مستشفيات التوليد يكشف الستار خلال فترة تقدر بثلاث دقائق عن غشاء البكارة، ومنطقة الاحشاء التناسلية لكل ضحية تعرضت للاغتصاب؛ لتوثق المشاهدات والملاحظات العينية تمهيداً لمقارنتها بالفحوصات المخبرية للأدلة الجنائية التي عثر عليها في مسرح الجريمة، وفقاً لما قاله العالول.

كيف يتم اثبات وقوع عملية الاغتصاب للمرأة المتزوجة أو المطلقة أو الفتاة طبياً؟

بحسب الطب العدلي يعد اثبات تعرض المرأة المتزوجة أو المطلقة للاغتصاب أصعب مقارنة من الضحية إن كانت فتاة، وذلك لارتباط جزء من الأمر بـ "فض غشاء البكارة".

ويستند الطب العدلي في عمله على تحديد حالة غشاء البكارة، وأي علامات ظاهرة بمنطقة الفخدين ومحيط المهبل، ويشمل الكشف الطبي أيضا الأماكن المخفية مثل خلف الأذنين والإبطين وأسفل الثديين وفتحات الجسم الطبيعية مثل السطح الداخلي للشفتين وفروة الرأس.
وبين د. العالول أن وجود هذه العلامات إلى جانب ظهور تكدم واحمرار بالمهبل من الداخل والخارج يدل على تعرض الضحية للاغتصاب، جراء عدم افراز غدة تسمى "دبارثولين" لسائل يعمل على تسهيل ولوج العضو الذكري في حال كانت المرأة رافضة عملية الجماع.

غشاء البكارة وعقارب الساعة

"غشاء البكارة" عبارة عن غشاء رقيق من الجلد يغلق فتحة المهبل وبه فتحة صغيرة جداً تسمح لخروج دم الحيض، وعادة ما يكون رقيقاً وليس شفافاً وأحياناً قد يكون سميكاً ومطاطاً صعب الفض.

وأضاف لـ معا أن منطقة الفخدين يظهر عليها علامات أصابع وأظافر من الداخل وقد يكون هناك علامات عض، ومن هذه الاثار يستدل على وقوع جريمة الاغتصاب بحق المرأة المتزوجة أو المطلقة.

أما في حال كانت الضحية المغتصبة فتاة، فيثبت الطب الشرعي تعرضها للاغتصاب من خلال وجود العلامات المذكورة أعلاه، بالإضافة إلى تعرض غشاء البكارة للتمزق، وفق حديث العالول.

وتتراوح عملية التأم آثار فض غشاء البكارة والتكدمات نحو اسبوعين لغير المتزوجة، في حين تحتاج لأسبوع في حال كانت متزوجة أو مطلقة.

ويفحص الطبيب المختص غشاء البكارة للمغتصبة من خلال تقسيمه على طريقة "عقارب الساعة"، وفي حالة الاغتصاب يكون التمزق عادة بين الساعة 5- 7 من شكل عقارب الساعة؛ لأن الية الضغط في الايلاج تكون من أعلى إلى أسفل بالنسبة للمغتصب، وبالتالي يحدث التمزق غالباً بالمنطقة السفلى، قال العالول.

ويشار إلى أن عملية فحص غشاء البكارة ومنطقة الأعضاء التناسلية والمهبل عادة تحتاج من 3-4 دقائق، ويمنع خلالها استخدام أي أداة وإنما فقط بالعين المجردة، لكن في حالات خاصة ممكن أن يستخدم "التيلسكوب".

وكانت رئيسة نيابة النقض ورئيسة وحدة النوع الاجتماعي في مكتب النائب العام دارين صالحية، أوضحت لـ معا من خلال كشف قضايا الاغتصاب للأعوام 2013- 2014- وحتى تاريخ 22 حزيران 2015، في النيابات الجزئية- 12 نيابة عامة- موزعة في الضفة الغربية أن النصف الأول من العام 2015 شهد وقوع 10 حالات اغتصاب بحق فتيات ونساء فلسطينيات.

الفحص المخبري الجنائي

وبعد أن ينهي الطبيب الشرعي اخذ العينات وفحص الضحية تنطلق مهمة الكشف عن الحقيقة إلى المختبرات الطبية، ويوضح العالول لـ معا أنه يتم أخذ عينات عن جسد الضحية ومن موقع الجريمة، كبقع دم، شعر، حيوانات منوية، لعاب على جسد الضحية، قشور جلدية تحت أظافر الضحية...إلخ، ويتم فحصها مخبرياً ومقارنتها مع عينات تأخذ من المتهمين بالقضية.

ويضيف: يتم تحويل هذه العينات إلى المختبر الجنائي الأردني لإجراء فحص الـ (DNA) كون هذا النوع من الفحوصات غير متوفر في فلسطين لأسباب محددة، فيتم أخذ مسحة مهبلية تظهر وجود حيوانات منوية أو لعابية من الضحية التي اثناء دفاعها عن نفسها قد تعض الجاني ويتم فحصها لتحديد هوية المتهم.

ولفت إلى أنه يجري فحص دم الضحية للتأكد من وجود مادة مخدرة أو مسكرة من عدمه قد تكون قدمت لها من قبل الجاني للجماع معها وهي بهذه الحال تكون غير قادرة جسدياً أو ذهنياً لتعطيه الموافقة على الاتصال الجنسي، ما يعني وقوع جريمة الاغتصاب.

التحضير النفسي وتقرير النتائج

ولكن اخضاع الضحية المغتصبة للفحص الطبي أمر ليس بالبسيط، فهي ما زالت مصدومة ولا تحبذ مطلقاً اعادة تمثيل مشهد الاغتصاب أو حتى لمس أي شخص لمنطقة اعضائها التناسلية وخاصة إذا كان ذكراً، الأمر الذي يتطلب تدخل طبيبة أو ممرضة تمهد الضحية لعملية الفحص نفسياً. وفق قول العالول لـ معا.

ويذكر أنه لا يوجد في فلسطين حتى اليوم طبيبة أنثى في الطب العدلي بالرغم من الحاجة الماسة لهن في الطب الشرعي، في حين تم بعث طبيبة للخارج من أجل التخصص لكنها ما زلت في مرحلة الدراسة.

وبعد انتهاء عملية الفحص والحصول على النتائج المخبرية، يتم إعداد تقرير طبي يتميز بالسرية التامة ويمنع منعاً باتاً تسليمه لأي جهة سوا جهات الاختصاص في النيابة العامة والقضاء، وكذلك يمنع أن تعرف الضحية نتيجة الفحص من الطبيب وإنما فقط من خلال جهة الاختصاص.

علامات الاغتصاب في الرجل

وبعد مقارنة نتائج التقرير الطبي بتحقيقات النيابة من الممكن أن يتبث على أحد المتهمين تورطه بجريمة الاغتصاب، ويمكن التأكيد من ذلك طبياً في حال تم ملاحظة وجود سحجات وكدمات وخدوش وعضات بالوجه واليدين أو أي مكان آخر بسبب المقاومة التي تبديها الضحية، وممكن أن تظهر أثار المقاومة على ثيابه أيضاً بشكل تمزقات.

وأيضاً تفحص أي أثار دموية – منوية – أشعار الرأس والعانة - زمرة - للمقارنة وفحوص في حال وجود أي إصابة زهرية سيلانية.

ومن خلال متابعة وكالة معا لملف الاغتصاب في فلسطين، تتجه معظم المؤشرات لتؤكد على خطورة هذه الجريمة على المجتمع في ظل التزام الكثير من من الضحايا للصمت، خوفاً من رد فعل المجتمع والأسرة، ولعدم وجود رادع قانوني كافي، لذلك وجب على المؤسسات المعنية والمجتمع تظافر الجهود لمساندة ضحايا الاغتصاب، واخرجهن من خلف أبواب الصمت والعزلة.

إعداد: أحمد تنوح