الجمعة: 29/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

ما هو الاسم الاخر لوقف التنسيق الامني ؟

نشر بتاريخ: 05/09/2015 ( آخر تحديث: 13/09/2015 الساعة: 13:30 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

بعيدا عن الاتهامات النمطية التي يسوقها خصومه من التيار الاسلامي ومن اليسار ؛ فان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد يكون وصل الى قناعة بضرورة التخلي عن جميع مناصبه وتسليم الراية لمنظمة التحرير بصفتها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني - وليس للسلطة لانها احد مشاريع المنظمة - ولكنه قبل ان يترك مناصبه يريد التأكد من ان الجنرالات و " المتنمرين" الذين أقصاهم او الذين لم يتمكن من إقصائهم ، لن ينقضوا على السلطة ويتناهشوها كما تتناهش اللبؤات الجائعة فريستها الجريحة وهي على قيد الحياة .

المفاجئة الاولى كانت حين رفض ممثلو الفصائل والتنظيمات تقديم استقالاتهم الا اذا قام الرئيس نفسه بتقديم استقالته ؛ فما كان من الرئيس الا ان كتب الاستقالة وقدمها امامهم على الطاولة . واعتقد الجميع انها مجرد خدعة .
المفاجئة الثانية كانت في اللجنة المركزية لحركة فتح حين سأله القادة عن " الاستقالة " من المنظمة . فطلب منهم البحث فورا عن بديل له .
المفاجئة الثالثة كانت بعد ايام حين ارسل الملك الاردني مروحيات عسكرية اردنية - اسرائيل قصفت مروحيات عرفات في العام ٢٠٠٣ - وفي اللقاء قال عباس للملك : انا تعبت يا جلالة الملك وساسلّم الراية . واوصى الملك بحماية المسجد الاقصى ، وقد حاول الملك ثني الرئيس عباس عن الامر لكنه وجد اصرارا اكثر .
المفاجئة الرابعة كانت مع اسرائيل ؛ فقد حاول قادة اسرائيل التذاكي والسخرية من هذه الاخبار بل ان وزير خارجية اسرائيل السابق افيغدور ليبرمان تحدى عباس ان ينفذ تهديده ... ولكن سرعان ما تأكدت مخابرات اسرائيل التي تتنصّت على جميع مكالمات عباس ان الامر جديا .

والاهم ان هناك في الطريق مفاجئات اكبر قابلة للتنفيذ قبل نهاية شهر سبتمبر وبعد انعقاد المجلس الوطني :

في الامم المتحدة وخلال كلمته سيطلق عباس تحذيرا نهائيا وقاطعا لاسرائيل يتعلق بالتنسيق الامني ؛ ولن يصدق احد هذه التهديدات الا بعد ان يسمعها باذنه . وسنسمع قريبا مصطلحا جديدا في العلوم السياسية لم نكن نستخدمه من قبل .

سيعلن الرئيس عباس شكره لاوروبا وامريكا اللاتينية وافريقيا على الدعم السياسي والمادي ؛ وسيحمل امريكا مسؤولية فشل المفاوضات .
سيعلن تمسكه باللاعنف وان السلام هو الاستراتيجية الاولى لمنظمة التحرير وان الوسيلة الانسب للرد على جرائم الاحتلال هي المقاومة الشعبية.
سيفهم الجميع بين السطور كم ان عباس مخذول من العرب ومن العواصم العربية التي نسيت فلسطين والاقصى .
سيحمل حركة حماس والاخوان المسلمين مسؤولية عذاب الناس في غزة ؛ وانها تتشارك مع الاحتلال في تبادل الادوار لاستمرار انفصال غزة عن باقي اجزاء الوطن .
معجزة فقط ستمنعه من الاستقالة واعتزال الحياة الساسية ؛ وهذه المعجزة لا تملكها واشنطن وتل ابيب ولا عواصم العرب ؛ وانما اوروبا وبالذات باريس ولندن .