الجمعة: 19/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

تخبط استراتيجي ام غيبوبة فصائلية!!!

نشر بتاريخ: 09/10/2015 ( آخر تحديث: 09/10/2015 الساعة: 10:40 )

الكاتب: عنان مقبل

خاض الشعب الفلسطيني نضالاته المتتابعه وعلى مر العقود والسنين المتلاحقة ايمانا منه بحتمية الحرية والاستقلال وان يعيش بأمن وسلام كسائر شعوب المعمورة، وبالقناعة المطلقه انه لا يوجد شيء اخر نخسره اكثر من الذي خسرناه..فكانت الانتفاضة الاولى انتفاضة البشر بالحجر هبة جماهيرية وبقيادة فصائلية ممنهجة... ساد فيها العمل السري والجماهيري وكان الشعب الفلسطيني موحدا وممنهجا يتبع مسلكية نضالية وفكريه ، وخاضت التنظيمات الفلسطينية دورا بارزاً واستطاعت ان تلعب دورا محوريا في ادارة المعركة وايلام المحتل وتكبيده خسائر كثيرة.. وحافظت على الانسجام الفصائلي والمجتمعي وتوجيه الجماهير نحو الفكرة السامية بتحرير الارض والانسان.. والحفاظ على الكرامة الوطنية والحفاظ ايضا على فسيفساء هذا الشعب بمختلف مكوناته ومعتقداته الفكرية والدينية.

وفي انتفاضة الاقصى(الانتفاضة المسلحه) ايضا لعبت الفصائل دورا مهما وخاضت غمار معركة غير متكافئة عسكريا ولكنها استطاعت ان تكون ندا قويا وصبرت وصمدت واربكت الاحتلال في كل المرات وقتلت المئات من الجنود واصبات الكثيرين وجعلتهم يعيشون في حالة ذعر وهلع وخوف خانعين في ملاجئهم التي لايفارقونها ابدا فباتوا يخافون ان يركبوا حافلاتهم وان يتجولوا في الاسواق والساحات وحرموا من ممارسة حياتهم الطبيعية كما اعتادوا.
ان ما يجري اليوم من احداث متسارعه بين الفينة والفينة ، من طعن بالسكاكين والدهس والهبات الجماهيرية الغاضبة وضعنا جميعا امام عدة اسئلة وهي : هل الانتفاضة الثالثة قد بدأت فعلا؟؟ ام ما يحدث هو عبارة عن نضالات فردية؟؟ اين دور الفصائل والاحزاب؟؟ هل القيادة الفلسطينية مع توجه الانتفاضه؟؟ الى اين نحن ذاهبون؟؟

ان مايجري اليوم هو هبة جماهيرية وغضب مكبوت في كل فلسطيني خاصة بعد انسداد الافق السياسي وعدم وجود حل مجدي وفشل المفاوضات المراثونية والتي وصلت اخيرا الى طريق مسدود- وهذا كان متوقعا -.. فكان واضحا ومتوقعا ان ينفجر البركان الثائر في وقت وفي اي زمان ومكان .. ومن القدس العاصمة كانت الشرارة فاشعلت النار واخذت القنابل البشرية الفردية الموقوتة بالانفجار وفي كل يوم وبعدة وسائل نضالية للتعبير عن حالة الغضب الجماهيري والحالة السيكولوجية التي يعيشها ابناء الشعب الفلسطيني من اجراءات ومماراسات الاحتلال و وعدم الرضى عن اداء القيادة والفصائل الفلسطينية من ناحية الانجاز على الارض ، فهل ستستمر الشعلة ام ستنظفىء؟؟

ان من يستطيع الحفاظ على الشعلة مشتعلة وينير طريق الفكر المقاوم ويستعر الجهد والثورة الشعبية باعتقادي هم فصائل العمل الوطني ، فكل ثورة بحاجة الى الدعم المادي والمعنوي واللوجستي للحفاظ على جوهرها والوصول الى نتائج حتمية واهدافها المرجوة ..وهذا بحاجة الى وضع استراتيجيات ونهج واضح ومسلكيات مهمه وفضلا عن ذلك يجب ان يكون هناك خطه واضحة ومعايير تكتيكية للوصول على الاهداف الاسامية وتحرير الارض من دنس المحتل.
ان ما تقوم به الاحزاب لغاية اليوم هو موقف المتفرج والمباركة ومشاركات جزئية محدودة وهذا يضعنا امام استفهام هل هي استراتيجية جس نبض ام نهج؟؟ ام هل هناك تخبط حقيقي لاتخاذ قرار خوض الانتفاضة؟؟ وهذا ادى الى اسثثارة غضب الشعب الفلسطيني ووصفهم الشباب الثائر بأحزاب المباركة، وهنا الفصائل امام قرار مفصلي اما ان تأخذ دورها التاريخي والطبيعي والتي وجدت من اجله ، واما ان تبقى على موقفها الحالي وهذا يعزز عدم الثقة والقبول من قبل الشعب وستصبح في وضع لا تحسد عليه.

اما بالنسبة للقيادة الفلسطينية باعتقادي هي غير معنية بنادلاع انتفاضة ثالثة لعدة اعتبارات ، وانها معنية فقد بايصال رسالة للعالم وخاصة بعد خطاب الرئيس محمود عباس في نيويورك اذا لم تعطونا دولتنا ستخرج الامور عن السيطره وستكون هناك هبة جماهيرية وغضب فلسطيني يصعب السيطره عليه فانتم امام خيارين اما غصن الزيتون واما البندقية؟؟ ووضع الكرة امام ملعب المجتمع الدولي والحكومة الامريكية للضغط على نتنياهو والزامه بتبطبيق اتفاقية اوسلو واقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران 1967.

نحن شعب لايهوى الموت وان طاب فآننا نحب الحياة اكثر واكثر.. نحن شعب يعيش بكرامته ولايقهر.. نحن شعب ان عشنا عشنا احرارا او متنا وقوفا كالاشجار.. نحن شعب يموت كل يوم ولكن لن نستسلم.. فاحذروا المظلوم اذا ثار واحذروا الطفل قبل الختيار.. لن تنعموا بالسلم ما عشناه.. فهي فلسطين نحبها من اعماقنا خالدة في افئدتنا ما حيينا .. هي فلسطين الجميلة .. هي عكا وحيفا ويافا والقدس والخليل وبيت لحم وجنين هي رفح وغزة وخان يونس ... ضغيتم وتجبرتم وتسلحتم ببطشكم وأسلحتم الفتاكة ولكن نسيتم ان هناك سلاح اقوى وهو ايماننا العميق بفلسطينيتنا ووطنيتنا وايمانا المطلق اننا سنعيش يوما احرارا وسنعود الى الديار طال الزمن ام قصر فهي فلسطين كل فلسطين لنا.