الخميس: 25/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

نعم للمصالحة دعما لنضال شعبنا

نشر بتاريخ: 26/11/2015 ( آخر تحديث: 26/11/2015 الساعة: 10:16 )

الكاتب: احسان الجمل

فرجت اسارير الاغلبية الفتحاوية، ومعها قطاعات واسعة من الشعب الفلسطيني عندما علموا انها هناك جهدا مصريا صادقا، لاعادة اللحمة الفتحاوية الداخلية، لما يمثل رأب الصدع هذا، من قوة للنضال الفلسطيني، انطلاقا من اعتراف الجميع بدور فتح في قيادة السفينة الفلسطينية الى بر الامان، لانها العامود الفقري للحركة الوطنية الفلسطينية ومشروعها الوطني. لكن بشرط ان تكون فتح بخير وموحدة.

كان الهدف المصري هو ترميم البيت الفتحاوي، كخطوة اولى لترميم البيت الفلسسطيني، اي مصالحة وطنية شاملة تنهي الانقسام مع حماس، انطلاقا مما تشهده الارض الفلسطينية من احداث في اطار صرخة القدس، التي تتدحرج لتتحول الى انتفاضة عارمة، اقل ما تحتاجه هو وحدة البيت الفلسطيني، حتى يستطيع ان يمتلك قيادة سياسية جادة، تحمل رؤية وبرنامجا، وتتبنى كل تفاصيل صرخة القدس، من شهداء وجرحى واعادة اعمار البيوت التي تهدم من قبل الاحتلال، والاهم طرح اهداف سياسية تلبي طموحات الشباب المنتفض في وجه الاستيطان والاحتلال.

طرح المبادرة، جعلنا كلنا ان نكون شخصية اميل حبيبي المتشائل، ونميل اكثر الى التفاؤل، لان حرصنا ومستقبلنا وطموحنا وهدفنا هو الوحدة. لذا راهنا على حسن النوايا، قبل صدق الارادة التي هي محل شك دائم، لان لنا في التجربة الكثير التي خبرتنا، كيف يفكر البعض، ويهرب الى الامام.

فمنذ اللحظة الاولى التي تمترس فيها الرئيس محمود عباس، تحت مسمى اللجنة المركزية بانها صاحبة القول الفصل، تسلل الشك الى صدورنا، لاننا نعرف مدى صلابة وهيبة اللجنة امام الرئيس، وربما ان احد مشاكل الاخ دحلان مع الرئيس، انه كان يغرد خارج سرب الطاعة، برفع وتيرة الصوت اعتراضا. وهذا لا يتناسب وحكم الفرد، الذي تغلب على ما يسمى المؤسسة.

ثانيا ان مغادرته الى السعودية بعد مصر، كان فيها حسابات اخرى، وتعليمات بحكم الخلاف الغير معلن بين السعودية ومصر حول الاخوان ومتفرعاتها والموقف من مقاربة الملف السوري. ولا يجوز اعطاء دور قومي واقليمي لمصر الان.

وللامانة، وليس انحيازا لطرف على حساب طرف اخر، بل قراءة لما جرى بكل موضوعية وتجرد، ففي الوقت الذي تقدم به الاخ دحلان وما يمثل خطوات نحو المصالحة، كان الرئيس يتراجع خطوات الى الوراء، بدل التقدم للتلاقي في منتصف الطريق، وهذا ليس مفاجئا، بل متوقعا، نظرا لسلوك كل طرف حول ما يجري فوق ارض فلسطين.

الاخ دحلان كانت كل رسائله واضحة بما يخص صرخة القدس، ورسم افقا سياسيا لها، بأن يتم تبني الشهداء والمعتقلين ورسم برنامج عملي، وابدى كل مرونة، وطي صفحة الماضي، والاسراع في الوحدة الوطنية لتشكيل قيادة موحدة لها تسهم وتقود تحرك الشبيبة الفلسطينية، بينما الرئيس ابو مازن يعمل على استثمار ذلك دون ان يتبناه، ويريد ان يثبت ان ما يجري هو رد فعل على الاحتلال، لكن دون ان يرعى نضال ابناء شعبه.

اما الرئيس ابو مازن، ومدرسة العيال كبرت، التي شرعت في تصريحات تنسف كل مقومات الجهد المصري، عبر شخصنة الموضوع، وكانه شخصي مع فرد، وليس حالة اعتراضية واسعة على نهج وسلوك، ادت الى ذاك الواقع البائس والمحبط الذي يعيشه شعبنا تحت الاحتلال. وفي مقدمتها سياسة الهروب الى الامام من القيام بمسؤولياتها، والذي هو ليس فقط حقا لشعبنا، بل واجبا على القيادة ان تمارسه بكل شجاعة وامانة، لكن استمرار الرهان على الوهم الامريكي واتباعه والمفاوضات مع الاحتلال، اوصلنا الى نقطة الصفر من الامل.

كنا نتمنى على الرئيس واللجنة المركزية، ان تلتقط، تلك اللحظة والفرصة المصرية، وان تسارع الى وحدة حركة فتح، كمقدمة لوحدة الوطن المنقسم افقيا وعاموديا. وان تثمن هذا الدور والحرص المصري، وان تكارمها، لما لفلسطين من علاقة، او في الحد الادني من مصالح لا تصلح ألا من البوابة المصرية، فمن المعيب ان نراهن على احتلال، واسياده الامريكان، ولا نراهن على قلب العروبة مصر، في وقت قال اوباما باحتيال، مع حل الدولتين، لكنه ليس في عهدي، ونتنياهو وضع شروطه التعجيزية وقال الامن مقابل التسهيلات.

اذا هناك وقت ميت في مسيرة التسوية، يجب استغلاله في ترتيب البيت الفلسطيني، وخاصة ان شعبنا يقدم كل يوم على مذبح الحرية والاستقلال كوكبة من الشهداء والمعتقلين، وهم في ريعان الصبا والشباب.

وبحكم موقع المسؤوليات، فان الرئيس ابو مازن يتحمل الجزء الاكبر في عملية المصالحة، وعليه ان يستمع لكل الاصوات الكثيرة التي ايدت وطالبت بالاسراع في المصالحة.