الثلاثاء: 16/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

تحية الى الشهيدة أشرقت قطناني

نشر بتاريخ: 26/11/2015 ( آخر تحديث: 26/11/2015 الساعة: 15:03 )

الكاتب: عباس الجمعة

الشهيدة اشرقت قطناني ابنة السادسة عشر من عمرها من بلدة حوارة كتبت بدمائها رسالة جديدة من ان الانتفاضة هي خيار الشعب الفلسطيني ، حيث صممت على الشهادة في سبيل تحرير وطنها ، بل عشقت الشهادة ، حيث دهسها مستوطن وأتبعها جنود الاحتلال الصهيوني بإطلاق الرصاص عليها ومنعت سيارات الاسعاف من الوصول للمكان وتركت تنزف حتى استشهدت ، فهي تهوى شجاعة كما استشهاديات فلسطين لأجل حرية وطنهن، ولكنها كانت أكثر تضحية لوطنها فلم تضحى بشبابها فقط بل ضحت بحياتها ايضا .

اشرقت عشقت الشهادة و صنعت لنا ولكل فتيات فلسطين طريقا معمدة بالدماء ،وعندما اكتب عن الشهادة فعلا يرتعش القلم ليصنع على صفحات التاريخ رسم الشهداء, فاشرقت عشقت بالروح والوجدان نسمات فلسطين وغبار الأرض فاخلصت لسيد المقاومة السيد حسن نصرالله التي كانت تتابع مقابلاته باستمرار , واكدت باستشهادها عرس المرأة الفلسطينية بكامل ألوان طيفها ، تزينت بزينة الاخلاق, غرست ينابيع الحنان والرجولة والحب ،تعبت وعانت للبحث عن الجمال الدائم فلم تجد الا في تلك الأرض الطيبة ضالّتها بخضرة أراضيها وعبق ريحها ونسيم عطرها وجمال بساتينها واخلاق ابنائها ، بعثت الينا برسائل الصمود والإصرار ، حتى اصبحت شهيدة الأرض والوطن .

من هنا نقول تحية الى روح الشهيدة البطلة اشرقت قطناني ، ونسأل الله ان يتقبلها بين شهدائه وأن يلهم أهلها وأسرتها الصبر والسلوان والمزيد من التسليم لقضاء الله وقدره ، إنها المناضلة الفلسطينية التي كانت ولا تزال ترعب الاحتلال وقطعان ومستوطنيه.
الشابة اشرقت المناضلة والمكافحة التي ظنها العدو منقرضة في حين هي موجودة وتفرض وجودها بقوة ، وهي تذكرنا بأمجاد دلال وتحرير وسناء محيدلي ، نعم في فلسطين شابات مناضلات فهن اللواتي يدافعوا عن ارض فلسطين ومقدساتها الى جانب شباب فلسطين ، فهن الشهيدات اللواتي سقطت اجسادهن وبقيت أعمالهن ، فكن خير مثل في التضحية والفداء والنهضة النسائية المقاومة والمناضلة التي تأبى شعلتها ان تنطفئ
وهنا لا يسعني إلا أن أفتخر أشد الأفتخار بالشهيدة اشرقت التي واجهت الاحتلال وجه لوجه لتؤكد عزيمة الفتاة الفلسطينية وصلابتها ، ولتجدد ان الشعب الفلسطيني كله مشاريع شهادة من اجل تحرير الارض والانسان .

نعم المناضلة المقاومة الشهيدة البطلة اشرقت قطناني ابنة فلسطين والنضال والمقاومة ، ضد العدو الصهيوني المحتل وقطعان مستوطنيه، فقررت بدمائها لن تروي أرض فلسطين وبذلك ساهمت الى جانب جميع الشهيدات والشهداء والمعتقلات والمعتقلين وكل المقاومات والمقاومين، والصامدات والصامدين ان تؤكد تحرير فلسطين من رجس العدو الصهيوني بحاجة الى دماء ، فأعطت فخر الانتماء لوطنها وللشعب الفلسطيني وانتفاضته الكرامة والعزة والانتصار.

وامام ما قدمته اشرقت نتذكر الدور الكبير والتضحيات الجسام التي قدمتها المرأة في تاريخ الثورة والمقاومة الفلسطينية والانتفاضات والهبات الشعبية ، حيث أن المرأة تشارك الرجل في كافة أشكال المقاومة والنضال والتصدي لقوات الاحتلال الصهيوني، بل أن المرأة قادت مجموعة من الرجال في عمليات فدائية كما حدث مع البطلة دلال المغربي وسعاد بدران ،وهنا لابد لنا أن نتذكر الاستشهاديات آيات الأخرس ووفاء إدريس وريم الرياشي وهنادي جرادات وعندليب طقاطقة وهبة ضراغمة ودارين أبو عيشة وميرفت مسعود وكل شهيدات الانتفاضة المستمرة الذين تسلحوا بالسكين والحجر والمقلاع .
واليوم تسجل شابات فلسطين أروع صفحات البطولة والتضحية من خلال مشاركتها الشباب الثائر الفلسطيني بانتفاضته البطلة في تحدٍ واضح لقوات الاحتلال الصهيوني ، ولتؤكد انها خير داعم للرجل من أجل حلم الحرية والاستقلال والحياة في وطن حر وكريم .

وهنا لا يمكن ان ننسى دور المرأة العربية في مواجهة تنامي ظاهرة الإرهاب وانتشار الفكر المتطرف بالبلدان العربية (تونس، ليبيا، اليمن، مصر ، سوريا ، لبنان) حيث تؤكد المراة والشباب ان مواجهة الارهاب والفكر المتطرف لا يتختلف عن مواجهة الارهاب الصهيوني باعتبار ان الارهاب التكفيري هو الوجه المكمل للارهاب الصهيوني ، حيث تقدم المرأة العربية الشهيدات فكانت ميرفت محمد سعيد وحنان عبود و صفاء السليمان و الإعلامية بارا عباس يواجهنن الحرب الكونية على سوريا التي تحرق الحجر والشجر والبشر كما شهيدات فلسطين ، لان حلمهن بالشهادة كان الأحلى فدمائهم ستبقى منارة تضيء نور الحقيقة للعالم‏‏.

ختاما : لا بد من القول ان شابات فلسطين وفي طليعتهم الشهيدة اشرقت قطناني واخواتها شهيدات الانتفاضة يحققون بدمائهم مع شباب فلسطين تقدما بارزا في مسار الانتفاضة المستمرة ، فكل التحية والتقدير لكل شابات فلسطين على عطائهنّ وصمودهنّ ونحن نستمد مقومات النصر والحرية والكرامة منهن.
كاتب سياسي