السبت: 20/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

الارهاب اليهودي- ذكي.. حذر.. موجّه

نشر بتاريخ: 01/12/2015 ( آخر تحديث: 03/12/2015 الساعة: 14:54 )
الارهاب اليهودي- ذكي.. حذر.. موجّه

بيت لحم - معا - يواجه جهاز الشاباك الاسرائيلي صعوبات ليست بالبسيطة في مواجهته المستمرة مع الارهاب اليهودي حسب تعبير "روني دانيل" المراسل العسكري للقناة الثانية الذي نشر اليوم الثلاثاء على موقع القناة الالكتروني تحليلا تحت اسم "الارهاب اليهودي، ذكي، حذر، موجه".


وفصّل "دانيل" بعض الصعوبات التي يواجهها الشاباك من وجهة نظره قائلا ان اول هذه الصعاب يتمثل في كون الارهابيين اليهود هم مواطنين اسرائيليين ما يعني ان القانون يضع الكثير من القيود والعقبات مثل عدد ايام الاعتقال المسموح بها قبل ان يسمح لهم بلقاء محامي قياسا بما يجري حين يتعلق الامر بالمعتقلين الفلسطينيين.

صعوبة اخرى تمثلت في موقف الدولة من هذه المجموعات حيث لم توافق الدولة سوى خلال الفترة القصيرة الماضية على تصنيف مجموعة "جباية الثمن" كمجموعة محظورة وهذا الاجراء منح المزيد من الصلاحيات الخاصة بالتحقيق مع افراد هذه المجموعة مثل تمديد اعتقالهم دون المرور في المحكمة.


الارهاب اليهودي ارهاب ذكي ومتطور وموجه بشكل كبير فعلى سبيل المثال كتب "نوعام فريمان" منذ فترة طويلة كراسة توجيه مفصلة توضح للإرهابي اليهودي المحتمل كيف يتصرف اثناء التحقيق لدى جهاز الشاباك، وهذه الكراسة تقوم بتوجيه عدد ليس بالقليل من الارهابيين حتى وهم في سن مبكرة وبهذا يهيئون انفسهم للتحقيق وتجدهم يجلسون داخل غرفة التحقيق لساعات طويلة دون ان يتفوهوا بحرف ويركزون نظرهم على نقطة معينة على جدار الغرفة ويلوذون بكل بساطة بالصمت.

صعوبة اخرى يواجهها الشاباك تتمثل بعدم كفاية المعلومات الاستخبارية التي يجمعها لتشكل قاعدة لتقديم لوائح اتهام ويبقى التحدي الاكبر امام الشاباك ترجمة المعلومات الاستخبارية الى ادلة وبراهين تربط المشتبه به بالجريمة المنسوبة اليه وتسمح بتقديمه للمحاكمة ومعاقبته، وهذه العملية ليست بالسهلة وهناك الكثير من الحالات التي اظهرت فيها المعلومات الاستخبارية وبشكل واضح الشخص المسؤول عن ارتكاب الجريمة الارهابية لكن لم تتوفر ادلة وبراهين تؤيد هذه المعلومات وتربط الشخص بالجريمة بما يتيح محاكمته.

ويشكل الحذر الشديد والتوجيه المسبق الذي تتمتع به المجموعات الارهابية اليهودية صعوبة اخرى امام الشاباك حيث لا تترك هذه المجموعات أي بصمات او ادلة او اغراض ومقتنيات في الميدان تدل عليهم بعد ارتكابهم الجريمة.

واكبر مثال على ذلك ما حدث في كنيسة "الخبز والسمك" في طبريا حينها تم اعتقال خمسة مشتبهين لكن لم تقدم لوائح اتهام سوى ضد ثلاثة منهم رغم ان المعلومات الاستخبارية كانت واضحة وقاطعة بان الخمسة شاركوا في جريمة احراق الكنيسة التاريخية لكن الادلة والبراهين التي تم جمعها ربط بين الجريمة وثلاثة من المعتقلين فقط وتم الافراج عن الاثنين الاخريين.

وافق لنظام القضائي الاسرائيلي فقط بعد وقوع جريمة قرية دوما وحرق عائلة دوابشة على منح الشاباك والشرطة وسائل ادارية اضافية حيث بات بالإمكان ابعاد اشخاص من منطقة معينة استنادا لمعلومات استخبارية فقط وكذلك يمكن اعتقالهم اداريا فيما كان هذا الامر غير متاح قبل جريمة "دوما".

صدر خلال الاشهر الماضية الكثير من اوامر الاعتقال الاداري ضد شبان ينتمون للمجموعة الارهابية المعروفة باسم "مجموعة التمرد" ومنذ ذلك الحين ونتيجة لاوامر الاعتقال تراجعت حدة العمليات الارهابية وعمليات "جباية الثمن" وهذا يثبت مسؤولية افراد هذه المجموعة عن العمليات الارهابية لكن حتى هذه اللحظة لم تم الحصول على ادلة تدينهم وتقبل بها المحكمة.

وعاد المراسل العسكري للقناة الثانية في نهاية تحليله الى ما اسماه بالصعوبة الحقيقة التي تواجه الشاباك والمتمثلة بالقدرة على ترجمة المعلومات الاستخبارية الى ادلة وبراهين حسب تعبيره.