السبت: 20/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

غزة ورام الله تخنقان القدس بثاني اكسيد الاحزاب

نشر بتاريخ: 24/01/2016 ( آخر تحديث: 24/01/2016 الساعة: 12:22 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

لا يوجد في المجتمع الفلسطيني شيعة وسنّة ، لكن لدينا ما هو أعظم من ذلك . وفي ثورة 1936 انقسم الجهد الوطني الى حسيني ونشاشيبي ، وفي الانتفاضة الاولى انقسم الجهد الوطني الى عائد ومقيم ، امّا في الانتفاضة الثانية فانقسم الرأس والجسد الى عرفاتي وغير عرفاتي .. واليوم تنحرف الانتفاضة احيانا عن أهدافها بدعاوى واهية ودون عنوان واضح .
لا شك ان الانتفاضة احرجت اطرافا كثيرة وأحزابا شديدة ، وجعلتها ترتبك امام عدم استعدادها لفهم المشهد الجديد ، والجيل الجديد ، والهدف الجديد ، ولكن هذا لا يبرر التقاتل على ظهر الميت بحجة البحث عن ميراث سياسي او مكسب حزبي .
قبل اسبوع فقط كانت تل ابيب تولول تحت وطاة عملية تل ابيب بحثا عن الشهيد نشات ملحم ، وكان الامن الاسرائيلي يعلن درجة الاستنفار القصوى بحثا عن قناص الخليل . وفجاة ومن دون سابق انذار هبّت النار في ثيابنا واشتعلت نار التنافس الحزبي والانقسام المرّ  للنيل من بعضنا البعض بشكل " وحشي " ومبالغ فيه ، بل ان الجهد الاعلامي والحزبي والخطابات التي صرفتها الاحزاب هذا الاسبوع ضد بعضها البعض كانت كفيلة برفع الانتفاضة الى درجة أرقى واجمل وأبهى .

من الواضح ان الاجندات الحزبية لم تتغير ، وربما لن تتغير ، ومن الواضح ان الانتفاضة " يتيمة" ولا أبّ لها سوى الجماهير الفقيرة والطلبة الثوار الذين لم يقهرهم الاحتلال ولم يتسلل الى نفوسهم اليأس ، ومن الواضح ان تشكيل قيادة موحدة للانتفاضة يشكل خطرا حقيقيا على الانتفاضة لانها ستحتنق بثاني اكسيد الاحزاب .
لك الله يا قدس
لك الله يا انتفاضة
لكم الله يا أطفال الحواجز
لكم الله يا شهداء المدارس
اما أنتم فحدوا السلطات
خذوا الرواتب والمراتب
خدوا المكاسب والمناصب ... لكن لا تأخذوا الوطن