الجمعة: 19/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

محمد القيق قمر مصلوب

نشر بتاريخ: 11/02/2016 ( آخر تحديث: 11/02/2016 الساعة: 11:09 )

الكاتب: فراس الطيراوي

عرب الداخل في فلسطيننا المحتلة ينتفضون من اجل الصحفي الفلسطيني الاسير محمد القيق الذي اصبح الآن بعد إضرابه عن الطعام لمدة تزيد عن 77 سبع وسبعين يوما في وضع حرج، وحالهم يقول كما قال الشاعر الفلسطيني الشهيد توفيق زياد طيب الله ثراه : انا باقون على العهد باقون ... انا باقون ... لن نرضى عذاب الزنزانة ... وقيود الظلم وقضبانه ... ونقاص الجوع وحرمانه ... الا لنفك وثاق القمر المصلوب ... ونعيد اليك الحق المسلوب الى اخر القصيدة.

إن قضية القيق والاسرى البواسل جميعاً قضية هامة فتحرير الانسان من تحرير الاوطان، وإن هؤلاء الأسرى الأبطال ضحوا بالغالي والنفيس وكل متاع الحياة الدنيا، وقدموا زهرات شبابهم، ورغد عيشهم من اجل كرامتنا و حريتنا، وسيادتنا، واستقلالنا، وسطروا ومازالوا يسطرون اروع ملاحم البطولة، والصمود، والتحدي، والثبات في وجه الجلاد. اما اهلنا في الضفة وغزة والشتات في سبات عميق للأسف الشديد بخصوص قضية القيق والاسرى البواسل، الا من رحم ربي فعيونهم الآن شاخصة نحو ( الدوحة ) التي هي بالأصل من عمق الهوة، والخلاف، ودعم الانقسام وغذاه !!! يريدون ان يروا الدخان الأبيض او أية انفراجه في ما يسمى المصالحة او انهاء الانقسام نتمنى ذلك، ولكن لا اعتقد ان الانقسام او المصالحة باتت قريبة او قاب قوسين او أدنى كما يعتقد البعض !!! وقد يقولوا عني متشائم، نعم متشائم لان لنا معهم تجارب سابقة، فقد ذهبوا الى اطهر بقاع الارض (مكة المكرمة ) وحلفوا يمين على كتاب الله العزيز وتعاهدوا ونكثوا بالعهد واليمين، يبدوا انهم صاموا ثلاثة ايام كفارة اليمين وداسوا على دواسة البنزين، لان البعض ولن أقول الكل مستفيد من هذا الانقسام البغيض اللعين، لسبب الا وهو من جلس على الكرسي دهنه ( بغراء صفراء) ولا يهم ان يستشهد القيق او غيره، المهم ان يبقوا في مواقعهم حتى لو استشهد نصف الشعب، فأقول لمن في الدوحة حكموا عقولكم وضمائركم و خافوا لأنكم ستسألون عما كنتم تعملون ، ولماذا بقيتم منقسمين تسعة سنوات عجاف، رغم ان الوطن يئن من الجراح والاقصى يذرف الدموع، والاسرى في غياهب السجون يعذبون، والاستيطان اكل الأخضر واليابس والأطفال وقود؟؟؟ كفى كفى كفى فالقضية أمامكم ماثلة وشلومو وليبرمان ونتنياهو عليكم يضحكون .

يا اهلنا في غزة، والضفة، والشتات، فلتكن العيون متجهة نحو القيق والاسرى وليس الدوحة ... لأنهم تاج الفخار فوق رؤوسنا، ومقل عيوننا، وقضيتهم يجب ان تكون قضية كل فلسطيني في الداخل، والخارج، والشتات، فليكن صوتنا صوتهم والعمل الدؤوب على تحريرهم، ودعوة المجتمع الدولي ومؤسسات حقوق الانسان وخصوصاً مؤسسة الصليب الأحمر الدولي والامين العام للأمم المتحدة ( بان كيمون) وكل الأحرار في العالم ليأخذوا دورهم ويقوموا بمسؤولياتهم في الضغط على حكومة الاحتلال من اجل إطلاق سراحهم، ولنعلنها مدوية وليسمعها كل العالم ان اسرانا البواسل ليسوا بمجرمين وإنما هم مقاتلون شرعيون من اجل الحرية. ختاما أقول للاسير محمد القيق ولكل اسرانا البواسل واسيراتنا الماجدات الحرائر في الباستيلات كما قال شاعرنا الغائب الحاضر محمود درويش : يا دامي العينين والكفين ... ان الليل زائل ... لا غرف التوقيف باقية ... ولا زرد السلاسل ... نيرون مات ... ولم تمت روما بعينها تقاتل!!!!
المجد والخلود لشهدائنا الابرار، والشفاء العاجل لجرحانا الأبطال، والحرية لأسرى الحرية وأنها لانتفاضة مجيدة وثورة حتى النصر.