السبت: 20/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

مصالحة أمل أم مصالحة فشل ؟؟

نشر بتاريخ: 11/02/2016 ( آخر تحديث: 11/02/2016 الساعة: 11:07 )

الكاتب: تمارا حداد

في ظل الوضع الراهن الكل الفلسطيني يترقب ما هي نتائج المحادثات واللقاءات والاجتماعات بين حركتي فتح وحماس وهل طريق تلك الجولات ما بين عاصمة وعاصمة ميسرة في حياة المصالحة الفلسطينية ام ان طريقها مليئة بالحفر والفجوات .الكل الفلسطيني يجتمع على ان الانقسام من اكبر المصائب التي ابتلي فيها الشعب الفلسطيني والذي فتك في سواعده وقواه وأطاح براياته وبث بذور الفرقة والاختلاف بين اواسط الشعب الفلسطيني وعمق ثقافة العصبية الحزبية التي اطاحت بوحدة الصف الفلسطيني .

كان من ابرز اثار الانقسام انه جاء لمصلحة الكيان الصهيوني ومصلحة لمن يلهث في البحث عن مصالحه الشخصية وعن كل من شانه تشتيت اشلاء الشعب الفلسطيني الى فرق فالذين يتبعون المصالح والأهواء لا ينظرون الى ابعد من انوفهم ولا يتجاوزون اخمص اقدامهم ، فالانقسام بات بؤرة بركانية قابلة للانفجار في أي لحظة لما سبب هلاك الشعب الفلسطيني وبالذات في قطاع غزة فالانقسام ادى الى حصاره مما تسبب له الفقر وانتشار البطالة ناهيك عن سكان الضفة الغربية الذين باتوا رهان الصراع الحزبي ورهان المصالح الشخصية .

فالمحادثات بين وفد حركة فتح برئاسة عزام الاحمد ووفد حماس برئاسة خالد مشعل في العاصمة القطرية الدوحة ، والتي قامت على بحث اليات وبرامج وجداول لعلاج العقبات القائمة بين الحركتين اصبحت حديث الشارع الفلسطيني مابين امل في استكمال المصالحة او فشل استكمالها ، وهل ستؤول الى مصالحة فعلية لصالح الشعب الفلسطيني وهل ستؤم الى انهاء الشرذمة والأدلجة السلبية التي تعاني منها القضية الفلسطينية . وهل سيروم الاتفاق الى وضع حلا نهائيا ومفصليا لإنهاء معاناة الشباب والتخبط الذي يعاني منه الوضع الراهن .

فالانقسام هدد مصير الشعب الفلسطيني والذي يبعده عن طريق الامل والحرية والنهوض بعملية سياسية ناجعة لحل المشاكل القائمة فالشارع الفلسطيني يأمل حلا بدون اضاعة الوقت لصالح الكيان الصهيوني بل بوحدة تكمن في طياتها اطرا سياسية لتنفيذ كل الاتفاقيات اذا اتفقوا ، فالوحدة تنقذ الشعب الفلسطيني من ويلات هذا الانقسام ليعيش مهيب الحمى وعزيز الجانب ولتصبح الوحدة النقطة الاولى للتغلب على الواقع المؤلم الذي نبذه هذا الانقسام .
فالشارع الفلسطيني يعيش حالة من الاحباط من تلك اللقاءات لا يريدها تأخذ الجانب الصوري والشكلي ولا يؤتي بثمار ولا يريد ايضا لقاءات ومصالحات تودي لتنازلات جديدة لصالح الاعداء ، ولا يكون هدفها المصالح الشخصية الانية والدنيوية على حساب المصلحة العامة وعلى حساب شعب قدم الكثير من التضحيات من شهداء واسرى وجرحى . بل يأمل الشارع الفلسطيني بوحدة حقيقة وبنوايا صادقة للتخفيف عن معاناة طال عمرها .

يأمل الشارع بدولة فلسطينية حرة ومستقلة وعاصمتها القدس الشريف ووقف لاستيطان مستفحل على الاراضي الفلسطينية . ويأمل الشارع الفلسطيني ان بمجيء كيري الى المنطقة لدعم وإسناد تلك المصالحة لا لإفشال تلك المصالحة ونحن نعلم مدى انحياز امريكا لصالح الكيان الصهيوني وإنها تعرقل اية مصالحة فلسطينية لأنها ستكون ضد امن الكيان الصهيوني .
فالاتحاد بين حركتي فتح وحماس هي مصدر داعم لقوة الشعب الفلسطيني ليصل الى مبتغاه المنشود ، فالوحدة تحقق الألفة والعدالة فإتباع مقولة "تأبى الرماح اذا اجتمعن تكسرا وإذا انفردن تكسرت أحادا " سينال الشعب مجده .