الجمعة: 19/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

الاحتلال ينتقم من جبل المكبر.. عقوبات واخطارات هدم جماعية

نشر بتاريخ: 16/01/2017 ( آخر تحديث: 16/01/2017 الساعة: 17:04 )
الاحتلال ينتقم من جبل المكبر.. عقوبات واخطارات هدم جماعية

القدس- معا - صعدت سلطات الاحتلال الاسرائيلي بأجهزتها المختلفة حملتها ضد قرية جبل المكبر في القدس المحتلة، خاصة بعد عملية الدهس الأخيرة التي نفذها الشهيد فادي أحمد القنبر قبل أسبوع، وفرضت عقوبات على سكانها وأغلقت عدداً من الطرق، وتأتي تلك العقوبات ضمن مسلسل مستمر ودعوات من اليمين الاسرائيلي المتطرف لفرض المزيد من العقوبات.

عقوبات جماعية انتقامية مُتزايدة

أمين سر لجنة الدفاع عن أراضي قرية جبل المكبر المحامي رائد بشير قال لوكالة معا أن قرية جبل المكبر كباقي القرى والبلدات المقدسية تتعرض لهجمة منذ عامين وبشكل متصاعد، وتختلف وتيرتها من فترة الى أخرى، لكن سلطات الاحتلال تستغل أي حدث لمواصلة حملتها وهجمتها ضد أبناء القرية.


وأوضح بشير انه خلال الأسبوع الماضي ازدادت وتيرة الهجمة العقابية الانتقامية ضد أهالي جبل المكبر، ضمن المخطط التهويدي المستمر حيث الاقتحامات المشتركة لطواقم البلدية والضريبة برفقة قوات الاحتلال، واغلاق بعض الشوارع الرئيسية، إضافة الى تنفيذ اعتقالات ومداهمات للمنازل السكنية، وانتشار لقوات الاحتلال على مداخل القرية.

85 اخطار هدم ومراجعات لبلدية الاحتلال

وحول تصعيد طواقم بلدية الاحتلال هجمتها ضد أهالي قرية جبل المكبر أوضح المحامي بشير أن طواقم البلدية وزعت منذ يوم الاثنين الماضي حتى الاحد (خلال أسبوع)، 85 اخطار هدم ومراجعات للبلدية لأهالي جبل المكبر، وتركزت الإخطارات في أحياء (القنبر والجديرة والصلعة)، لعائلات القنبر وشقيرات وعبيدات.

وقال المحامي بشير أن هناك عدة منازل سكنية ممن وزعت عليها أوامر هدم مقامة قبل احتلال مدينة القدس، ومنها ما هو مرخص، حيث كانت الاقتحامات عشوائية، ولفت الى أن البلدية تستخدم مصطلح "استخدام المنازل غير المرخصة" لتوزيع إخطارات الهدم وتقديم لوائح اتهام على السكان بحجة البناء دون ترخيص، وهناك العديد من المنازل في مدينة القدس مشيدة منذ سنوات طويلة وتكون مهددة بالهدم حسب هذا القانون الذي تستخدمه وتفعله سلطات الاحتلال متى تشاء.

وأضاف بشير أن طواقم البلدية داهمت عدة منشآت تجارية وزراعية، وطالبت من أصحابها إزالتها من أراضيهم وهددت بتنفيذ عملية هدمها.

ولفت الى ما كشف مطلع الاسبوع الجاري، عن تقديم البلدية تسهيلات وامتيازات للمقاولين الاسرائيليين للإسراع في بناء 6 فنادق ( 1330) غرفة فندقية على أراضي جبل المكبر، وقال :"هذه غرف وفنادق استيطانية تهدف للترويج السياحي للرواية اليهودية وتزوير الحقائق" ، لافتا انه صودق على المشروع عام 2011، وطرحت العطاءات عام 2015.


وقال المحامي بشير :"تريد سلطات الاحتلال تسريع بناء فنادق على أراضي جبل المكبر، دون الاكتراث لحاجة السكان لحوالي 3 ألاف وحدة سكنية."

كما تطرق بشير الى مداهمة طواقم الضريبة للمحلات التجارية في القرية منذ اسبوع.

عرقلة حركة السكان

وتواصل سلطات الاحتلال إغلاق شارع المدارس وشارع الفاروق بالمكعبات الإسمنتية، وحول ذلك قال المحامي بشير :"أن إغلاق الشوارع بالمكعبات الإسمنتية يؤثر على حركة السكان والتنقل في القرية والخروج منها، خاصة شارع المدارس الذي يعتبر احد الطرق الرئيسية والأساسية للطلبة كذلك يوجد فيه مركز صحي وصيدلية الامر الذي يعيق ويعرقل وصول الطلبة والمرضى الى المدارس والعلاج".

ونفى المحامي بشير عن ما نشر في وسائل الاعلام عن مصادقة بلدية الاحتلال على مخطط لبناء 2500 وحدة استيطانية مكان منزل الشهيد فادي قمبر والمنطقة المحيطة به في جبل المكبر بالقدس الشرقية، موضحا تقديم اهالي القرية مشروعا للبلدية لبناء 2500 وحدة سكنية في البلدة قبل حوالي 3 سنوات، لكن موظفي البلدية وضعوا أمامهم معيقات حالت دون تنفيذه.

هدم منشأت تجارية وحيوانية

عائلة عبيدات اضطرت خلال اليومين الماضيين لهدم واخلاء أرضها من 4 منشآت تجارية تعتاش منها 5 عائلات بحجة "اقامتها على اراضي دولة"، وحول ذلك أوضح خضر عبيدات أن الأرض هي لعائلته، والمنشآت التجارية قائمة عليها منذ سنوات أقدمها مطعم قائم منذ 20 عاماً، الا ان البلدية داهمتها يوم الخميس الماضي وطالبت باخلاء الأرض بالكامل والا ستقوم هي بتنفيذ القرار.


وأضاف عبيدات ان 5 منشأت مقامة على الارض (مطعم، ومحل للهواتف المحمولة، ومغسلة سيارات، ومعمل طوب، ومخزن)، منها تم هدمها واخرى عبارة عن كونتينرات تم نقلها من الأرض، لافتا ان البلدية داهمت الارض وطالبتهم بهدم المخزن وازالة خُم دجاج من الأرض، كما صادروا حصانا.

وأوضح عبيدات ان طواقم البلدية سلمت العائلة اخطارات بضرورة اخلاء الارض خلال 24 ساعة، الا ان مفتش البلدية قام بتقليصها لـ 12 ساعة خلال تواجده في المكان.

وعلمت وكالة معا من مصادر محلية في قرية جبل المكبر، أن طواقم البلدية هدمت يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين 4 منشآت زراعية وتجارية (اسطبلات خيل ومحل لبيع مواد البناء)، حيث تم هدم بعضها وكونتيرات تمت مصادرتها مع معداتها، كما تم نقل كونتينر واخلاء محل لبيع مواد البناء في منطقة الصلعة في القرية.


سحب رخص "لسائقي الشاحنات"

وفي عقاب آخر ضد اهالي قرية جبل المكبر، سحبت شرطة الاحتلال "رخصة سياقة شاحنة" من بعض شبان القرية، فقط لانهم من أهالي القرية.. وأحد المتضررين الشاب رمزي عبيدات، الذي أوضح انه كان في طريقه الى عمله تم ايقافه وتحرير هويته ورخصة قيادته وبعد فحص الشاحنة والهوية تم سحب رخصة القيادة لمدة 20 يوماً.

اعتقالات واستدعاءات

أما الاعتقالات في قرية جبل المكبر، فقد أوضح مجد غيث من مركز معلومات وادي حلوة أن المركز وثق حوالي 40 حالة اعتقال واستدعاء لعدد من أهالي القرية منذ الأحد الماضي (عقب العملية مباشرة) وطال ذلك اعتقالات واستدعاءات لوالدة الشهيد فادي وزوجته وشقيقاته، إضافة الى اعتقالات طالت فتية تتراوح أعمارهم بين 13 و14 عاماً.

وأوضحت عائلة الشهيد فادي، أن الشرطة الإسرائيلية قررت الأحد الإفراج عن محمد أحمد القنبر – شقيق الشهيد- ومحمد عمران القنبر – ابن عم الشهيد- والشاب عدي صري، دون قيد أو شرط، بينما مددت توقيف منذر القنبر- شقيق الشهيد- ليوم الاربعاء القادم، وحمزة – ابن عم الشهيد- ليوم الأحد القادم.

تقرير ميساء ابو غزالة