الأربعاء: 24/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

منشور كل ٤٦ ثانية يُكتب في اسرائيل ضد العرب

نشر بتاريخ: 07/02/2017 ( آخر تحديث: 11/02/2017 الساعة: 09:30 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

ليس التحريض المباشر فقط، وانما طريقة صياغة الخبر والصورة وشكل البث الاذاعي والتلفزيوني ونوعية الضيوف ومساحات الحوار، تدل جميعها على انزلاق المجتمع الاسرائيلي الى أدنى مستويات العنصرية الكريهة، ومن تابع محاكمة الجندي الاسرائيلي أريه ازاريا الذي قام باعدام الجريح الفلسطيني عبد الفتاح الشريف في شوارع الخليل، ومن شاهد موجات البث التلفزيوني المباشر على قنوات التلفزة العبرية ، ومن قرأ ما يكتبه الجمهور الاسرائيلي باللغة العبرية على مواقع التواصل الاجتماعي سيصل بسرعة الى نتيجة مفادها أن الحكومات الاسرائيلية لا تمنع العنصرية، بل تشجعها من خلال تصريحات تصدر عن رأس الهرم السياسي ممثلة ببنيامين نتانياهو ووزراء حكومته وتفضي الى اعتبار العربي مجرد حادث بسيط لا يستحق انفاذ القانون ضد اي يهودي مهما دنا شأنه وانحطت اخلاقه .
مركز "حملة" في حيفا الذي يديره نديم الناشف نشر "مؤشر العنصرية والتحريض في الشبكات الاجتماعيّة الإسرائيليّة" لعام 2016 . وقد اظهرت النتائج ارقاما كارثية نذكر منها للعلم فقط :
- منشور كل ٤٦ ثانية يُكتب ضد العرب على الشبكات الاجتماعيّة من قبل الإسرائيليين.

- أكثر من 675000 منشور عنصريّ وتحريضيّ ضد العرب والفلسطينيين خلال العام 2016.

- أكثر من 60000 ألف محرض/ة إسرائيلي/ة على شبكة الانترنت.

- 1 من 8 منشورات إسرائيليّة عن العرب تحتوي على شتائم عنصرية وتحريض على العنف .

وفي حال واصلت الحكومة الاسرائيلية تشجيع وممارسة التصريحات العنصرية ضد العرب. فان الامر سرعان ما سيتحول الى سلوك مجتمعي أقوى وأشد قوة من القانون، ولا يستغرب القارئ العربي أن هناك شوارعا ومطاعما ومناطقا ومؤسسات طبية واكاديمية واجتماعية ممنوع على العرب ان يدخلوها بتاتا ، كما ان المستوطنات المقامة على اراضي الفلسطينيين يمنع العرب من دخولها .


في فترة حزب العمل الاسرائيلي كان الاحتلال يصادر الارض ويجعل اصحابها يعملون فيها عمال لبناء المستوطنات وتنظيف الشوارع، اما اليوم فيمنع الليكود العربي من الدخول الى ارضه المصادرة حتى لو كان يريد بناء المستوطنة عليها .

طريقة صياغة الخبر، ومحور الانعكاس في الديباجة، وبلغة التلفزيون زاوية الكاميرا أخطر بكثير من التحريض المباشر نفسه ، ومثال على ذلك ان يفرد التلفزيون الاسرائيلي تقريرا عن غزة يتناول فيه استخدام الحمير على الشاطئ. وهو بحد ذاته ليس تقريرا وانما ايحاء مباشرا من جانب ادارة تحرير التلفزيون لتكوين صورة نمطية بعيدة المدى لدى الجمهور عن قطاع غزة واهل قطاع غزة .


بالمقابل لا يزال الفلسطينيون هم المتهمون بالتحريض. ولا تزال حكومة اسرائيل تتهم العرب بمعاداة اليهود !